شعراء أهل البيت عليهم السلام - ما المجد بالآباء مجد

عــــدد الأبـيـات
57
عدد المشاهدات
2951
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
8:55 مساءً

سَمَا بكَ في العلياءِ جَدٌّ و والِدُ=و أنتَ عَنِ المَجدِ المُؤَثَّلِ قاعِدُ كأنَّكَ تَرجو أن تَعيشَ مؤسَّداً=و لمَّا تُبَيِّضْ مَفرِقَيكَ الشّدائدُ و أنَّكَ بالمَجدِ الَّذي أنتَ وارثٌ=سَتُدرِكُ ما جَدَّت إليهِ الأماجِدُ و ما المَجدُ بالآباءِ مَجدٌ و لو عَنَت=إلى ذلِكَ المَجدِ الأثيلِ الفَرَاقِدُ و ما حَكَمَ الهِنديُّ إلا عُقَيبَ ما=تَحَكَّمَ في مَتنَيهِ حامٍ و بارِدُ فَخُضْ غَمَراتِ المَجدِ و اصعَد عِقابَهُ=و لو لَم تَكُن إلا الصِّعادُ مَصَاعِدُ ألَم تَرَ أنَّ السِّبطَ لاقى بكَربلا=خُطُوباً لِأَدناها تَذوبُ الجلامِدُ غَدَاةَ تقاضَت مِنهُ آلُ أُمَيَّةٍ=ذُخُولاً لها خَيرُ الوَصيِّينَ واقِدُ فَجَادَهُم في عُصبةٍ من رِجالِهِ=ضراغِمَ تَخشاها الأُسُودُ الحَوارِدُ (1) كأنَّهُمُ في القَومِ شُهبٌ تَوَقَّدَت=إذا كَرَّ مِنهُم ثاقِبٌ خَرَّ مارِدُ إلى أن قَضَوا نَحباً و أضحَوا كأَنَّهُم=أضاحي عَلَيها النَّجعُ جارٍ و جامِدُ و لَم يَبقَ إلَّا السِّبطُ يَحمي حَريمَهُ=بِمُهجَتِهِ إذ لَم يَجِد مَن يُساعِدُ إذا كَرَّ كانَ في الجَيشُ صِنفانِ هالِكٌ=و آخَرُ مِن خَوفِ المَنيَّةِ شارِدُ و صَوبَ قَصداً لِلنِّساءِ مَودِّعَاً=و أنفاسُهُ مِن أجلِهِنَّ صَوَاعِدُ يُرَدِّدُ طَرفاً في الخِيَامِ فلا يَرَى=سِوَى نِسوَةً أصواتُهُنَّ خَوَامِدُ و غَيرَ عَليلٍ ناحِلِ الجِسمِ مُدنَفٍ=يُساوِرُهُ جُهدٌ مِنَ الضُّرِّ جاهِدُ إلى صِبيَةٍ حَرَّى الجَوانِحِ تَلتَضي=أُوَامَاً و جاري الماءِ عَذبٌ و بارِدُ و دُونَ وُرُودِ الماءِ بِيْضٌ صَوَارِمٌ=و عسَّالَةٌ في غُربِهَا المَوتُ واردُ و لاحَت علاماتُ الفِراقِ و إنَّها=ستُسبى إذا لم يَبْقَ عَنهُنَّ ذائِدُ فكم يَحمِلُ القلبُ الشَّفيقُ إذا رَأَى=أحِبَّتَهُ يَسطو عليهَا المُعانِدُ فكيفَ و مِثلُ السِّبطِ روحي فِداؤُهُ=فَقيدٌ و مِثلُ الطَّاهِراتِ فَوَاقِدُ فلا غَروَ لو تِلكَ النُّفوسُ تَصاعَدَت=دُمُوعَاً تَهَاوى و هيَ دُرٌّ فرائِدُ فما حالُ تِلكَ الطَّاهِراتِ و قد رأَتْ=كَريمَ حُسَينٍ و هوَ في الرُّمحِ مائِدُ (2) و جُثمانُهُ فَوقَ الصَّعيدِ مُجَرَّدٌ=تُغَطيهِ مِن فَيضِ الوَريدِ مَجَاسِدُ (3) ذَبيحاً بِحَدِّ السَّيفِ ظُلماً مِنَ القَفَا=على ظَمَأٍ و الماءُ جارٍ و رَاكِدُ و مِن عَجَبٍ يَشكو الظَّمَا و بِكَفِّهِ=بُحُورٌ عَلَيهَا زاخِرُ البَحر وافِدُ فَلَيتَ رَسولَ اللهِ كانَ مُشاهِداً=شَدَائِدَ ما ضَمَّتهُ تِلكَ المَشاهِدُ إذ الفاطِميَّاتُ العَزيزَاتُ عِندَهُ=عَلَيهُنَّ مِن ضَربِ السِّياطِ قلائِدُ بَوَارِزُ في ذُلِّ السِّباءِ حَوَاسِراً=و قد مُلِئَت مِنهَا العُيُونُ الرَّوَاصِدُ و نِسوَةُ حَربٍ في الحِجَابِ مُعَدَّةٌ=إلَيهِنَّ في ظِلِّ القِبابِ مَسَانِدُ أُمَيَّةُ ما أنتُم بَني عَمِّ هاشِمٍ=صَريحاً و لكن أَلصِقَاءٌ أبَاعِدُ و لَو كُنتُم مِن عَبدِ شَمسٍ لِصُلبِهِ=لَكَانَ لَكُم مِنهُ عَلَيهِ شَواهِدُ فكُلُّ أبٍ في صُلبِهِ مِن طِباعِهِ=شَوَاهِدُ حتى أُسدُهَا و الفَرَاقِدُ (4) و لكِنَّكُم أبناءُ عَبدِ مُزَنَّمٍ=متى استَلقَ لَم تَشمُل قَفَاهُ الوَسَائدُ كما هُوَ فيما بَينَ أَلسِنَةِ الوَرَى=شَهيرٌ و في ضِمنِ التَّواريخُ وارِدُ و هَبْ أنتُمُ لَم تُسلِمُوا عَن إرَادَةٍ=و لكِن أطَعتُم و النُّفوسُ جَوَاحِدُ و حَيث تمَكَّنتُم أخَذتُم بثَارِكُم=و كُلُّكُمُ عَن مَنهَجِ الحَقِّ حائِدُ أمَا شيمَةُ الأحرارِ أن يَخفِرُوا النِّسَا=حِفاظَاً فلا يُؤذينَ حَتَّى الوَلَائِدُ فما بالَكُم هتَّكْتُمُ الخِيَمَ الَّتي=بها الطَّاهِراتُ المُحصَنَاتُ الخَرَائِدُ أما كانَ يَومَ الفَتحِ نَصبُ عُيُونِكُم=و ما يَومُهُ عَن يَومِكُم مُتَبَاعِدُ و سَيفُ رَسُولِ اللهِ في كَفِّ حَيدَرٍ=و أسَادُكُم عَنهُ نَعَامٌ شَوَارِدُ و لو شاءَ أن يَمحُو بِحَدِّ حُسامِهِ=رُسُومَكُم أضحَت وَهُنَّ هَوَامِدُ أمانيكُم أن تُستَرَقُّوا و تُسلِمُوا=و يَملِكُ ما تَحوَونَ نامٍ و جَامِدُ فأَعتَقَكُم عَتقَ الكَريمِ عَبيدَهُ=سَمَاحَاً و بالمَعروفِ تُشرى المَحَامِدُ و أعرَضَ عَمَّا تَملِكونَ و إنَّهُ=و إن جَلَّتِ الأموالُ فيها لَزَاهِدُ و أسدَلَ ثَوبَ الصَّونِ فَوقَ نِسائِكُم=و مِنها القِيَانُ المُطرِباتُ السَّوامِدُ (5) و كُنتُم حُضُورَ العَسكَرِ الجَمَلِيِّ إذ=عَفَى المُرتَضى عَن جُرمِكُم و هوَ واجِدُ وَصفِّينُ إذ أحرَزتُمُ الماءَ دُونَهُ=عِناداً و شَرُّ الظَّالمينَ المُعانِدُ و جادَ بِهِ مِن بَعدِ ما ظَفَرَت بِهِ=يَدَاهُ و خَيرُ الظَّافِرينَ الأجاوِدُ فَهَلَّا صَنَعتُم في بَنيهِ كَصُنعِهِ=أبَى طَبعُكُم هَل مَجَّ شَهدَاً أسَاوِدُ؟ (6) و ذلِكَ أدنَى الفَرقِ بَينَ ذَوَاتِكُم=و شَتَّانَ ما أوغادُها و الأماجِدُ نِظَامُ وُجُودِ الخَلقِ هاكُم لآلِئَاً=لها حَسَنٌ في مَسلَكِ الحُسنِ ناضِدُ فإن فازَ مِنكُم بالقبولِ فَكَم لَكُم=على رِقِّكُم فَضلٌ طَريفٌ و تالِدُ فَكونوا غَداً لي عَن لَظَى النَّارِ ذادَةً=فَلَيسَ سِواكُم في البَريَّةِ ذائِدُ كذاكَ أُصولي و التَّفاريعُ مِنُهمُ=و مُنشِدُ نَظمي و السَّميعُ المُسَاعِدُ لَكُم عندَنَا صِدقَ الوَلا فَلتَكُن لنا=مقاماتُ صِدقٍ عِندَكُم و مَقَاعِدُ عَلَيكمُ سَلامُ اللهِ ما عَمَلٌ زَكَى=بِكُم فَهوَ مَرفوعٌ إلى القُدسِ صاعِدُ
Testing