شعراء أهل البيت عليهم السلام - كسته الدّما و الرّيح ثوبا مورّدا

عــــدد الأبـيـات
63
عدد المشاهدات
2277
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
07/08/2010
وقـــت الإضــافــة
3:31 صباحاً

لَعَمرُكَ صِف جُهدي إلى ساكِني نَجدِ=بِلَطفٍ لَعَلَّ اللُّطفَ في عَطفِهِم يُجدي و قَل إن رَقَّ الحُبِّ أجهَدَهُ الهَوى=فَيُوشِكُ أن يُقضى عَلَيهِ مِنَ الجَهدِ و إن كانَ مَوتي في هَوَاهُم شَهَادَةٌ=و لكِن لِيَدروا أنَّ مَرضاتُهُم قَصدي رِضائي رِضاهُم كَيفَ كانَ فَإن رَضَوا=بِمَوتي فَمُرُّ المَوتِ أشهَى مِنَ الشَّهدِ و ما باخِلٌ بالنَّفسِ في الحُبِّ صادِقٌ=بإجماعِ أهلِ الحَلِّ في الوُدِّ و العَقدِ و اصدَق بِصِدقِ الباذِلينَ نُفُوسَهُم=لِنَصرِ إمامِ العَصرِ و العَلَمِ الفَردِ قضاءً لِحَقِّ الحُبِّ في اللهِ رَبِّهِم=و مُرسِلِهِ الهادي إلى مَنهَجِ الرُّشدِ غَدَاةَ لِقَتلِ ابنِ النَّبيِّ تَجَمَّعَت=طُغاةُ بَني حَربٍ و شَرِّ بَني هِندِ لإدراكِ وِترٍ سالِفٍ مِن أبيهِ في=مَشَايِخِهِم في يَومِ بَدرٍ و في أُحدِ يَسُومُونَهُ لِلضَّيمِ طَوعَ يَزيدِهِم=و تأبَاهُ مِنهُ نَخوَةُ العِزِّ و المَجدِ فَصَانَ قَنَاةَ الدِّينِ عَن غَمزِ كافِرٍ=و حاطَ حَريمَ الشَّرعِ عَن ضَيمِ مُرتَدِ ألَيسَ ولاءُ الدِّينِ و الشَّرعُ حَقَّهُ=و ميراثَهُ حَقاً مِنَ الأبِ و الجَدِّ و قالَ احفَظوني في الكِتابِ و عِترَتي=فإنَّهُما نِعمَ الخَليفَةِ مِن بَعدي و إنَّهُما لا يُخرِجاكُم عَنِ الهُدى=و لَن يُدخِلاكُم في ضَلالٍ عَنِ القَصدِ و هَل يَنفعُ القَولُ البليغُ أراذِلاً=قُلُوبُهُمُ أقسى من الحجرِ الصَّلدِ و مَجَّ نَصوحَ النُّصحَ خُبثُ طِباعِهِم=بِعِلَةِ ما فيها مِنَ الكُفرِ و الحِقدِ فَبَعضٌ بِنَبلٍ كَلَّمُوه و بَعضُهُم=سُكُوتٌ و بَعضٌ رَدَّهُ أقبَحَ الرَّدِّ فأعرَضَ عَنهُم آيساً مِن نَجَاتِهِم=و أنَّهُمُ لا يَهتَدونَ إلى الرُّشدِ و أقبَلَ يَدعو أهلَهُ و بناتَهُ=هَلِمُّوا لِتَوديعي فذا آخِرُ العَهدِ عَلَيَّ عَزيزٌ بُعدُكُم و فِراقُكُم=و ذُلُّكُمُ خَلفي و ضَيعَتِكُم بَعدي عَليكم بِتقوى اللهِ و الصَّبرِ و الرِّضا=فإنَّ بتقوى الله مُعتَصَمُ العَبدِ فلا يُذهِبِ الشَّيطانُ في الخَطبِ حِلمُكُم=فَتَخلَعنَ سِربالَ الوَقارِ مِنَ الوَجدِ و جانِبنَ نَشرَ الشَّعرِ في فادِحِ البَلا=و حاذِرنَ شَقَّ الجَيبِ و اللَّطمِ لِلخَدِّ و يَمَّمَ نَحوَ القَومِ كاللَّيثِ صائِلاً=يُحامي عَنِ الأشبالِ روحي لَهُ تَفدي و أنَّى لأُسدِ الغابِ قوَّةُ بأسِهِ=تعالى مقاماً أن يُشَبَّهَ بالأُسدِ على سابقٍ رَخوِ الوَضينِ مُعَوَّدٍ=على الحَربِ يَسبِقُهُ إلى الأجلِ المُردي بِيُمناهُ عَضبٌ قاطِعُ الحَدِّ مُرهفٌ=سنا بَرقِهِ يُردي الأُسُودَ مِنَ البُعدِ و أسمَرُ عَسَّالٍ كأنَّ سِنانُهُ=سَنَى لَهَبٍ ما زالَ مُتَّصِلَ الوَقدِ يَكِرُّ على جَمعِ العِدا و هوَ مُفرَدٌ=بِأَربَطِ جأشٍ لَم يَهَب كَثرَةَ الجُندِ فَكَم مَرَقَ الخَطَّارُ مِن قَلبِ مارِقٍ=و كَم بَتَّ بالبَتَّارِ مِن عُمرِ مرتَدِ و كَم كَفَّ كَفاً سَيفُهُ كَفَّ كافِرٍ=فأبعَدَها عَن مَفصَلِ الكَتفِ و الزِّندِ و لَو شاءَ قَتلَ القَومِ طُراً و كُلَّ مَن=عَلَى الأرضِ ما اسطَاعوا لِذلِكَ مِن رَدِل و لكن أحَبَّ اللهُ إنجازَ وَعدِهِ=و تَبليغِهِ أعلى المراتِبِ في الوُدِّ فَيَسقِيهِ من كأسِ الشَّهادَةِ شَربَةً=تَجِلُّ مذاقاً أن تُشَبَّهَ بالشَّهدِ فناداهُ داعي الحَقِّ في طَفِّ كَربلا=فَلَبَّاهُ مُرتاحاً إلى ذلكَ الوَعدِ فَخَرَّ على وَجهِ البَسيطَةِ صاعِداً=عُلاهُ لأعلى قُبَّةِ العَرشِ ذي البُعدِ يَعِزُّ على المُختارِ قَتلُ حَبيبِهِ=و مَصرَعُهُ في التُّربِ مُنعَفِرَ الخَدِّ فَقَد كانَ يُشجيهِ و يُضرِمُ وَجدَهُ=سَمَاعُ بُكاهُ إذ يُمَهِّدُ في المَهدِ فَدَاهُ بإبراهيمَ مُهجَة قَلبِهِ=و ما كانَ إبراهيمُ بالهَيِّنِ الفَقدِ فَكَيفَ و لو وافاهُ و الشِّمرُ فَوقَهُ=يُحَكِّمُ في أوداجِهِ قاطِعَ الحَدِّ لِيَنحَرَهُ و السِّبطُ للهِ ضارِعٌ=و مُبتَهِلٌ يَشكو و يُعلِنُ بالحَمدِ و يَشهَدُهُ مُلقىً بِعَرصَةِ كَربَلا=ثَلاثَ لَيالٍ لا يُلَحَّدُ في لَحدِ كَسَتهُ الدِّما و الرِّيحُ ثَوباً مُوَرَّداً=تُمَزّقُهُ أيدي المَضَمَّرَةِ الجُردِ إذاً لَغَدَا بالحُزنِ مُتَّقِدَ الحَشَا=و ظَلَّ بِنارِ الوَجدِ مُحتَرِقَ الكَبدِ يَعِزُّ على الكرارِ رَفعُ كَريمِهِ=على الواسِعِ الأُنبُوبِ و الأسمَرِ الصَّلدِ كَشَمسٍ تَجَلَّت في مُحيطِ كمالِها=و حَلَّت بِأعلى أوجِ مَنزِلَةِ السَّعدِ و سَوقُ النِّساءِ الهاشِمِياتِ وُلَّهاً=إلى الثَّمِلِ المَخمُورِ و الأرذَلِ الوَغدِ إذا شبَّ في أكبادِها لاعِجُ الجَوَى=و اشتَدَّ في أحشائِها لاهِبُ الوَجدِ تُنادي عَلياً و البَتولُ و أحمَداً=و حَمزَةَ و الطَّيَّارُ في جَنَّةِ الخُلدِ تَرَاكُم عَلِمتُم ما رُزينا و ما جَرَى=عَلَينا مِنَ الأرجاسِ نَسلِ بَني هِندِ مَنَنتُم عَلَيهِم إذ مَلَكتُم رِقابَهُم=بِلا عِوَضٍ مَنَّ المَوالي عَلى العَبدِ فَجَاوَزَكُم إذ طَوَّلَ الدَّهرُ باعَهُم=و أقدَرَهُم بالقَتلِ و الأسرِ و الطَّردِ و قَد ذَبَحوا المَولَى العَزيزَ عَلَيكُمُ=خَليفَتُكُم في الأهلِ و المالِ و الوُلْدِ و ذادُوهُ عن وِردِ المياهُ و أورَدُوا=جَوَانِحَهُ حَدَّ المُثَقَّفَةِ المُلدِ و ها نَحنُ مِن فَوقِ الجِمالِ حَوَاسِرٌ=نُقاسي الأذى في شِدَّةِ الزَّجرِ و الجَلدِ أيا عِلَّةَ الإيجادِ يا مَن بَلاؤُهُم=و فَضلُهُمُ جازٍ عَنِ الحَدِّ و القَدِّ و مَدحُكُمُ عِندَ المُحِبِّينَ ذَوقُهُ=و رَيَّاهُ قَد فاقا على الشَّهدِ و النَّدِّ نَظَمتُ عُقُوداً مِن جَوَاهِرِ فَضلِكُم=بِها جِيدُ دَهري فائِقٌ كُلَّ ذِي عِقدِ عُرُوضاً لِما قَد قالَ مِن قَبلُ والِدِي=(مُحيطُ البَلايا مُستَديرٌ على المَجدِ) سَقَتني رَضيعاً حُرَّةُ ثَديَ حُبِّكُم=و ما أنا مِن أهلِ الفِصالِ عَنِ الوُدِّ فلا عَجَباً إن حازَ أحمَدُ في غَدٍ=جِوارَكُمُ و الخُلدَ في جَنَّةِ الخُلدِ كذلِكَ آبائي و ما فَرَعوا و مَن=قَرَا النَّظمَ و الوَاعي مَعَ الصَّحبِ الوُلدِ عَليكُم سَلامُ اللهِ يا سَادَةَ الوَرَى=و ألزَمهُم طُراً على الواحِدِ الفَردِ
Testing