في مدح الإمام علي والحسن والحسين (ع)
أحمد بن محمد الأنطاكي الصنوبري
في مدح الإمام علي والحسن والحسين (ع)
أليسَ مَن حَلَّ مِنهُ في أخُوَّتِه=مَحلَّ هَارونَ مِن مُوسَى بن عِمْرَانِ
صَلَّى إلى القِبلتَينِ المُقتَدَى بِهِمَا=والنَّاس عَن ذَلِكَ في صُمٍّ وعُميَانِ
مَا مِثل زَوجتِه أخرَى يُقاسُ بِهَا=وَلا يُقَاسُ إلى سِبطَيهِ سِبْطَانِ
فَمُضْمِر الحُبِّ في نُورٍ يَخصّ بِهِ=ومُضْمِر البُغضِ مَخصُوصٍ بِنِيرانِ
هذا غدا مَالك في النَّار يَملكُه=وذاكَ رِضْوانٌ يَلقَاه بِرضوَانِ
قَالَ النَّبي له أشقَى البريَّة يا=علي إن ذكر الأشقى شَقيَّانِ
هذا عَصَى صالحاً في عقْرِ نَاقَتِه=وذاكَ فيكَ سَيَلقاني بِعصيَانِ
لِيخضبَنَّ هذِهِ مِن ذَا أبَا حَسَنٍ=في حِين يخضبُهَا من أحمرٍ قَانِي
نِعْمَ الشهيدان رَبّ العَرش يَشهدُ لِي=والخَلق أنَّهما نِعْمَ الشهيدانِ
مَنْ ذَا يعزِّي النَّبي المصطَفَى بِهِما=مَن ذَا يُعزِّيه مِن قَاصٍ ومِن دَانِي
مَنْ ذا لِفاطِمَة اللّهفَى يُنبِّئهَا=عَن بَعلِها وابنِها أنبَاءَ لَهْفَانِ
مَن قَايَضَ النَّفس فِي المِحرَابِ مُنتَصِب=وقايضَ النَّفسَ في الهَيجَاء عَطْشَانِ
نَجْمَان في الأرضِ بَلْ بَدرانِ=قَد أفَلا نعم وشَمسَان أمَا قلت شَمسَانِ
سَيْفان يغمد سَيفَ الحَربِ إنْ بَرَزا=وفي يَمِينِهِما للحَربِ سَيفَانِ