شعراء أهل البيت عليهم السلام - أين والدي الشّفيق

عــــدد الأبـيـات
72
عدد المشاهدات
11296
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
8:55 مساءً

عجباً لنفسٍ في المُحَرَّمِ سَرَّتِ=و بلذةِ النَّومِ المُحَرَّمِ قَرَّتِ و لمُقلَةٍ بخلت بسَكبِ دُمُوعها=و حُشاشةً بالحُزنِ لَم تتفتَّتِ أَأَجَلُّ كم رِزءِ الحُسينِ رَزيَّةٌ=تختَصُّ عندَ ذَوي الحِجَى بمَزِيَّةِ يا وَقعَةَ الطَّفِّ الشَّنيعةِ ما جرى=ذِكراكِ إلا واختَنَقتُ بعبرتيْ مَن لي بتفصيلِ المُصابِ و لو بِهِ=وَكَّلتُ أْلسِنَةَ العِباد لَكَلَّتِ لَكِنَّني أبكي و أندِبُ سادَتي=عَلِّي أُبَرِّدُ مِن لَواعِجِ حَسرَتيْ أَبْكِيْ شُموساً مِن سُلالَةِ أحمَدٍ=كُسِفَت بِحَدِّ سُيوفِ آل أُمَيَّةِ أَبْكِيْ البُدُورَ الزَّهِراتِ كَوامِلاً=غَرُبَت بعَرصَةِ كَربلا في غُربَةِ أَبْكِيْ الغُصونَ النَّاضِراتِ نَواعِماً=عَصَفَت بِهَا ريحُ المَنُونِ فَجَفَّتِ أَبْكِيْ البِحارَ الزَّاخِراتِ عُلومُها=كَم أنعَشَت مَوتَى القُلُوبِ و أحيَتِ أَبْكِيْ السَّحابَ الهَامياتِ غُيوثُها=وَرَقَاً على فَقرِ العُفاةِ فأغنَتِ أَبْكِيْ الجِبالَ الرَّاسياتِ حُلُومُها=كَم خِيفَ مِنهَا الإنتِقَامُ فَكَفَّتِ أَبْكِيْ الجُسُومَ السَّامياتِ سَفَت على=أشلائِهِنَّ السَّافياتُ وَهَبَّتِ أَبْكِيْ الوُجُوهَ السَّاجداتِ لِرَبِّها= مَعفورَةً في تُربةٍ مُغبَرَّةِ أَبْكِيْ الشِّفاهَ النَّاشِفاتِ مِنَ الظَّمَا=لَم تَحظَ مِن مَاءِ الفُراتِ بِبَلَّةِ أَبْكِيْ الرُؤُوسَ المُشرِقَاتِ على القَنَا=مِثلَ البُدُورِ منَ الغَمامِ تَجَلَّتِ لَهفي لِمولايَ الحُسينِ يَذودُ عَن=حَرَمِ النَّبيِّ بِعَزمَةٍ ما فَلَّتِ يَسطو فَتَنقَلِبُ الأسُودُ ثعالِباً=مِن بأسِهِ و الصَّقرُ مِثلُ الرُّخمَةِ حَتَّى إذا لَم يَبقَ في جُثمانِهِ=مِقدارَ أنمُلَةٍ بِغَيرِ أَذِيَّةِ نَزَفَت دِمَاهُ مِنَ الجِراحِ فَخَرَّ عَن=ظَهرِ الجَوَادِ إلى التُّرابِ بِطَعنَةِ و احتَزَّ شِمرٌ مِن قَفاهُ كَريمَهُ=حَنَقَاً و عَلَّاهُ بِأعلَى صَعبَةِ نَفسي فِدَاؤُكَ يا حُسَينُ و لَيتَني=جُرِّعتُ دُونَكَ مِن كُؤُوسِ مَنِيَّتِيْ لَهْفِيْ عَلَىْ مَن هَدَّ مَصرَعُهُ الهُدى=و أتاحَ لِلإسلامِ أعظَمَ نَكبَةِ لَهْفِيْ عَلَىْ البَطَلِ الذي ما مِثلُهُ=بَطَلٌ يُقاوِمُهُ بيَومِ عَريكَةِ لَهْفِيْ عَلَىْ أسَدِ الشَّرى مُتَنَشِّباً=في مَخلَبِ الضَّبعِ الضَّعيفِ النَّجدَةِ لَهْفِيْ عَلَىْ الصَّقرِ الذي قَد عُدنَ مِن=دَمِهِ القَطا بأظافِرٍ مُحمَرَّةِ لَهْفِيْ عَلَىْ المَحزوزِ رأساً مِن قَفَا=عَطشانَ يَشربُ غُصَّةً في غُصَّةِ لَهْفِيْ عَلَىْ المَرفوعِ رأساً في القَنَا=كالبَدرِ في تَمٍّ يَلوحُ بِظُلمَةِ يا غيرَةَ اللهِ اغضَبِي لِمُحَمَّدٍ=و لِآلِهِ الأطهارِ أكرمِ عِترَةِ أيَكونُ في الأُسَرَاءِ آلُ مُحَمَّدٍ=و تُعَدُّ في الأُمَرَاءِ آلُ أُمَيَّةِ و يُرى الحُسَينُ على الجَبينِ مُعَفَّرَاً=و يَزيدُ في المُلكِ المَكِينِ الأثبَتِ و بَنَاتُ هِندٍ في قُصورِ العِزِّ قَد=سَحَبَت ذُيُولَ الكِبريَاءِ و جَرَّتِ و بَنَاتُ فاطِمَةِ البَتُولِ تَبَدَّلَتْ=تيجانَ عِزَّتِها بِقَيدِ مَذَلَّةِ حَسرَى سَوَافِرُ سَاتِراتُ وُجُوهِهَا=بِأَكُفِّها عَن ناظِرٍ مُتَلَفِّتِ تَهوَى النعا فَيَصِدُّهَا عَنهُ الحَيَا=فَتَذوبُ مِنهُنَّ القُلوبُ بِحَسرَةِ حتَّى إذا هاجَ الغَرامُ تَزَفَّرَت=وَجْداً فتُبدي بَثَّها في خِفيةِ و الطُّهرُ زَينبُ تَندِبُ القَتلى جَوَىً=و دُمُوعُه تُهمي كَوَاكِفِ مُزنَةِ يا قاسِمٌ يا عَونُ يا عَبَّاسُ يا=يَحيَى وَمَنْ يَحيَى عَقِبَ أحِبَّتِيْ يا طِفليَ المَفطومِ قَبلَ فِطامِهِ=مِن نَصلِ سَهمٍ ثابِتٍ في اللُّبَّةِ وا مِحنَتِيْ وا ضَيعَتيْ وا غُربَتيْ=وا وَحشَتيْ مِن بَعدِكُم يا إخوَتِيْ يا تاجَ عِزِّي يا حُسَينُ تَرَكتني=أستَعطِفُ الَقومَ اللِّثامَ لِذِلَّتيْ هذا ابنُكَ السَّجَّادُ في أسرِ العِدَا=ذا عِلَّةٍ و يَمينُهُ قد غُلَّتِ قد عذَّبتني فَرحَةُ الشُّمَّاتِ بي=فالمَوتُ أعذَبُ من سُرورِ الشُّمَّتِ و يُجَدِّدُ الأحزانِ نَقلُ مُصيبَةٍ=حَدَثَتْ عليهم في دِمَشقَ عَصيبَةِ كانَ الحُسَينُ لَهُ ابنَةٌ صُغرى اسمُهَا=كاسمِ البَتولِ الطُّهرِ أكرَمِ بَضعَةِ كَمُلَت ثلاثُ سِنينَ لكن عَقلُها=عَقلُ الكَوَامِلِ مِن خيارِ العِترَةِ فالسِّبطُ مَشغوفٌ بها حُبَّاً وَمَا=زالت لَدَيهِ يَشِمُّهَا كالوَردَةِ حتَّى أُصيبَ بكربلا فاستَوحَشَتْ=و استَخبَرَتْ على حالِهِ و استَحَفَتِ قالوا لَهَا يأتي غَداً فَتَصَبَّرَت=و استَخَبَرَت مِن بَعدُ ثانيَ مَرَّةِ ما زالَ هذا دأبُهُم مَعَهَا إلى=أن أبصَرَتْهُ ليلةً في هَجعَةِ فَتَنَبَّهَت لا تَستَفيقُ مِنَ البُكَا=تَدعُو بعَمَّتِها الزَّكيَّة عَمَّتيْ ما بالُ والِدي الشَّفيقِ عَلَيَّ لا=يَحنُو عَلَيَّ و لا يُسَكّنُ رَوعتيْ أينَ الحُسَينُ أبي وَغَايَةُ مَطلَبيْ=و مُقَبِّليْ و مُدَلَّلي و مُسَكِّتيْ فَتَصارَخَت في وَجهِهَا عَمَّاتُها=فَوَعَى يَزيدُ بِشَرحِ تِلكَ القِصَّةِ قالَ اطرَحوا رأسَ الحُسَينِ بِحِجرِها=فَعَسى إذا نَظَرَت إلَيه تَسَلَّتِ فأتَوا بِهِ في الطَّشتِ يَلمَعُ نُورُهُ=كالشَّمسِ بل أزهى و أبهى بَهجَةِ قالت فَمَاذَا قيلَ رأسُ أبيكِ ذَا=قالَت أمَذبوحٌ ألَا وَا حَسرَتِيْ مَنْ حَزَّ رأسَكَ يا أبي وَمَنِ ارتَقَى=مِنْ فَوقِ صَدرِكَ قابِضاً لِلَّمَةِ مَن كَبَّهُ فَوقَ الصَّعيدِ و من بَرى=مِنهُ الوَريدَ مُعانِداً لِلمِلَّةِ و تُصَعِّدُ الزَّفَراتِ مِن حَسَراتِها=وَجداً و تُدمِجُ شَهقَةً في زَفرَةِ و غَدَت تُمَرِّغُ خَدَّها في نَحرِهِ=شَوقاً و تَمزِجُ رَشفَةً في لَثمَةِ حتَّى قَضَت فَمَهَا على فَمِهِ وَقَدْ=خَرَّت عَلَيهِ و لَم تَزَل في سَكرَةِ و أقامَ مأتَمَهَا النِّساءُ عَقيبَ ما=مَاتت و باتت في نَعيمِ الجَنَّةِ و تَجَدَّدَت أحزانُهُنَّ بِمَن مَضَى=و تَوَقَّدَت أشجانُهُنَّ وَهَبَّتِ فَعَلَى مُؤَسِّسِ ظُلمِهِم و مُقيمِهِ=لَعنٌ مَدَى الأيَّامِ غَيرُ مُوَقِّتِ هاكُم سَلاطينُ المَعَادِ خَريدَةً=ثَكلى عَلَيكُم عِندَمَا قد زُفَّتِ وَزنَاً لِمَا قد قالَ نَجلي فِيكُمُ=هَلَّ المُحَرَّمُ فاستَهَلَّت عَبرَتيْ حُبِّي لَكُم يا سَادَتي مُتَشَعْشِعٌ=في طينَتي ناشٍ بِأَصلِ جِبلَّتيْ نُورٌ يُمِدُّ بَصيرَتي مُتَبَطِّنُ=لِسَريرَتي كافٍ لِمَحوِ جَريرَتيْ كُونُوا لِعَبدِكُمُ الفَتَى حَسَنٍ غَدَاً=حِصناً فأنتُم عِدَّتي في شِدَّتيْ وَكَذا لِأَصلي صَاعِداً و فُرُعِهِ=مُتَنازِلاً و السَّامِعِينَ النُّصَّتِ ثُمَّ السَّلامُ مِن السَّلامِ عَلَيكُمُ=ما استَنجَعَت بِكُمُ غُيُوثُ الرَّحمَةِ
Testing