شعراء أهل البيت عليهم السلام - هيهات تغيب في التّراب

عــــدد الأبـيـات
51
عدد المشاهدات
3291
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
8:55 مساءً

أيَرومُ مَن عَلُقَ الغرامُ بقلبهِ=إخفاءَ لاعِجِ وجدِهِ عن صَحبِهِ أثرُ الكآبةِ ظاهرٌ في وجهِهِ=في دمعِهِ أو لونِهِ أو كربِهِ أولا تَرى الشيعيَّ طولَ حياتِهِ=مُتوجِّعاً ممَّا ألبَّ بلُبِّهِ قُبضَ النَّبيُّ فكانَ أولُ فادِحٍ=ألقاهُ مَحتُومُ القضاءِ بقلبِهِ و تَتَابعتْ مِن بعدِ ذاكَ خُطُوبُهُ=بِوُلاتِهِ كلٌ أُتيحَ بخطبِهِ غُلِبَ الوصيُّ على الخلافة حيثُ لا=رِدءٌ هُنالكَ يُستانُ بِحَربِهِ و ابتُزَّ ميراثُ البتولِ و أسقَطَت=بالضَّربِ حَملاً ما لَهُ من مُشبِهِ ما عُذرُ أعداءَ الوصيِّ فإنَّهُمْ=أخَذوا بِمِنطِقَةِ الضلالِ و قُطبِهِ تَعِسَت قُطامُ الخارجيَّةُ و الذي=أغوَتهُ إذ أخذت مَجَامِعَ قَلبِهِ أعني ابنَ مُلجِمَاً المُراديّ الذي=فَصَمَتْ عُرى الإسلامِ ضربةُ عَضبِهِ تبَّاً لَهُ إذ عُلِّقت آمالُه=مِنهَا على قَتلِ الوصيِّ و ثَلبِهِ إذ ظَلَّ في شهرِ الصيامِ مُحاوِلاً=ما أمَّلَت مِنهُ وَمَا أمَرَت بِهِ في الجامِعِ الكُوفيِّ يَقلِبُ فِكرَهُ=مِثلَ الهواءِ لدى اختلافِ مَهَبِّهِ يَسطو فَيَمنَعُهُ مَخَافَةُ غبِّهِ=فَيَني فيشحذُهُ صلابَةُ صُلبِهِ قَد باتَ لَيلَةَ تِسعَ عشرَةَ ساهِراً=يَخشى مُفاجَاةَ الصباحِ و قُربِهِ فَسَعَى وَقَد عَلِمَ الإمامَ مُصلياً=لِلفَرضِ بَعدَ فَرَاغِهِ مِن نَدبِهِ فَعَلاهُ بينَ السَّجدَتَينِ بِضَربَةٍ=كَسَرَت عَمودَ الدِّينِ حالَةَ نَصبِهِ فغدا يفيضُ دَمُ القّذالِ مُزمَّلاً=في حُلَّةٍ حمراءَ مِن مُنصَبِّهِ فَتَزَلزَلَ الفَلَكُ المُحيطُ لِقتلِهِ=و الجَوُّ أظلَمَ شرقُهُ مَعَ غَربِهِ و الروحُ جَبرَائيلُ نادَى مُعلِنَاً=في العَالَمِ الأعلى وَعَجَّ بِنَدبِهِ قُتِلَ ابنُ عمِّ المُصطفى وَقَرينِهِ=في نُبلِهِ عِندِ الإلهِ و قُربِهِ يَعزُزْ على المُختار قَتلُ حَبيبِهِ=و أجَلَّ أُسرَتِهِ و أفضَلِ صَحبِهِ يَعزُزْ على المخُتار قَتلُ وزيرِهِ=والي سَريَتِهِ و فارِسِ حَربِهِ إنِّي أُجِلُّكَ يا شَقيقَ المُصطفى=عَنْ شَقِّ رأسِكَ بالحُسامِ وَضَربِهِ إنِّي أُجِلُّكَ ساقيَ الأبرارِ عَنْ=سَرَيَانِ سمِّكَ في العُروقِ وَلسبِهِ إنِّي أُجِلُّكَ حَامِلَ الأسرار عَنْ=تَضريجِ شَيبِكَ بالدِّماء وَخَضبِهِ إنِّي أُجِلُّكَ قَاتِلَ الكُفَّارِ أنْ=يَغتالك الرِّجسُ الكَفورُ بِرَبِّهِ إنِّي أُجِلُّكَ ظَاهِرَ الآثارِ عَنْ=تغييبِ شَخصِكَ في التُّرابِ و حَجبِهِ جَلَّ الرَّدى بالصَّقرِ فَليَغفُ القَطَا=وَلْيأمَنَنْ مِنْ بعدِ غايَةِ رَعبِهِ قُلْ لِلجيَادِ السّابِقاتِ تَعَثَّري=تَعثِيرُ أفرَاسِ الوَصيّ و نُجْبِهِ وَلِجُملَةِ البِيضِ اقتَدِى في شَجوِهِ=أسَفاً عَلَيهِ بِذِي الفَقارِ وَنَدبِهِ وَلِمِنبَر المُختارِ و الخُطَبِ الَّتي=تُتلى عَلَيهِ اشجُوا لِفادِحِ خَطبِهِ أفْدِيْه إذْ ضَعُفَتْ جَوَارحُ بَطشِهِ=مِنْ نَزفِهِ لِدَمِ العَبيطِ وَصَبِّهِ أفْدِيْه إذْ تَسري السُّمُومُ بِجِسمِهِ=مِنْ مَفرِقَيهِ إلى مَهَابِطِ كَعبِهِ أفْدِيْه مُلقىً في السِّياقِ يُكابِدُ=الآلامَ ما ظَفَرَ الطَّبيبُ بِطِبِّهِ أفْدِيْه إذْ يُمليْ على الحَسَن ابنِهِ=تَفسيرَ ما أوحَى الإلهُ بِكُتْبِهِ و يقُولُ لِلنَّاسِ اسألُوني قَبلَ أنْ=يوماً أُوارَى في الغَريِّ و تُربِهِ يا تُربَةَ النَّجَفِ المُعَلَّى رُتبَةً=مِنْ دونِها الفَلَكُ المُديرُ لِشُهبِهِ قُدِّسْتِ قَدْ أُغنِيتِ عَنْ صَوبِ الحَيَا=بالبَحرِ فَلتُسْتَعْذَبِينَ لِعَذبِهِ يا قَاتِلَ الكَرارِ في مِحرابِهِ=هَلاَّ بَرَزْتَ إلَيهِ سَاعَةَ حَربِهِ فَتَذُوقَ ما ذاقَت فَوارِسُ خَيبَرٍ=وَنَظيرُهَا في طَعنِهِ أو ضَربِهِ كَمْ مارِقٍ قد شَكَّ مَجمَعَ ظَعنِهِ=وَمنَافِقٍ قد قَطَّ مجرَى شِربِهِ لكِنْ ظَفَرتَ بِهِ يُصَلِّيْ خَاشِعاً=مُستَغرِقاً في لُجِّ خَشيَة رَبِّهِ في غَيبَةٍ عن عالَم النَّاسُوتِ لا=يعني بِقَالَبِ قَلبِهِ و بقَلبِهِ في حَضرَةٍ مِنْ سَانِحِ اللاَّهُوتْ قَدْ=فُتِحَتْ لَهُ مِنهُ مَفَالِقُ حُجبِهِ يا ضَربَةً مِن مارِقٍ تَرَكَتهُ في=قَعرِ الجَحِيمِ مُخَلَّداً في جُبِّهِ لَعنٌ مِن اللهِ العَظيمِ يَخُصُّهُ=و يَعِمُّ أعدَاءَ الوَصِيِّ وَحِزبِهِ خُذهَا أميرَ المؤمِنِينَ هَدِيَّةً=مِن مُغرَمٍ بِكَ مُخلِصٍ في حُبِّهِ أرجُوكَ لِلذَّنْبِ العَظِيْم فإنَّنِي=مِمَّنْ تَغَلغَلَ في مَضَائِقِ ذَنبِهِ وَلَقَد نَجَا حَسَنٌ لِئَنَّ رَجَاءَهُ=حَسَنٌ و إن قَبُحَت رَذَائِلُ كَسبِهِ ثُمَّ الصَّلاةُ عَلَى النَّبِيِّ وَآلِهِ=ما انهَلَّ غيثٌ مِنْ سَوَاكِبِ سُحبِهِ
Testing