شعراء أهل البيت عليهم السلام - بدت نارهم ليلا

عــــدد الأبـيـات
54
عدد المشاهدات
2195
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
07/08/2010
وقـــت الإضــافــة
3:37 صباحاً

بَدَت نارُهُم لَيلاً لنا أيمَنَ الشُّعبِ=فأطفى سناها ما تأجَّجَ في قَلبي فَبَشَّرتُ صَحبي باللِّقا بَعدَ يَأسِهِمُ=و أومَأتُ لِلحادي إلى نَحوِها مِل بي فَلما تلاقَينا اجتمعنا على الرِّضا=و أعرَضَ كُلٌّ عَن شَكَاةِ و عَن عَتبِ رَكَبنا عَظيماتِ الشَّدائِدِ في السُّرى=و في السَّيرِ حتى بُدِّلَ البُعدُ بالقُربِ إذا كانَ وَصلُ الحُبِّ لِلسَّيرِ غايَةٌ=و جَدنَا يَقيناً راحَةَ السَّهلِ في الصَّعبِ ألَم تَرَ لاستِحلاءِ أصحابِ كَربَلا=مَرَارَةَ ما لاقُوهُ في مَعرِكِ الحَربِ تَجَلَّى إلَيهِم م يَكونُ أقَلُّهُ=مُشاهَدَةُ الحُورِ الحِسانِ بلا حُجبِ فهانَت علَيهم عِندَ ذاكَ نُفُوسُهُم=و كُلُّ جَليلٍ هَيِّنٌ في رِضى الرَّبِّ فَهَل ضَرَّهُم مِن بَعدِ ذلِكَ أن غَدَت=جُسُومُهُمُ بالطَّفِّ صَرعى على التُّربِ و أن قَد عَلَت رُوسَ الرِّماحِ رُؤُوسُهُم=تُواري إذا جَنَّ الدُّجى نَيِّرَ الشُّهبِ و إن أنسَ لا أنسى الحُسَينَ ابن خِيرَةِ=النَّبِيِّينَ والي الناسِ في الشَّرقِ و الغَربِ يَصولُ على الأعداءِ مِن غَيرِ ناصِرٍ=و يَختَطِفُ الأرواحَ بالقاطِعِ العَضبِ إذا كَرَّ صارَ الدَّهرُ يَخفِقُ قَلبُهُ=و يَرهَبُهُ المَوتُ المُميتُ مِنَ الرُّعبِ يُجالِدُهُم بالسَّيفِ طَوراً و تارَةً=يُخاطِبُهُم بالنُّصحِ و اللَّومِ و العَتبِ يَقولُ لَهُم إن تَجهَلوني فَإنَّني=بِغَيرِ افتِخارٍ سَيِّدُ العُجمِ و العُربِ و قد فَرَضَ اللهُ المُهَيمِنَ طاعَتي=و أوجَبَ في آياتِ قُرآنِهِ حُبِّي فما بالُكُم حَلَّلتُمُ اليَومَ حُرمتي=و سَوَّغتُمُ قَتلي و جَوَّزتُمُ حَربي أتَرجونَ مِن جَدِّي النَّبيِّ و مِن أبي=شفاعَتَهُ و الشُّربَ بالكَوثَرِ العَذبِ أسِبطُ رَسولِ الله يَهلَكُ بالظَّما=و هذا مُباحُ الماءِ مَكرَعَةُ الكَلبِ فَلَم يَنفَعِ النُّصحُ البَليغُ لَدَيهِمُ=و مالوا عَلَيهِ بالمُهَنَّدَةِ العَضبِ و حَطُّوهُ عَن ظَهرِ الجوادِ مُجَدَّلاً=بِسُرعَةِ لُقيا رَبِّهِ فَرِحَ القَلبِ فيا لَيتَ عَينَ المُصطفى الطُّهرِ أحمَدٍ=تُشاهِدُه بالطَّفِّ يَفحَصُ في التُّربِ و تَشهَدُ شِمراً حِينَ حَزَّ كَريمَهُ=و عَلَّاهُ عُدواناً على مُصمَتِ الكَعبِ و يا حَيدَرَ الكَرَّارَ هَل أنتَ عالِمٌ=بما قَد جَنَتهُ في بَنيكَ بَنو حَربِ مَلَكتَهُمُ بالسَّيفِ قَهراً و لَم تَزَل=سَجيَّتُكَ الصَّفحَ الجَميلَ عَنِ الذَّنبِ فجازوكَ إذ أعطاهُمُ الدَّهرُ مَكنَةً=بِأقبَحِ ما استَطَاعوا مِنَ القَتلِ و السَّلبِ و هَتكِ حَريمٍ لا تَرَى الشَّمسَ عِفَّةً=و صَوناً بِلا سِترٍ على العُجُفِ الجُربِ و سَوقِ حَبيبِ اللهِ حَقاً و جَنبِهِ=و حُجَّتِهِ بالعُنفِ و الزَّجرِ و الضَّربِ إلى كافِرٍ باللهِ و الشَّرعِ جُملَةً=و مُستَهزِئٍ بالدِّينِ و الرُّسلِ و الكُتبِ فَيَا نَكبَةً في الناسِ عَمَّ بَلاؤُها=و خَطباً عَظيماً جَلَّ ذلِكَ مِن خَطبِ و نارَ مُصابٍ أحرَقَت لَهَبَاتُها=قُلوبُ الوَرَى إلَّا أُولي البُغضِ و النَّصبِ و يا وَقعَةً عُظمى تَهِدُّ قِوى العُلى=و تَترُكُ عَينَ المَجدِ دائِمَةَ السَّكبِ أسِبطُ رَسولِ الله يُذبَحُ ظامِياً=إلى الماءِ يَرنو لَيسَ يَظفَرُ بالشربِ و يُمسي يَزيدٌ في الأنامِ مُمَلَّكاً=يَدينُ إلَيهِ الناسُ في الشَّرقِ و الغَربِ و آلُ رسولِ الله في الأرضِ خُوَّفٌ=و آلُ زيادِ الرِّجسِ آمِنَةُ السَّربِ و تُسبى بناتُ المُصطفى بَعدَ صَونِها=و نَسلُ الزَّواني في الصِّيانَةِ و الحُجبِ فيا كَبِدي ذوبي و يا زَفرتي اصعَدي=و يا سَلوتي غيبي و يا مُقلتي صُبِّي على مِثلِهِم يُستَقبَحُ الصَّبرُ و العزا=و يُحسَنُ صَرفُ العُمرِ في النَّوحِ و النَّدبِ سأبكي بِمِذرارِ المَدَامِعِ و الدِّما=إذا بَخِلَت بالقطرِ و كافَةُ السُّحبِ إلى أن يَقومَ العدلُ من آلِ أحمَدٍ=و يَكشِفُ عَنَّا غُمَّةَ الضُّرِّ و الكَربِ و يَرفعُ مَخفوضَ المُحِبينَ فَتحُهُ=و يَكسِرُ جَزماً ما بَناهُ أُولُو النَّصبِ أَغَوثَ الورى عَجِّل فقد عيلَ صَبرُنا=و ضاقَت علينا الأرضُ مولايَ بالرَّحبِ إلامَ الجِيادُ الجُردُ تَصلِكَ لُجمَهَا=و تَركُضَ في الأرسانِ شوقاً إلى الحَربِ و أسيافُنا مَولايَ مِن بُعدِ عَهدِها=مِنَ السَّلِّ تَشكو عِلَّةَ اللَّبثِ في القُربِ متى أحمَدُ العاني يَرَى رايَةَ الهُدى=مَعَ الصِّنجَقِ المَنصورِ في الحَربِ بالرُّعبِ و مِن آلِ ضَيفِ الله خَلفي عِصابَةٌ=سَجيَّتُها الإقدامُ لِلطَّعنِ و الضَّربِ هُنالِكَ يَقضي لِلمَعالي حُقوقَهَا=و يُظهِرَ ما قَد كانَ أُضمِرَ في القَلبِ أيا سادَةً أعدَدتُهُم لي وَسيلَةً=إذا أنا في حَشري قَدِمتُ على رَبِّي إذا جِئتُ في يَومِ المَعَادِ بِحُبِّكُم=و بُغضِ عِداكُم سادَتي لَم أخَف ذَنبي مَحَبَّتُكُم في نَيلِ ما أرتجي و في=كِفايَةِ ما أخشاهُ مِن ضَرَرٍ حَسبي رَجَوتُكُم أن تَشفَعوا لي و والِدِي=و أُمِّي و إخواني و وِلدِيَ و الصَّحبِ و مُستَمعِ شِعري و قاريهِ فيكُم=و كُلِّ شَريكٍ في التَّشَيُّعِ و الحُبِّ وَفَدنا علَيكُم واثِقينَ بِفَضلِكُم=جَميعاً و رِفدُ الوَفدِ مِن شيمَةِ العُربِ عَلَيكُم سَلامُ اللهِ ما إن بكُم دَعَا=مِنَ النَّاسِ مَكروبٌ فَنُجِّي مِنَ الكُربِ
Testing