في مدح أهل البيت ورثاء الإمام الحسين (ع)
أحمد بن محمد الأنطاكي الصنوبري
في مدح أهل البيت ورثاء الإمام الحسين (ع)
مَا في المنازلِ حَاجةٌ نَقضِيهَا=إلا السَّلامُ وأدمُعٌ نذريهَا
وتفجّعٌ للعينِ فيها حَيثُ لا=عَيشٌ أوازِيهِ بِعَيشي فِيهَا
أبْكي المَنازِلَ وهي لو تَدْري الَّذي=بَعثَ البُكاءَ لَكُدْتُ أستَبْكِيهَا
باللهِ يا دَمع السحَائِب سَقْهَا=ولَئِن بخلْتَ فأدمُعي تَسقِيهَا
لا خيرَ في وصفِ النِّسَاء فاعفِنِي=عَمَّا تُكلِّفُنِيهِ مِن وَصفِيهَا
يا رُبَّ قَافِيَة حَلَى إمضاؤُهَا=لَم يَحلُ مَمْضَاها إلى مُمضِيهَا
لا تطمعَنَّ النفس في إعطائِهَا=شيئاً فتطلُبُ فوق ما تُعطِيهَا
حُبُّ النَّبي مُحمَّدٍ ووَصِيِّه=مَعْ حُبّ فاطمةٍ وحُبّ بَنِيها
أهل الكساء الخَمسة الغُرَر التي=يَبنِي العُلا بِعُلاهم بَانيهَا
كَم نِعمَةً أوليت يا مَولاهُمُ=في حُبِّهِم فالحَمدُ لِلْمُولِيهَا
إنَّ السَّفاه بترك مَدحِي فِيهم=فيحقُّ لي أنْ لا أكونَ سَفيهَا
هُم صفوَة الكَرَم الذي أصفِيهمُ=وُدِّي وأصفيتُ الَّذي يُصفِيهَا
أرجُو شَفَاعتَهم وتلكَ شَفاعَةٌ=يَلتذّ برد رجَائِها راجِيهَا
صَلّوا على بِنتِ النَّبي مُحمَّدٍ=بعد الصلاةِ على النَّبي أبيهَا
وابكُوا دِماءً لو تشاهِد سَفكَها=في كَربلاء لمَّا وَنَت تَبكِيهَا
يا هَولَها بين العَمَائِم واللُّهَى=تَجرِي وأسيافُ العِدَى تُجرِيهَا
تلكَ الدِّماء لوَ أنَّهَا تُوقَى إذاً=كُنَّا بِنَا وبغيرِنَا نُفدِيهَا