شعراء أهل البيت عليهم السلام - هذا حسين في التّراب لقى

عــــدد الأبـيـات
63
عدد المشاهدات
2377
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
07/08/2010
وقـــت الإضــافــة
3:42 صباحاً

ساقَ الضَّغائِنَ بالأحبابِ سائِقُها=فما لِعَينِكَ لا يَنهَلُّ دافِقَها ترومُ كِتماَ ما في القلبِ مِن ألَمٍ=و أنتَ مُضطَرِبُ الأحشاءِ خافِقُها دُمُوعُ أهلِ العُلى و الفَضلِ غالِيَةٌ=لكِن يُرَخَّصُ في الأحبابِ نافِقُها إنِّي أظُنُّكَ لم تَشعُر بِفِرقَتِها=لأنَّ قَلبَكَ أصلاً لا يُفارِقُها إليّة بالهوى و الحُبِّ قد رَحَلَت=أحبابُ قَلبِكَ و انبَتَّت عَلايِقُها و استَمطِرِ العَينَ مِدرارَ الدُّمُوعِ و سَل=حادي السُّرى وَقفَةً فيها تُعانِقُها و تَبذُلِ الجُهدَ في تَوديعِها حَذَرا=مِن أن يُفَوِّتَ ما تَرجوهُ سائِقُها واهاً لِقَلبِكَ إذ يَقفو رَكائِبَها=مُيَمِّماً حَيثُ أمَّت لا يُفارِقُها و الضَّعفُ يُقعِدُهُ عَنها و يُبعِدُهُ=و الشَّوقُ يُنجِدُهُ حتَّى يُسابِقُها شَطَّت مَزاراً و لكِن شَخصُها أبَداً=في خاطِري مِثلَ ما أنِّي مُرافِقُها لَم أنسَ تَذكارَها إلَّا إذا ذَكَرَت=نَفسي الطُّفوفُ و عَنَّت لي طَوارِقُها غَدَاةَ عَزَّت على سِبطِ النَّبيِّ بِها=سُبُلُ السَّلامَةِ و انسَدَّت مَرَافِقُها في عُصبَةٍ بُزُغُت شَمسُ الهِدايَةِ في=ألبابِها و أنارَتها شَوَارِقُها فأبصَرَت سُبُحاتِ القُدسِ أنفُسُها=حتَّى تَجَلَّت لها مِنها حقائِقُها مِن أجلِها بَذَلَت أرواحَهَا كَرَماً=و ما بَخيلٌ على الحَسناءِ عاشِقُها تَرَى حُدُودَ الظُّبى مَصبوغَةً بِدِما=وَردِ الخُدودِ فَمِن شَوقٍ تُعانِقُها و مُرَّ كأسِ الرَّدَى خَمراً مُعَتَّقَةً=عاديَّةً لا يخافُ الإثمَ ذائِقُها متى تُصلِّي ظِباءُ الهِندِ راكِعَةً=تَسجُد لها الرُّوسَ تَتلوها عواتِقُها قَضَت حُقُوقَ العُلى حَتَّى قَضَت كَمَلاً=تحتَ السُّيوفِ رَعَاها اللهُ خالِقُها و بَعدَهُم ظَلَّ سِبطُ المُصطفى غَرَضاً=لأَسهُمِ المَوتِ تَنحُوهُ رَوَاشِقُها يَسطو على الجَمعِ فَرداً لا نَصيرَ لَهُ=على البلايا إذا اشتَدَّت طَوارِقُها إلا الأسِنَّةَ تَغشاهُ شَوَاجِرُها=أوِ الصوارِمَ تَعلُوهُ بَوَارِقُها لكِنَّما هوَ القُطبُ الكائِناتِ فلا=تَهولُهُ في لَظَى الهَيجا صواعِقُها لو أنَّ بَعضَ بلايا كَربلا صَدَعَت=صُمَّ الأخاشيبِ لاندَكَّت شَواهِقُها متى يُلاحِظ يَرى ما بعضُ رُؤيَتِهِ=يَثورُ مِنهُ مِنَ الأحشا حَرَائِقُها يرَى بَنيهِ على الرَّمضا و إخوَتِهِ=يَسيلُ مِن فائِضِ الأوداجِ دافِقُها مُجَزَّرينَ على الرَّمضا تُحَطِّمُها=مِن عادياتٍ أعاديها سوابِقُها و حَولَهُ زُمَرُ الأعداءِ مُحدِقَةً=يَدعو بِهِ لِوُرُودِ المَوتِ ناعِقُها هذا و مُهجَتُهُ مِن فَرطِ غُلَّتِهِ=كَربُ الظَّما و هَجيرُ الصَّيفِ خانِقُها و أعظَمُ الكُرَبِ العُظمى تَصَوُّرُهُ=هَتكَ الحَريمِ التي طابَت خلائِقُها يُدني إلى نَفسِهِ كُلاً على حِدَةٍ=مِنها و مِن فَرطِ ألطافٍ يُعانِقُها مُوَصياً بالرِّضا في كُلِّ نائِبَةٍ=عُظمى و إن كَبُرَت يَوماً بَوَائِقُها يَقولُ لا يَصدَعَن عِظمُ المصائِبِ مِن=أركانِ فَضلِكُمُ العُليا شواهِقُها فإنَّ خَيرَ سجايا المَرءِ قُوَّتُهُ=عِندَ الرَّزايا و أعلاها و فائِقُها ألَيسَ جَدِّي خَيرَ الخَلقِ قاطِبَةً=أصابَهُ مِن كُرُوبِ المَوتِ طارِقُها و والِدي حُجَّةُ الباري و آيَتِهِ=أرداهُ ظُلماً خِلالَ الفَرضِ مارِقُها و أَمَّ جَمعَ العِدا مِن فوقِ مُنجَرِدٍ=لو سابَقَ الرِّيحَ أمسى و هوَ سابِقُها في كَفِّهِ الصَّرِمُ المَشهورُ تَعرِفُهُ= الأبطالُ في الحَربِ إن حَقَّت حقائِقُها حَتَّى غَدَت فِرَقاً مِن خَوفِ صارِمِه=و فَرَّ مِن بأسِهِ رُعباً شَقاشِقُها لو شاءَ تَسخيرَ ما في الكونِ أمكَنَهُ=لَم يَمتَنِع مِنهُ دانيها و ساحِقُها حتَّى أحَبَّ لِقاءَ اللهِ خالِقَهُ=لِيَحتَسي شُربَةً قَد فازَ ذائِقُها فانحَطَّ عَن سَرجِهِ فَوقَ الصَّعيدِ لُقَىً=و نُورُهُ صاعِدُ الأفلاكِ خارِقُها و سَيَّروا حُرَمَ المُختارِ صاغِرَةً=و الهَمُّ و الحُزنُ و البَلوى يُرافِقُها تُبدي الشِّكايَةَ و التِّزفارُ يَمنَعُها=مِن الكَلامِ و كَربُ الحُزنِ خانِقُها يا جَدُّ هذا حُسَينٌ في التُّرابِ لُقَىً=يَنعاهُ في مُوحِشاتِ القَفرِ ناعِقُها تَسدو لَهُ الرِّيحُ أثواباً مُوَرَّدَةً=مِنَ الدَّماءِ و رَكضُ الخَيلِ مارِقُها جُثمانُهُ بِالعَرا ثاوٍ و هامَتُهُ=يَسمو بِها مِن رِماحِ الخَطِّ باسِقُها و تِلكَ أنصارُهُ مِن حَولِهِ قُطِعَت=رُؤُوسُها و خَلَت مِنها عواتِقُها و ذي بناتِكَ في ذُلِّ السِّباءِ بِلا=والٍ أضَرَّ بِها في السَّيرِ سائِقُها يا لِلعَجيبَةِ و الأيَّامُ مُعجَبَةُ=خُطُوبُها غَيرُ مأمونٍ بَوائِقُها تُسبى العُفيفاتُ مِن آلِ النَّبيِّ و قَد=تُصانُ مِن آلِ مَروانٍ فَوَاسِقُها يا لِلأعاظِمِ و السَّاداتِ مِن مُضَرٍ=حامي الحقائِقِ لا تُحمى حقائِقُها يا أُمَّةً عَدَلَت عَن عَدلِها سَفَهاً=فابتَزَّ إمرَتَها مِنها مُنافِقُها يُؤتى بِخِزيٍ عَظيمٍ لا نَفَادَ لَهُ=و صَفقَةٍ باءَ بالخُسرانِ صافِقُها يا سادَةً عَظُمَت أسرارُ فَضلِهِمُ=على العُقُولِ فَلَم تُدرَك حقائِقُها لَكَم كَفَاكُم فَخاراً ما تَضَمَّنَهُ=القُرآنُ مُتَّضِحُ الآياتِ صادِقُها نَشَرتُ في النَّاسِ شَيئاً مِن مَدَائِحِكُم=و إن تَمَزَّقَ مِن غَيظٍ مُنافِقُها مُؤَهَّلاً في مَعَادي مِن شَفَاعَتِكُم=نَيلَ الجِنانِ الَّتي التَفَّت حَدَائِقُها و والِدَيَّ و أولادي و ما نَسَلُوا=و الشِّيعَةُ الغُرُّ ماضيها و لاحِقُها و أخذَ ثارِكُم أيَّامَ قائِمِكُم=و الجَيشُ مُنتَشِرُ الرَّاياتِ خافِقُها و مَعشَري آلِ ضَيفِ الله تَتبَعَني=مَشهورَةٌ في لَظَى الهَيجا بَوَارِقُها هُناكَ أحمَدُ يَقضي لِلعُلى وَطراً=و تَنطَفي غُلَّةٌ شَبَّت حَرَائِقُها عَلَيكُم صَلَوَاتُ اللهِ ما هَطَلَت=سُحُبٌ و ما لاحَ في الآفاقِ بارِقُها
Testing