شعراء أهل البيت عليهم السلام - اذ تسوّروا المحراب

عــــدد الأبـيـات
56
عدد المشاهدات
1934
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
21/05/2010
وقـــت الإضــافــة
5:17 صباحاً

أثثت حبك شاطئا جذّابا = فأشعلْ سماءك واخطف الألبابا وافرش لمحراب الوصال جمانه = يأتيك سعيا تجمع الأقطابا فتشكل الجوّ الندي بلونه = واللاحب الخصب النظير أجابا وتتابعت نبلُ الشواطئ حوله = وهجا تحاكي رماله أحقابا والفجر عينك إذ قدحت زناده = نبت الهوى بصغاره أترابا فتأنقت فوّارة الينبوع تلمع = إذ نمى ثغرٌ لها وأصابا وتمايل الشلال يسقي سحرها = رقص الشعاع بجوها إعجابا فإذا بلون الأفق من تياره = سكب النجومَ ولوّن الأهدابا فتنفس الأضواء عرف مروجها = وضفاف حبك تستزيد ُعبابا فهنا ملأت من الجمال سواحلي = فسخت كما تسخو السماء سحابا وسكبت نخبك نشوة في خاطري = صَبّت مميّزَ قطرها أطيابا فشربت من حبب يصوغ لأضلعي = فأذكى بكل خلية أنسابا وتدفقت منح العروق يقلها = قرط الدماء لتخلق الأصلابا وتعلقت رحما يغذي غراسها = زهو يغازل نجمُه الأنخابا فتوالدت حدّ الجنون جداول = تلد المياه مشاعلا وشرابا وتكاثرت حتى تعملق طفلها = بين الأجنة يبلغ الأسبابا فتخلقت أمشاجُ ومضهِ طينة ً = تأبى العروق وتنسب الأعقابا لتنام في قمم العروش تحدها = كلتا يديك وقد منعن عتابا فأشعل سماءك بالمدارات التي = آثرن منك معارجا ومآبا وأنِرْ إلى أقمارها أفق الهوى = لولا هواك لما أضأن ترابا هذي العيون حديثها بك موصل = ثقلا وما أدّته أمسى خِطابا خذني إلى معناك بين سوانحي = مللا ً تعود تسفّه الأنصابا لأعود في متغيري خللا = جريء إذا تمنى شاهقا يتصابى فبدأت أزرع بالرؤوس غواية = وجموح فكري قد بدا استغرابا فتسوّر المحراب وحش قضيتي = فأناب في وجعي ليُبْدي رغابا خصمان قد بغيا عليّ بسؤلهم = وكثيرُ من يبغي عليّ غضابا وعليه من أثر الرسول وساوس = قبِضت بعجل حرّك الأذنابا وعتوا على هارون حين اصاخهم = واستضعفوه وحكموا الأنيابا نعتوك انك عاقل متعقل = فقعدت إذ لم تستغل أحسابا ورموك انك خامسا من خمسة = ورثوا الفضيلة خشعا أثوابا وبذا فلا نص يكون ولا به = نزلت مضامين الكتاب كتابا إذ كيف يقعد عن سماه مراغما = وسما الشهادة قد هواها طلابا فأصبت نهجك موطنا في ساحلي = ورنين خفقك للفؤاد أجابا وحديث وجدك قد أقمت معينه = سدا تطاول واشرأب نصابا وبعثت داوود الذي في حكمه = فصل الخطاب وما أحار جوابا ظلموك حتى في السؤال بجهلهم = حين أدعوا في قولهم أصحابا ونسوا بان الله طهّر صفوة = تبني العلوم وتصنع الآدابا وحديث نصك واقع متسيد = في كل ما وهب الجليل ثوابا وطفقت أخصف بالبيان لسوءة = ذهبت بأدراج لهم تتغابى فركبت بحرك مستقلا قاربي = إن لا يراودوا ما حشدت رحابا إذ إن كل قميص ذئب قدّه = متحامل في بغيه كذابا صبت به الأهواء يختلق الدما = لكنها ما بدلت أثوابا حتى إذا سطع البيان بإخوتي = نكروا البيان وغلّقوا الأبوابا قطعوا لحبل البئر ظلما وانتهوا = في دمّ يوسف أن يسيل خضابا فرصفت مجدك أستفيء بظلّه = أبت القلوب فصاله مذ ذابا حَسَنٌ يرتله الجلال بثغره = وحيا يصافح ملكَك الخلابا فمحمد المختار جدك انه = أهدى إليك خصاله أطيابا وعليُّ جرّبك السموّ بدمه = وسقاك من عرْق الهدى الأنخابا لتشبّ فيك لفاطم إملاءة = بالكوثر المنساب تطفو شرابا فجرى بنهرك منبع القطر الذي = غذّ المحبة يفضح الإرهابا وفرشت للآمال خصبا ممرعا = لبسته أجيال الصمود شهابا وتقطّفت ثمرا تبذّر دمّها = نِحَلاً لورْدِك حين طاف سحابا زرعتْكَ أرضُ الطفّ مجدَ = سَنابل بتضاعف الحبّ المثير ثوابا فسقوا لصَفوان الحياة فأينعَت = أشجارها من بعدِ كنّ خرابا فغدت رياحين الإباء جنائنا = تهبُ الشموخَ شرائعا وكتابا ريحانتان إلى الرسول تجلتا = فبأيهم سَألَ المُصِيب أصَابا
Testing