في رثاء فاطمة الزهراء (ع) و شهداء الطف
السيد صالح القزويني النجفي
مَا لَنَا والخطوب تعدوا علينا=كل يوم مُفَوِّقَات نصولاً
فَكَأَنَّا للنائبات علينا=لا نرى للفرار عنها سبيلاً
أنا جلد على نزول الرزايا=ولأن هَدَّت الجبال نزولاً
وإذا سامني الزمان اختباراً=لرزاياه قلت صبراً جميلاً
ما أرى صبري الجميل جميلاً=إن تَذَكَّرتُ ما أَصَابَ البتولا
فَقَدَت أحمداً ونَاحَت طَويلاً=وبَكَت حسرةً وأَبدَت عَوِيلاً
بِأَبِي ظامياً يُرِي المَواضِي=دَمُهَا والحَشَا يَشُبُّ اشتِعَالا
ظامياً يسئلُ الوُرُودَ فَلَم يسقوه=إلا أَسِنَّةً ونِصَالا
وَبِعَينٍ يرعى حِمَى الفاطمياتِ=وعينٌ يَرعَى بِهَا الأبطَالا
وأَزرَتهُ على وُرودِ المَنَايا=أُسُدٌ لم نَجد لَها أَمثَالا
يَومَ شَبَّ الوَغَى وَجَدَّ الرَّدَى=والشَّوقِ للمَوتِ شَمَّروا الأذيالا
وَرَدُوا مَنهَلَ الوغى والعوالي=أَصدَرُوهَا مِن الدِّمَاءِ نهالا
تَتَهَادَى إلى ورودِ القَنَا شَوقاً=كَأَنَّ القَنَا سَقَتهُم زُلالا
فَقَضَوا نَحبَهُم كِراماً وأضحى=فيضُ أعناقِهِم لَهم أغسَالا