شعراء أهل البيت عليهم السلام - إنّ التنعّم في الدّنيا لمرذول

عــــدد الأبـيـات
66
عدد المشاهدات
2999
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
8:55 مساءً

إنَّ التنعُّمَ في الدُّنيا لَمَرذولُ=بُرهانُ ذّلِكَ مَعقولٌ و مَنقولُ وَرَايقُ القِشرِ مِنها لا يَغِرُّ سِوى=مَن عَقلُهُ عن بُلوغ اللُّبِ مَعقولُ تَلينُ و السُّمُّ قَتَّالٌ لِلامِسِها=كما تَلينُ بِكفِّ اللامِسِ الغُولُ رَذيلةٌ شَغَفَت حُباً أراذِلَهَا=و إنَّما يَعشَقُ المَرذولُ مَرذولُ ما قَدْرُ عَيشِ أَسَارَى بُوسِهَا وَعَلَى=رُؤوسِهِم صارِمٌ لِلمَوتِ مَسلولُ من أجلِ ذلكَ صانَ اللهُ صَفوَتَهُ=عن صَفوِها وَهوَ لِلأرذالِ مَبذولُ أضحى الخليلُ لُقَىً في مِنجنيقِ لَظَىً=و فوقَ نَمرودَ للسُّلطان إكليلُ و أمَّ مَديَنَ موسى خائِفاً وَجلاً=و أمرُ مِصرُ إلى فِرعونَ مَوكُولُ و المُصطفى تارَةً بالشِّعْبِ مُحتَصِرٌ=و تارَةً بقَرارِ الغارِ مَخذولُ و المُرتضى طَلَّقَ الدٌّنيا لِخِسَّتِها=و نَالَهُ من دَوَاهيها أهاويلُ و عَهدُ بَيعَتِهِ من بعدِ قُوَّتِهِ=بالنَّصِّ مُنتَقَضٌ بالرَّأي مَتبُولُ أهَكَذا يتبعُ المَتبوعُ تابِعَهُ=و يَقدِمُ الأكمَلَ المِفضالَ مَفضولُ يا لَلعَجيبَةِ و الأيَّامُ مَعجِبَةٌ=و الطَّبعُ مِنها على العُدوانِ مَجبولُ قَتلُ الوَصيِّ أميرِ المُؤمنينَ إلى=قِطامَ في أُخرَياتِ المَهرِ مَقبُولُ لا خَوْدَ أغلى صِداقاً من قِطامَ ولا=أجَلّ من حَيدَرٍ في النَّاسِ مَقتولُ أشلَت على حَيدَرٍ كَلبَ الشُّراةِ فَلَم=يَكُن لَهُ عن سبيلِ الغَيِّ تَحويلُ سَاقَتهُ عِندَ مَسَاقِ المَهرِ شَقوَتُهُ=إلى الجَحيمِ و قادَتهُ الأضاليلُ قُدَّامُهُ و الدُّجى قد قَدَّ مِن قُبُلٍ=سِربَالَهُ وَغِرارُ الفَجرِ مَسلُولُ فاستَلَّ مُتَّخَمَاً بالسُّمِّ مُلتَمِعَاً=كَأنَّهُ قَبَسٌ باللَّيلِ مَشغولُ فَقَدّ والهفتا بالسَّيفِ هامَتَهُ=فَخرَّ و هوَ بِشُكرِ اللهِ مَشغولُ إلى جَبينِ أميرِ المؤمنينَ مَضَى=السَّيفُ السَّنينُ و قاني النّجعْ مَطلُولُ فَأَيُّ طَود اصطِبَارٍ غَيرُ مُنصَدِعٍ=و أيُّ قَلبٍ لَهُ السِّلوَانُ مَقبُولُ أفنى التَّجّلُّدَ أنَّ الخارِجِيَّ لَهُ=سَيفٌ بِهِ حَدُّ سَيفِ اللهِ مَفلُولُ لَقَد أتَاحَت يَدَاهُ مِن مَضَارِبِهِ=خُطبَاً بِهِ عَرشُ دِينِ اللهِ مَثلولُ يا ثابِتِينَ على عَرشِ الوَلاءِ لَهُ=ذَرُوا السُّلُوَّ وَعَن سَمتِ العَرَا زُولُوا صُبُّوا الدُّموع و شِبُّوا في الضُّلوعِ لظىً=و اقُلوا الهُجُوعَ وَفِي دَارِ الجَوَى جُولُوا و استَمطِرُوا أديمَ الأجفانِ و اغتَنِمُوا=أجْرَ المُصاب و في وَقتِ الرِّثا قُولُوا واحَيدَرَاهُ أمينُ اللهِ حافِظُ ما=أوحاهُ إن يَعتَري مَعنَاهُ تَبديلُ يَبكي الرَّسولُ عَلَيهِ و البَتولُ و=ابنَاهَا الفُحُولُ وَمِنَّا الدَّمعُ مَغلولُ تَخِرُّ قُبَّةُ دِينِ اللهِ خاوِيَةً=و القلبُ مُنهَمِكٌ في اللَّهوِ مَشغُولُ مَن يحبِسِ الدَّمعَ في أرزَاءِ سَيِّدِهِ=فّذّاكَ من رَبقَةَ الإسلامِ مَحلُولُ إن كانَ قَلبُ قُطَامٍ بَلَّ غِلَّتَهُ=مُهَنَّدٌ مِنْ دَمِ الكَرَّارِ مَبلُولُ فَقَلبُ فاطِمَةِ الزَّهرَاءِ مُحتَرِقٌ=مِنْ أجلِهِ وَغَزِيرُ الدَّمع مَطلُولُ و زَينَبُ ابنَتُهَا تَنهلُّ عَبرَتُهَا=من فَوقِ وَجنَتِهَا و الشَّعرُ مَسدُولُ تَقولُ يا أبَتَا هذا الفِراقُ أَتَى=مَتَى اللِّقَاءُ مَتَى هَلْ ذاكَ مَأمولُ أنا الَّتي وَصلُها سُقمٌ وَعَائِدُهَا=هَمٌّ و لَكِنَّهُ بالغَمِّ مَوصُولُ و ما لِجُفنَيَّ تطبيقٌ و دَمعُهُما=مُسَلسَلٌ و غِرارُ النَّومِ مَسلُولُ قَلبي لَهُ قَلَقٌ طَرفي لَهُ أرَقٌ=و الدَّمعُ مُنطَلِقٌ و القَلبُ مَكسُولُ و الصَّبرُ و الحُزنُ مَطويٌّ و مُنتَشِرٌ=وَطَيُّ حُزني لَهُ بالنَّشرِ تأجيلُ يا والِدِي أصبَحَ القُرآنُ مُحتَجِبَاً=تَفسيرُهُ ما لَهُ بالحَقِّ تأويلُ مَن ذا يُرَجَّى لِحَلِّ المُشكِلاتِ أبي=و أنتَ بالصَّارِمِ المَصقولِ مَشكولُ قَد هَدَّ رزؤكَ كُلَّ الكَاينَاتِ سِوى=مُكَفّرٍ مالَهُ في الرُّشدِ تَحصيلُ هذي الضِّبَا وَالقَنَا كُلٌّ مَشَاكيلٌ=مِنَ الجَوَى مُرهَفَاتٌ أو مَهَازيلُ قد غَبَّرَ السُّمرُ و البيضُ الحِدادُ فَمَا=لَهَا على زينَةٍ مُذْ غِبتَ تَعويلُ نَفسي فِداءَ قَتيلِ الخارِجِيِّ لَدَى=فَرضِ الغَدَاةِ لَهُ في الذَّكرِ تَرتيلُ مُستَغرِقاً في جَلالِ اللهِ خاطِرُهُ=لا وَهُم مُعتَرِضٌ فيهُ وَتَخيِيلُ لا الحِسُّ بالعَالَمِ السُّفليِّ يَمنَعُ مِنْ=تَجريدِهِ وَهْوَ بالعُلويِّ مَوصُولُ فَلا ذُهُولُ لَهُ عَنْ شُكرِ خالِقِهِ=إنَّ الذُّهُولَ لِشُغلِ النَّفسِ مَعلولُ إفاضَةٌ قَبلَ ذَرِّ الذّرٍّ فائِضَةٌ=مِنْ مَبدأ الفَيضِ يا لِلهِ تَخويلُ هذا هُوَ الفَضلُ فاجرَعْ يا حَسُودُ شَجَىً=فَهَلْ سِواهُ بِهَذاَ الشَّأنِ مَنحولُ وَكمَ لِمَولايَ في العَليَاءِ مِنْ غُرَرٍ=كأنَّهَا فَوقَ هَامِ المَجدِ إكليلُ سَلْ عَنْ حَضيضِ عُلاءُ الأوجَ مِنْ رَجُلٍ=فأوجُهُ لِذَوَاتِ الأوجِ مَجهُولُ بَينَاهُ يَرقَبُ إحضَارَ الطُّهورِ إذَا=بِالبَيت سَطلٌ وَفَوقُ السَّطلِ مِنديلُ المَاءُ مِنْ كَوثَرٍ و الباقياتِ مَعَاً=كِلاهُمَا مِنْ جِنَانِ الخُلدِ مَنقولُ أتَى بِهَا الرُّوحُ جِبريلٌ لِخِدمَتِهِ=وَحَبَّذا خَادِمُ الأطهارِ جِبرِيلُ ألَا يَجِلُّ الَّذِيْ ذا مِنْ كَرَامَتِهِ=عَنْ أنْ يُفَجِّرَ مِنهُ الرَّأسَ مَصقُولُ جِبرِيلُ مَنْ جِئتَهُ بالسَّطلِ مُغتَسِلاً=مُلقىً خَضيباً بِفَيضِ النَّجعِ مَغسولُ يا شِيعَةَ المُرتَضَى لا يُرتَضى لَكُمُ=صَبرٌ و سَيِّدُكُم بالأمسِ مَقتولُ مِيلُوا لنزحِ حِيَاضِ الدَّمعِ عَنْ كَمِلٍ=كَيلا يُقَالَ لَكُمْ عَنْ حَوضِهِ مِيلُوا تَسَابَقُونَ سِرَاعَاً نَحْوَ كَوثَرِهِ=وَفِيهِ أَدْمُعُكُمْ كَسلَى مَثَاقِيلُ هَلْ كَانَ عَنْ حَيدَرٍ لِلنَّاسِ مِنْ عِوَضٍ=هَيهَاتِ ما مِثلُهُ في النَّاسِ مَأمُولُ يا وَاحِدَ النَّاسِ مَولاهُمْ وَسَاقِيَهُمْ=مِنَ الرَّحيقِ الفَسيحِ العَرضِ وَ الطُّولُ شَرِبتُ فِيكَ سُلافَ الحُبِّ مُشرِقَةً=نُوراً فَقَلبيَ في الأحشاءِ قِنديلُ دَفَعتُ بالنُّورِ نَارَ الحَشرِ فاندَفَعَتْ=وَالنَّارُ لَيسَ لَهَا في النُّورِ مَحصُولُ هَلْ حاذِرٌ حَسَنٌ مِنْ سُوء زَلَّتِهِ=و أنتَ بَعدَ نَبيِّ اللهِ لي سُولُ صَلَّى عَلَيْكُمْ هُداةَ الخَلقِ خالِقُكُمْ=ما نَالَهُم مِنكُمْ فَضلٌ و تَكميلُ
Testing