في مدح الإمام العسكري عليه السلام الشيخ محمد علي اليعقوبي
لو كان شأنك في التجلد شاني = لصبرت عند طوارق الحدثان
أو ما تراني كلما طال العنا = القيت للأقدار فضل عناني
ولو أن مابي قد أصيب ببعضه = ثهلان ضعضع جانبي ثهلان
فاذا غزتك القارعات وضيّقت = أيدي الحوادث فيك كل مكان
عرّج بسامراء فعنك ستنجلي = بالعسكري عساكر الأحزان
من أم مثواه المقدس يلتجيء = لمنار ايمان وكهف أمان
حيث الملائك خضع في ساحة = تهوي الملوك بها على الأذقان
جنن المخوف بها وجنات الندى = لذوي الرجاء قطوفهن دواني
من سادة سر الوجود وجودهم = فكأنها الأرواح في الأبدان
الفائزين بنيل كل فضيلة = والحائزين سباق كل رهان
هم رحمة الله التي لا تُقبل = الأعمال لولاهم لدى الرحمن
جمت مواهبه فأعيا عدها = وسمت مناقبه عن التبيان
بأبي الذي استسقي فأرسلت السما= في الجدب وابل غيثها الهتان
وأبان كذب الجاثليق ورهطه = وأعادهم بالخزي والخذلان
أفديته مضطهدا تجرع من بني العباس = صاب الظلم و العدوان
باحت بسم أبي محمد غيلة = بكوامن الأحقاد و الشنأن
بأبي الذي ختمت رزايا أهله = فيه فليس لرزئه من ثاني
بأبي الذي خفت حلوم أولي النهى = لمصابه و بكى له الثقلان
وقضى قصي الدار لم يرحوله = أحدا من الأنصار و الأعوان
بأبي الذي حضر المغيب عنده = سرا ولم تر شخصه عينان
وعن الامامة و القيام بعبئها =في الدين قد أنبا أبا الاديان
دع عنك ما فعل البعيد قرابة = واعجب لفعل الأقرب المتداني
فعلى بني الزهراء آل نثيلة = أعدى وأعتى من بني مروان
يا من همُ نعم الذرائع في غد = لفكاك عان او إغاثة جاني
إن كنت في الدنيا أسأت فانكم = يوم المعاد معادن الإحسان
ماذا يقول القائلون بمدحكم = من بعد مدح الله في القرآن
صلى الإله عليكمُ ما غردت = ورق على ورق من الأفنان