شعراء أهل البيت عليهم السلام - لا تتعلّل بالأماني

عــــدد الأبـيـات
59
عدد المشاهدات
3539
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/08/2010
وقـــت الإضــافــة
6:10 صباحاً

فَجُد أشَدَّ الجِدِّ في طَلَبِ العُلىْ=و لا تَتَعَلَّلْ بالأماني كالحَمقىْ ألَم تَرَ أنصارَ الحُسَينِ و خَوضَهُم=غِيابَ المَنَايَا والِهينَ لها عَشقَىْ يَطيرونَ شَوقاً لِلثَّوابِ و غِيرَةً=على الدِّينِ حتَّى يَلتَقوا البِيْضَ و الزُّرقَا فلا يَحسَبونَ المَوتَ إلَّا سُلافَةً=تُحَدِّثُ عن أسلافِ أسلافِهِم عِتقَا و لا المُرهَفَاتِ البِيْضِ جازِمَةً طَلَىً=سِوى المُترَفاتِ البِيْضِ لاثِمَةً عَنقَىْ حُكِيْ عَن حَبيبِ بنِ المُظاهِرِ أَنَّهُ=نَحَا القَومَ مَسروراً يَهِشُّ إلى المَلقَىْ فَقيلَ لَهُ ما بالُكَ اليَومَ ضاحِكَاً=أَلَيسَ الأَعاديْ قَصدُها قَتلكُم صِدقَا أتَضحَكُ جَذلانَاً كأنَّكَ تَلتَقي=عَرَائِسَ أو ضَيفاً لَهُ تَبسُطُ الخُلقَا فَقَالَ أوَقتٌ غَيرُ هذا أحَقُّ أن=أُسَرُّ بِهِ لا و الَّذي خَلَقَ الخَلقَا فَما هيَ إلَّا أن تَميلَ سُيُوفُهُم=عَلَينَا فَنَلقَى الحُورَ أكرِم بِما نَلقىْ و ما قالَ صِدقٌ و الجِهادُ غَنيمَةٌ=تَجَنَّبَهَا الأشقى و فازَ بِها الأتقىْ و حَسبُكَ أنَّ الله أثنى عَلَيهِمُ=و بَشَّرَهُم أن قَد أعَدَّ لَهُم رِزقَا فَيَا لَيتَ أنِّي كُنتُ فِيهِم مُجاهِداً=عَنِ السِّبطِ حَتَّى مِثلَ ما قَد لَقَوا أَلقَىْ قَضَوا نَحبهُم تَحتَ الصَّوارِمِ و القَنَا=فَفازوا جَميعاً بالنَّعيمِ الَّذي يَبقىْ و لَم يَبقَ إلَّا السِّبطُ فَرداً يَجولُ في=مَضَارِبِهِ يَبغي النَّصيرُ فلا يَلقىْ و عَايَنَ طِفلاً يَستَغيثُ مِنَ الظَّمَا=فَرَقرَقَ مِنهُ الدَّمعُ حَيثُ لَهُ رَقَّا و أَبرَزَهُ نَحوَ الطُّغاةِ مُعاتِبَاً=لَهُم قائِلاً يا وَيلَكُم راقِبوا الحَقَّا أَوُحوشُ الفلا في الماءِ تَمرَحُ نُهَّلاً=و آلُ رَسولِ اللهِ تُمنَعُ أن تُسقَىْ فما كلَّمَتهُ القومُ إلا بأسهُمٍ=كمِثلِ مُصابِ القَطرِ تَرشُقُهُ رَشقَا فغودِرَ ذاكَ الطِّفلُ و هوَ بكَفِّهِ=بنَبلَةِ رامٍ شَكَّتِ النَّحرِ و الحَلقَا فجاءَ بِهِ نحوَ النِّساءِ فَكِدنَ مِن=عَظيمِ الأسى تنشَقُّ أكبادُها شَقَّا فأقبَلَ يُوْصيهِنَّ و النَّارُ في الحَشَا=تُوَقَّدُ و التِّزفارُ يَسبِقُهُ النُّطقَا عَلَيكُنَّ بالصَّبرِ الجَميلِ و بالرِّضا=عَنِ اللهِ في الخَطبِ الجَليلِ و إن شَقَا فإنِّي بهذا اليَومِ أُقتَلُ بالرِّضا=و يَذبَحُني شِمرٌ فأسعَدُ إذ يَشقىْ و يحتَزُّ رأسي بالحُسامِ مِنَ القفا=على ظمَإٍ أشكو إلى اللهِ ما أَلقَىْ فلا يُذهِبنَّ الحِلمَ مِنكُنَّ مَصرَعي=فَتَنزَعنَ سِربالَ الوَقَارِ لَهُ مَزقَا و أظهِرنَ لِلأعداءِ فَضلَ تَجَلُّدٍ=و صَبراً فلا تسألنَ مِن مُعتَدٍ رِفقَا فَيَشمَخُ طُغياناً و يَسفَهُ شامِتاً=و يَشتُمُ أعراضاً هِيَ الدُّرُّ بل أنقىْ فيا عِظمَ خَطبٍ في الطُّفوفِ جرى على=سُراةِ الوَرَى سُحقاً لِظَالِمِهِم سُحقَا وَيَا لَهفَ نَفسي لِلحُسَينِ و قد هَوَى=عَنِ السَّرجِ مَكبوباً على وَجهِهِ مُلقىْ وَيَا حَرَّ قلبي حينَ حَزَّ كَريمَهُ=على ظَمَإٍ مِن فَيضِ أوداجِهِ يُسقىْ وَيَا عِظمَ كَربي حينَ شيلَ برأسِهِ=على رأسِ رُمحٍ نُورُهُ جَلَّلَ الأُفقَا وَيَا طُولَ حُزني لِلطَّواهِرِ حُسَّرَاً=على النِّيبِ تَدعو جَدَّها الأطهَرَ الأتقىْ أيا جَدُّ لو عايَنتَ ما قَد أصابَنا=مِنِ ابنِ زيادٍ و ابنِ مَرجَانَةِ الأشقىْ نُشَهَّرُ أسرى في المَدَاينِ و القُرى=يُلاحِظُنا أسرى أراذِلُها فِسقَا أيامَى بِلا والٍ عَرَايَا بِلا غَطَاً=سبايا و لا نُرعى عُطاشاً و لا نُسقىْ و أقدامُنا تُحفى و لم تَعُدِ الحَفَا=فلا حُزنُنا يُطفى و لا دَمعُنا يَرقَا و أعداؤنا تُدمي بِلَطمٍ خُدُودَنَا=فعَبرَتُها تَهمي و زَفرَتُنا تَرقَىْ و زَينَبُ تَدعو بالبَتولِ تَفَجُّعاً=و مُقلَتُها مِن فَيضِ أجفانِها غَرقَىْ أفاطِمُ لو خِلتِ الحُسَينَ مُجَدَّلاً=و شِمرُ بِنَعلَيهِ على صَدرِهِ يَرقَىْ و قد جَرَّدَ المَلعونُ شُلَّت يَمينُهُ=و يُسراهُ سَيفاً لامِعاً يُشبِهُ البَرقَا ليَذبَحَهُ رُوحي فِداهُ و طالَمَا=تَمَنَّيتُ أن أُسقى الرَّدى قَبلَ أن يُسقَىْ فما زالَ يا أُمَّاهُ يَفري بِسَيفِهِ=وَريدَيهِ حَتَّى هَبَّرَ النَّحرَ و الحَلقَا و مَيَّزَ مِنهُ الرَّأسَ ظُلماً و شالَهُ=على رأسِ رُمحٍ نُورُهُ جَلَّلَ الأُفقَا فلو خِلتَ زَينَ العابِدِينَ مُكَبَّلاً=يُفَلُّ بِغِلٍّ كادَ يَخنِقُهُ خَنقَا نُشَهَّرُ في البُلدانِ و النَّاسُ حَولَنَا=عُكُوفٌ و قَد سَدُّوا المَحَافِلَ و الطُّرْقَا فَيَبكي على ما قَد رُزِينا أُولُو النُّهى=و يَضحَكُ مِمَّا نالَنَا السَّفلَةُ الحَمقىْ فلا غَروَ إنَّ الهَمَّ ماضٍ بخاطِري=و فرخ و السَّلوانُ طارَت بِهِ العَنقَا أُمَيَّةُ هُبِّي مِن كَرَاكِ فَقَد عَرَى=عُراكِ انفِصامٌ في يَدِ العُروَةِ الوُثقَىْ مَنَارُ الهُدى بَحرُ النَّدَى قاتِلُ العِدا=مُرَوِّيْ الصَّدا عن مَن غدا مؤمِناً حَقَّا أبي القاسِمِ المَهدي و القائِمِ الَّذي=يُطّبِّقُ جاري حُكمِهِ الغَربَ و الشَّرقَا يُطَهِّرُ وَجهَ الأرضِ مِن كُلِّ فاسِقٍ=و يَملَؤها عَدلاً كما مُلِئَت فِسقَا إلَيكُم بني المُختارِ بِكراً تَهَذَّبَت=خَلايِقُها حَتَّى استَهَامَت بِكُم عِشقَا تَأَرَّجُ طِيبَاً مِن عَبيرِ ثنائِكُم=فَكُلُّ نَفيسِ النَّفسِ يَنشِقُها نَشقَا هَدِيَّةَ مُشتاقٍ لَكُم رِقِّ بِرِّكُم=و حَسبي فَخراً أن أكُونَ لَكُم رِقَّا كَفَى حَسَناً إخلاصُهُ مِن ذُنُوبِهِ=خَلاصَاً وَمِن نارِ الجَحيمِ لَهُ عِنقَا و أصلي و فَرعي صاعِداً مُتَنازِلاً=وَمَن فَرَعُوا مِن مُؤمِنٍ عَرَفَ الحَقَّا و كُلُّ أَخٍ فيكُم وَبَاكٍ لِرِزئِكُم=و مُنشِدِ نَظمي و المُوالي لَكُم صِدقَا عَلَيكُم سَلامُ اللهِ ما الأرضُ أنبَتَتْ=تُخُوماً و ما لاحَت على القُبَّةِ الزَّرقَا
Testing