شعراء أهل البيت عليهم السلام - فزت و حبّذا من مصرع

عــــدد الأبـيـات
71
عدد المشاهدات
2236
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
07/08/2010
وقـــت الإضــافــة
3:45 صباحاً

ما بالُ طَرفكَ ساهِرٌ لا يَرقَدُ=و غَزيرُ دَمعِكَ ساكِبٌ لا يَجمَدُ أشجاكَ صَوتُ حَمَامَةٍ تَشدو على=رُوسِ الغُصونِ و لِلمَنَاحِ تُرَدِّدُ أو شِمتَ بارِقَ بارِقٍ لَمَّا بَدَا=أو عَنَّ رَكبٌ مُتهِمٌ أو مُنجِدُ أو مَسَّ قَلبَكَ نَفحَةٌ مِمَّا جَرَى=يَومَ الطُّفوفِ فَلَم تَزَل تَتَوَقَّدُ خَطبٌ عَظيمٌ أعقَمَت عَن مِثلِهِ=أُمُّ الخُطوبِ فَمِثلُهُ لا يُولَدُ خَطبٌ بِهِ فُقِدَ الحُسَينُ و لَيتَهُ=نالَ البَقاءَ و ما سِواهُ يُفقَدُ ما عَنَّ مَفقَدُهُ بِخاطِرِ فاقِدٍ=إلَّا و أرخَصَ عِندَهُ ما يَفقِدُ تَبَّت يَدا الدَّهرِ الخَؤُونِ و شُلَّتا=أغرى بِهِ قَوماً طَغَوا و تَمَرَّدُوا عَمِيَت عُيُونُ قُلُوبِهِم عَن فَضلِهِ=و لِنورِ شَمسِ جَلالِهِ لَم يَهتَدُوا أرجاسُ حَربٍ نازَلُوهُ بِحَربِهِم=و عَلَيهِ أنحاءَ السَّلامَةِ سَدَّدُوا فَهُناكَ عَينُ عِنايَةِ الوَهَّابِ قَد=لَحَظَت أُنَاساً بالمَوَاهِبِ أُيِّدُوا بَزَغَت شُمُوسُ الحَقِّ في ألبَابِهِم=حتَّى لَقَد شَهِدوا الَّذي لا يُشهَدُ سَعِدوا بِهِ و تساعَدوا و تعاوَنوا=في نَصرِهِ حَتَّى قضَوا و استُشهِدُوا قَومٌ بِهِ سَعِدوا و قَومٌ قَد شَقَوا=و اللهُ يُشقي مَن يَشاءُ و يُسعِدُ (1) لَم أنسَهُ مِن بَعدِ قَتلِ حُماتِهِ=يَدعو ألا هَل مُسعِدٌ هَل مُعضِدُ هَل مُبتَغٍ لِلفَوزِ في يَومِ الجَزَا=هل طالِبٍ طُرقَ الرشادِ فَيَرشَدُ هَل تابِعٍ حُكمَ الكِتابِ و نَصِّهِ=في حُبِّ ذي قُربى النَّبيِّ يُؤَكِّدُ أنا سِبطُ خِيرَةِ رَبِّكُم مِن خَلقِهِ=و سَليلُ بَضعَتِهِ فَنِعمَ المَحتَدُ إن تَجهَلوا شأني فهذي هَل أتى=تَتلُو مَديحي دائِماً و تُعَدِّدُ في والِدَيَّ و في أخي قَد أُنزِلَت=نَصَّاً و فيَّ فما لَكُم لم تَهتَدُوا من آل ياسينٍ و نُونَ و ما النَّبا=نَحنُ الَّذي نُنعى بِذاكَ و نُقصَدُ سُدَّت مَسَامِعُهُم عَنِ النُّصحِ الَّذي=أبدَى لَهُم و استَكبَروا و تَمَرَّدُوا لا غَروَ لو مَجُّوا نَصوحَ النُّصحِ مِن=أفواهِهِم و استَعذَبوا ما يُفسِدُ خَبُثَت جِبلَّتُهُم و أظلَمَ سِرُّهُم=و قَبيحُ فِعلِهِمُ بِذلِكَ يَشهَدُ فَمَضَى الإمامُ إلى الخيامِ مُوَدِّعاً=و الحُزنُ في أحشائِهِ يَتَرَدَّدُ يَدعو بِتِلكَ الطَّاهِراتِ و دَمعُهُ=في الخَدِّ يُسكَبُ جارياً لا يَجمَدُ يا خَيرَ مَن يُسلَبنَ ثَوبَ الصَّونِ لا=تَجزَعنَ إن عَضَّ الزَّمانُ الأنكَدُ و اصبِرنَ في البَلوَى العَظيمَةُ وَقعُها=فالصَّبرُ أولى بِالمُصابِ و أحمَدُ فإذا رأيتُم جُثَّتي مَطروحَةً=و الرَّأسُ يَرفَعُهُ الأصَمُّ الأملَدُ فاستَمسِكُوا باللهِ و اعتَصِموا بِهِ=فَهُوَ المَلاذُ لِمَن إلَيهِ يَصمَدُ فَتَعَلَّقَت بِرِكابِهِ أخواتُهُ=و بَنَاتُهُ و قُلُوبُها تَتَوَقَّدُ يَدعينَ يا خَلَفَ النَّبيِّ و حَيدَرٍ=و الكافِلُ المُتَشَفِّقُ المُتَوَدِّدُ أنَراكَ مَقتولاً ذَبيحاً بِالعَرَا=يا لَيتنا مِن قَبلِ فَقدِكَ نُفقَدُ و سَعَى إلى الأعدا بِقَلبٍ ثابِتٍ=في مَوقِفٍ فيهِ يَذوبُ الجَلمَدُ مِن فَوقِ مُنجَرِدٍ سَبُوحٍ طَبعُهُ=طَردُ العِدا لكِنَّهُ لا يُطرَدُ في كَفِّهِ ماضي الغَرارِ كأنَّهُ=قَبَسٌ إذا عَن جَفنِهِ يَتَجَرَّدُ و سَطَى بِهِم سَطَوات والِدِهِ بِهِم=فَتَفَرَّقوا مِن بأسِهِ و تَبَدَّدُوا لكِنَّهُم سَدُّوا الفَضَاءَ بأسهُمٍ=كالقَطرِ تُرسَلُ نَحوَهُ و تُسَدَّدُ فانحَطَّ عَن ظَهرِ الجوادِ بِنَبلَةٍ=و عُلاهُ يَعلو لِلسَماءِ و يَصعَدُ و يَقولُ فِزتُ و حَبَّذا مِن مَصرَعٍ=فيهِ رِضا الرَّحمانِ و هوَ المَقصَدُ فَدَنَا لَهُ الباغي سِنانُ فَهَابَهُ=حَتَّى تَوَلَّى و هوَ خوفاً يُرعِدُ فَبَقى على وَجهِ الثرى مُتَقَطِّراً=فأتى لَهُ الشِّمرُ الخَبيثُ المَولِدُ فَعَلَى قَذاهُ قَسوَةً و جراءَةً=لا خائِفاً إثماً و لا مُتَرَدِّدُ فَدَعاهُ سِبطُ المُصطفى مِن أنت يا=شَّرَ الورى و الكافِرُ المُتَمَرِّدُ هُدَّت قِواكَ أَأَنتَ تَدري مِن أنا=و أبي و جَدِّي أم جَهولٌ تُرشَدُ فأجابَهُ أنتَ الحُسَينُ و أُمُّكَ=الزَّهرا و والِدُكَ النَّبيُّ مُحَمَّدُ لكِنَّني أرجو بِقَتلِكَ حُظوَةً=عِندَ الخَليفَةِ مِثلُها لا يُوجَدُ فأجابَهُ مَولَى الوَرَى ما عِندَهُ=يَفنى و ما هوَ عِندَنَا لا يَنفَدُ يا شِمرُ إن تَعزِم على قَتلي اسقِنِي=ماءً لَعَلَّ غَليلَ قَلبي يَبرُدُ فَأَجَابَهُ بَغياً سَيَسقِيكَ الرَّدى=سَيفٌ صَقيلُ الصَّفحَتَينِ مُهَنَّدُ فَبَرى وَريدَيهِ و شالَ بِرأسِهِ=فَوقَ القَنَاةِ و نُورُه يَتَوَقَّدُ كالشَّمسِ بَل و اللهِ لَولا نُورِهِ=ما كانَ يُوجَدُ نَيِّرٌ أو مُكمَدُ و أُسِقَتِ النِّسوانُ أسرى حُسَّراً=مِن بَينِها السَّجَّادُ و هوَ مُقَيَّدُ تَدعو بِأربابِ العُلى مِن هاشِمٍ=هل تَشهَدونَ اليَومَ أم لَم تَشهَدُوا يا جَدُّ عَبدُ مُنافٍ يا أبا طالِبَ=يا حَمزَةُ اللَّيثُ الهَصُورُ السَّيِّدُ يا جَعفَرُ الطَّيارُ في الجَنَّاتِ يا=مَن جارُهُم بَينَ الأنامِ مُؤَيَّدُ يا أحمَدُ المُختارُ يا خَيرَ الوَرَى=يا حَيدَرُ الكَرَّارُ و المُستَنجَدُ هذا الحُسَينُ عَزيزُكُم و حَبيبُكُم=مُلقىً صَريعاً بِالعَرَى لا يُلحَدُ و كَريمُهُ فَوقَ القَنَاةِ مُعَلَّقٌ=يَعنو لِرِفعَتِهِ السُّهى و الفَرقَدُ و حَريمُهُ و بَنَاتُهُ بَينَ الوَرَى=تُسبى كما تُسبى الإما و الأعبُدُ لَم يَبقَ مِن أرحامِها و رِجالِها=إلَّا عَليلٌ بِالحَديدِ مُصَفَّدُ تُهدى و رأسُ أميرِها قِدَّمُها=لِمُنافِقٍ رَذلٍ نَمَاهُ مُلحِدُ لَعنٌ مِنَ الجَبَّارِ يَغشاهُ و مَن=لِقَبيحِ ما كَسَبَت يَداهُ مَهَّدُوا يا سادَةً فازَ الوَليُّ بِحُبِهِم=و بِبُغضِهِم خابَ العَدُوُّ المُبعَدُ والَيتُكُم و بَرِئتُ مِن أعدائِكُم=واللهُ عَلَّامُ السَّرائِرِ يَشهَدُ هذا هوَ السَّبَبُ الذي يَرجو بِهِ=نَيلَ السَّعادَةِ في القيامَةِ أحمَدُ لا غَيرُهُ إلا شَفَاعَتُكُم إذا=نُشِرَت صَحَائِفُنا و جاءَ المَوعِدُ فَتَشَفَّعوا في عَبدِكُم و أبيهِ و=الأُمِّ الَّتي طابَت فَطَابَ المَولِدُ هاكُم سَلاطينَ القيامَةِ مِدحَةً=في ضِمنِها دُرُّ المَعَاني يُنضَدُ وَزناً لِما قَد قالَ قَبلي والِدي=(أتَظَلُّ تُطرِبُكَ الطُّلولُ الهُمَّدُ) و عَلَيكُم صَلَّى إلهُ الخَلقِ ما=خَرَّت لِعِزَّتِهِ الوُجُوهُ السُّجَّدِ
Testing