شعراء أهل البيت عليهم السلام - هم حجج الله على خلقه

عــــدد الأبـيـات
129
عدد المشاهدات
2322
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
07/08/2010
وقـــت الإضــافــة
3:45 صباحاً

يا ناقِصَ العَقلِ الَبليدِ الغَبي=و ذا الفُؤَادِ الطَّائِشِ المُرعَبِ حَتَّامَ طُولُ النَّوحِ و المَندِبِ=لِدارِس المَنزِلِ و المَلعَبِ تَبكي أُناساً حَتفُهُم غالَهُم=مُستَعبِراً تَسألُ أطلالَهُمْ و فِتيَةً قَطَّعَ أوصالَهُم=صَرفُ الرَّدى بالنَّابِ و المِخلَبِ ما لَكَ حُزناً لِلبُكا مُدمِنُ=على طُلُولٍ ما بِها قُطَّنُ ما ذاكَ إلا سَفَهٌ بَيِّنُ=لا يُبلِغِ المَرءَ إلى مَطلَبِ كَم مِن جَهولٍ دَمعُهُ قَد حكى=نَواطِفَ المُزنِ و وَجداً شَكَى لا يُحسَنُ النَّوحُ و طُولُ البُكا=إلا على الأطهارِ آلِ النَّبيْ هُم أوضَحُ الآيِ على صِدقِهِ=مُشارِكُوهُ مُوضِحُو طُرقِهِ هُم حُجَجُ اللهِ على خَلقِهِ=طُراً مِنَ الحُضرِ و الغُيَّبِ قالَ رَسولُ اللهِ في حَقِّهِم=مُؤَكِداً يُوصي على بِرِّهِمْ و حَيثُ كانوا لِلبَلا مَركَزا=كانَ بُكاهُم لِلحَيا مُنجِزَا و يُبلِغُ المَرءَ بِيَومِ الجَزا=إلى النَّعيمِ الأَدوَمِ الأطيَبِ هُم أفضَلُ الخَلقِ و خَيرُ المَلا=الأقرَبونَ الأنجَبونَ الأُوَلَى بَلاؤُهُم أعظمُ كُلِّ البَلا=لأنَّهُ الأقربُ لِلأقرَبِ ما مِنهُم إلا مُصابٌ بِذِي=كُفرٍ شَديدٍ و لِسانٍ بَذي أمَّا رَسولُ اللهِ فَهوَ الذي=حُوصِرَ في الشِّعبِ بِلا مُوجِبِ فَطَالَمَا جارَ عَلَيهِ العِدا=و عَرَّضوهُ لِسِهامِ الرَّدَى و أوعَدُوهُ القَتلَ حَتَّى غَدَا=مُستَتِراً في الغارِ بالعَنكَبِ كَم ذي نِفاقٍ حَسَداً عانَهُ=فَشَرَّدَ الكُفَّارُ أعوانَهُ و كَسَّروا في الحَربِ أسنانَهُ=و هَدَّموا مِن ثَغرِهِ الأشنَبِ كَم نَقَضُوا أمراً لَهُ أبرَمَا=و حَلَّلُوا شَيئاً لَهُ حَرَّمَا و اغتَصَبُوا حَقَّ عَليٍّ و ما=لَهُ مِنَ الإِمرَةِ و المَنصِبِ تعاقَدوا ألا يُطيعونَهُ=و قَلَّدوا أمرهُم دونَهُ و استضعفوهُ إذ يَقودونَهُ=مُلَبَّباً يُعزَلُ عن مَنصِبِ قَد أظهَروا إسلامَهُم حيلَةً=بالكُفرِ و الإلحادِ مَوصُولَةً ثم استباحوا دَمَهُ غيلَةً=بسَيفِ أشقى كافِرٍ مُذنِبِ و آثَروا الدُّنيا و أخباثَهَا=قد أمِنُوا الأُخرى و أحداثَهَا و اغتَصَبوا الزَّهراءَ مِيراثَها=و خالَفوا ما قالَ فيها النَّبي سُحقاً لَهُم قد آثَروا ما يُضِر=حتَّى أضَلُّوا النَّاسَ عَبداً و حُرْ و الحَسَنُ الزَّاكي أذاقوهُ مُر=المَوتِ إذ سَمُّوهُ في المَشرَبِ كَم بَدرِ تَمٍّ في الورى أزهَرا=قد غيَّبوهُ في طِباقِ الثَّرَى و أعظَمُ الأرزاءِ أمرٌ جَرَى=في كَربَلا مِن فادحٍ أعصَبِ ما بَعدَهُ كانَ و لا قَبلَهُ=خَطبٌ عَظيمٌ فادِحٌ مِثلَهُ ما وَلَدَت أُمُّ الرَّزايا لَهُ=مِن مُشبِهٍ في سالِفِ الأعقُبِ كَم من كُبُودٍ منهُ قد أُحرِقت=و أعيُنٍ في دَمعِها أُغرِقَتْ غداةَ سبط المُصطفى أحدَقَت=بهِ جُنُودُ الكُفرِ في مَوكِبِ لم يُبصِروا نَهجَ هُدىً مِن عَمَى=كَلَّا و لا خافوا إلهَ السَّما عِدَّتُهُم سَبعونَ ألفاً و ما=لَهُم سِوَى الإلحادِ مِن مَذهَبِ ما آمَنوا باللهِ يَوماً و لا=بِمُرسَلٍ أرسَلَهُ لِلمَلا يَقودُهُم الرِّجسُ ابنُ سَعدٍ إلى=حَربِ الإمامِ الأطهَرِ الأطيَبِ سُحقاً لَهُم ضَلُّوا طَريقَ الرُّشُدْ=و قاتَلوا رُكنَ الإلهِ الأشَدْ حتى حَمَوا مِن دُونِهِ ألماً و قَدْ=سَخوا بِهِ لِلكَلبِ و الثَّعلَبِ تَباً لِدَهرٍ أبَداً ما صَفا=و لا وَفَى يَوماً لأهلِ الصَّفا فانتَدَبَ الأنصارَ أهلَ الوَفَا=رِعايَةً لِلدِّينِ و المَّذهَبِ مِن كُلِّ مَقصودٍ على أمرِهِ=يُشرِقُ نُورُ الحَقِّ في سِرِّهِ يَرَونَ مُرَّ المَوتِ في نَصرِهِ=مِثلَ مَذاقِ السُّكَّرِ الأعذَّبِ فَقَابَلوا الخطِّيَّةَ الشُّرَّعا=و عانَقوا الهِندِيَّةَ القُّطَّعا حتَّى غَدَوا من حَولِهِ صُرَّعا=مِن خَيرِ شُبَّانٍ و مِن شِيَّبِ أفدي حُسَيناً بَينَ عَسَّالَةٍ=و أسهُمٍ لِلرُّوحِ مُفتَالَةٍ و ظَلَّ مَول الناسِ في حالَةٍ=تُذيبُ قَلبَ الجَلمَدِ الأصعَبِ لَو طَرَقَت غَيرَ حُسَينٍ غَدَا=مُندهِشاً مُستسلِماً لِلعِدَا فتارَةً يَنظُرُ نَحوَ العِدَا=و تارةً يَرنو إلى المَضرِبِ أمرٌ تُهَدُّ الصُّمُّ مِن ثِقلِهِ=و يَضعُفُ العالَمْ عَن حَملِهِ يرى العِدا تَكدَحُ في قَتلِهِ=مِن كُلِّ رِجسٍ حاقِدٍ مُغضِبِ كُلٌّ عَلَيهِ هَزَّ خَطَّارَهُ=و وَجَّهَ المَلعونُ بَتَّارَهُ و تارةً يَنظُرُ أنصارَهُ=تَعدو عَلَيها الخَيلُ في سَبسَبِ يَرَى بَنيهِ بِالدَّمِ السَّائِلِ=مَخضُوبَةَ السَّاعِدِ و الكاهِلِ و نِسوَةً تَبقى بِلا كافِلِ=و صِبيَةً تَرنو إلى المَشرَبِ يا حَسرَتَا يا لَيتني بِعتُهُ=نَفسي بِلا مَنٍّ و واسَيتُهُ يا لَهفَتَا لَمَّا تَصَوَّرتُهُ=مُوَدِعاً يُوصي إلى زَينَبِ زَينَبُ يا أُختي اسمَعي و اعلمي=بِأَنَّ أعدائي استَحَلُّوا دَمِي لا تَنشُري شَعراً و لا تَلطِمِي=خَدَّاً إذا صَرفُ الرَّدى حَلَّ بي و سَلِّمي للهِ فيما قَضَى=فَكَم عَزيزٍ لَكِ قَبلي قَضَى و استَعمِلي الصَّبرَ و حُسنَ الرِّضَا=إن تُضرَبي يا أُختُ أو تُسلَبي و بَعدَ أن وَدَّعَها قد مضى=كأَنَّ في الأحشاءِ نارُ اللَّظى و اقتَحَمَ الهَيجا بِوَجهِ الرِّضا=مَن كَثرَةِ الأعداءِ لَم يَرهَبِ مُستَبشِراً بِالقَتلِ لا عابِسُ=لِجُلِّ راياتِ العِدا ناكِسُ ما شامَ حَدَّي سَيفِهِ فارِسُ=إلَّا التَجَا لِلفَرِّ و المَهرَبِ تاللهِ لَولا اللهِ رَبِّي قَضَى=عَلَيهِ بالقَتلِ لَما أبهَضَا لكِنَّهُم سَدُّوا عَلَيهِ الفَضَا=بِأَسهُمٍ كالمَطَرِ الصَّيِّبِ فَلَم يَزَل في ضَيِّقِ المَوقِفِ=يُجَدِّلُ الأبطالَ بِالمَشرَفي حتى أتاحَ القَدرُ الحَتمَ في=فُؤَادِهِ سَهمَ الرَّدَى المُعطِبِ فَمَرَّ يَسري خارِقاً قَلبَهُ=مُضَاعِفاً مِن ألَمٍ كَربَهُ فَخَرَّ مُلقىً شاكِراً رَبَّهُ=في غَيرِ ما يُرضيهِ لَم يَرغَبِ فَكُوِّرَت إذ ذاكَ شَمسُ الضُّحَى=و انطَمَسَ الدِّينُ لَهُ و امتَحَا صَهْ يا لِساني لا تَكُن مُفصِحَا=عَمَّا جَنَى شِمرٌ على ابنِ النَّبي لَم يَحمل القلب المعنى لما=جَنَاه إن فعلته معلما فإنَّهُ أمرٌ تَكَادُ السَّما=تَنشَقُّ مِن مَوقِعِهِ الأصعَبِ و تَصبِغُ الشَّمسُ لَهُ فُرقَها=بِحالِكٍ ذاهِلَةٍ طُرقَهَا و تَرجُفُ الأرضُ بِما فَوقَها=مِن ساكِني المَشرقِ و المَغربِ ما قَطُّ عَيشٌ لِوَليٍّ حَلا=و لا صَفا مَشروبُ أهلِ الوَلا و حُرمَةُ المَقتولِ في كَربلا=و جَدُّهُ المَدفونُ في يَثرِبِ و حَقُّ سِرٍّ مُودَعٍ عِندَهُ=و زُلفَةٍ فازَ بِها وَحدَهُ ما حَسَرَت ريحُ الصَّبَا بَعدَهُ=قِناعَها عَن نَفسٍ طَيِّبِ و يَضرِمُ القلبَ بِنارِ الأسى=و يُتلِفُ الأبدانَ و الأنفُسا و يُحرِقُ الأحشاءَ سَوقُ النِّسا=على الجِمالِ البُزَّلِ الصُّعَّبِ كُلٌّ تُناجي مِ، جَوَىً أُختَهَا=أكبادُها عِظمُ البَلا فَتَّهَا لا فَوقَها سِترٌ و لا تَحتَهَا=فُرشٌ سِوى الأحزانِ و المَندِبِ و الثُّكلُ حُزناً قَلبَها قَطَّعَا=و ضَربُ أعداها لها أوجَعَا ما أبصَرَت إلا رَأَت مُفجِعَا=و مُؤلِماً لِلخاطِرِ المُتعِبِ تَخضَعُ مِن ذُلٍّ لِسَلّابِهَا=و تُحسِنُ الرَّدَّ لِسَبَّابِهَا قِدَّامَها أرؤُسُ أحبابِهَا=تُشرِقُ كالأقمارِ في غَيهَبِ جُسُومُهُم في القَفرِ مَوضُوعَةٌ=و رُوسُهُم بِالبَترِ مَقطوعَةٌ على رِماحِ الخَطِّ مَرفوعَةٌ=كَي لا تُعَدَّى رِفعَةَ المَنصِبِ على العَوَالي دَمُها قَد جَرَى=تُشهَرُ في بُلدَانِها و القُرَى و خَلفَهَا أبدانُهُم بِالعَرَى=بِغَيرِ نَسجِ الرِّيحِ لَم تُحجَبِ مِن بَينِها السَّجَّادُ مَوجوعَةٌ=مُتُونُهُ و اليَدُ مَمنُوعَةٌ و حَولَهَا الأيتامُ مَفجوعَةٌ=كُلٌّ تُنادي وا أبي وا أبي قد ضَيَّقوا في الأسرِ أغلالَها=و غَيَّروا بالضَّربِ أحوالَها و زَينَبُ تَدعو لِما نالَها=يا غِيرَةَ اللهِ لَنا فاغضَبي يا جَدَّنا فَقدُ أخي مَضَّني=و ثِقلُ ما بي مِن أسىً كَظَّني يا أمَّنا الزَّهراءَ إن تَحزَني=لِفَقدِ شَيءٍ فاحزَني و اندُبي يا أُمَّنا قد سَبَّ عِرضيِ البَذي=و أسهَرَ الأحزانُ طَرفي القَذي قد وَقَعَ اليَومَ عَلَينا الَّذي=تَخشَينَهُ مِن قَبلُ أن تَذهَبي فَرخُكِ يا زَهراءُ و المُلتَجَى=و كَنزُنا الغالي و كَهفُ الرَّجَا عَزيزُكِ المأمولُ و المُرتَجَى=و غايَةُ البُغيَةِ و المَطلَبِ يا أُمَّنا الزَّهرا عليهِ اعتدَى=و سَلَّطَ اليَومَ عليهِ العِدَا أخي حُسَينٌ و عَزيزي غَدَا=يُذبَحُ ذَبحَ الشاةِ في المَقصَبِ يا أُمَّنا ها رأسُهُ في القَنَا=يُسرى بِهِ جَهراً و يُسرى بِنَا و السَّيِّدُ السَّجَّادُ ما بَينَنَا=في الأسرِ فَوقَ الأعجَفِ الأجرَبِ يَبكي و ثِقلُ القَيدِ قد كَظَّهُ=تَسِبُّ أوغادُ العِدا عِرضَهُ إذا رَأَى ما نالَنا مَضَّهُ=الحُزنُ و إن يَغضَب لنا يُضرَبِ فَيَا فُؤادي ذُب و يا زَفرتي=شُبِّي فقد أُفجِعتُ في إخوَتي فيا سُرُوري غِب و يا عَبرَتي=صُبِّي و يا سَلوَةِ قَلبي اذهَبي يا سادَةً خِدمَةُ أبوابِهِمْ=صَيَّرَها الأملاكُ مِن دابِهِمْ يا سادَةً طابوا فَطِبنا بِهِمْ=و مَرجِعُ الطَّيِّبِ للطَّيِّبِ قد شَفَّنا الوَجدُ لأرزائِكُمْ=و مَضَّنَا الحُزنُ لِلَأْوْائِكُمْ حُبُّكُم مع بُغضِ أعدائِكُمْ=لنا تُراثٌ وَلَدٌ عن أَبِ إذا أتى مَولاكُمُ رَبَّهُ=فَرَجتُم في حَشرِهِ كَربَهُ فَكَيفَ يَخشى أحمَدٌ ذَنبَهُ=و أنتُمُ الجُنَّةُ لِلمُذنِبِ جَرَائِري تُمحى و إن عَظُمَتْ=و كُتْبُ أعمالي بِها أظلَمَتْ فَقُل لِنارٍ لِلعِدا أُضرِمَتْ=تَسكُني إن شِئتِ أو فالهَبي كُونُوا لَنَا حِصناً و آبائِنَا=و كُلِّ راءٍ مِثلَ آرائِنَا تَشَفَّعوا فينا و آبائِنَا=و كُلِّ مَولَى سَيِّىء المَكسَبِ كُونُوا لَنَا ذُخراً بِيَومِ الجَزَا=و كُلِّ خِلٍّ حُبُّكُم أحرَزَا لا سِيَّمَا دَرويش باني العَزَا=عَلَيكُمُ بِالنَّوحِ و المَندِبِ فَإنَّكُم سُفنُ نَجاةٍ غَدَا=و أنتُمُ أعلامُ طُرقِ الهُدَى صَلَّى عَلَيكُم رَبُّكُم ما بَدَا=بِالقُبَّةِ الزَّرقا سَنَا كَوكَبِ
Testing