في رثاء الإمام الحسين ( عليه السلام )
أحمد بن محمد الأنطاكي الصنوبري
في رثاء الإمام الحسين ( عليه السلام )
يَا خَير مَن لَبِس النُّبُوَّة=مِن جَميعِ الأنبيَاءِ
وَجدِي عَلى سِبطَيكَ وَجْدٌ=لَيس يؤذِنُ بانقِضَاءِ
هَذا قَتيلُ الأشقِيَاءِ=وذَا قَتيلُ الأدعِياءِ
يَومُ الحُسَين هرقَتْ دَمْعُ=الأرضِ بَلْ دمعُ السَّماءِ
يومُ الحُسينِ تَركَتْ بَابَ=العِزِّ مَهجُور الفَنَاءِ
يَا كربلاء خُلِقتِ مِن=كَربِ عَليٍّ ومِن بَلاءِ
كَم فِيكِ مِن وجهٍ تَشَرَّب=ماؤُه مَاءَ البَهَاءِ
نَفسي فِداء المُصطَلِي=نارَ الوَفَى أيّ اصْطِلاءِ
حيثُ الأسِنَّة في الجَوَاشِنِ=كالكواكِبِ في السَّماءِ
فاختارَ دِرْعَ الصَّبرِ حَيْثُ=الصَّبر مَن لِبْسِ السَّنَاءِ
وأبَى إِبَاء الأسدِ إِنَّ=الأسد صَادِقَة الإباءِ
وقَضَى كَريماً إذ قَضَى=ظَمْآن في نفر ظمَاءِ
مَنَعوهُ طَعم المَاءِ لا=وَجدُوا لِمَاءٍ طَعمَ مَاءِ
مَنْ ذَا لِمعقُور الجَوَادِ=مَمَالُ أعوَادِ الخِباءِ
مَنْ للطَّريحِ الشُّلوِ عَرْياناً=مُخَلَّى بالعَراءِ
مَنْ للمُحنَّطِ بالتُّرابِ=وللمُغسَّلِ بالدِّماءِ
مَنْ لابنِ فَاطِمَة المُغَيَّبِ=عَن عُيونِ الأولِيَاءِ