شعراء أهل البيت عليهم السلام - في مدح الإمام علي (ع)

عــــدد الأبـيـات
38
عدد المشاهدات
1881
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
03/05/2010
وقـــت الإضــافــة
3:36 صباحاً

في مدح الإمام علي (ع) خمَّس فيها قصيدة الشيخ رجب البِرسي : أَعيَتْ صِفاتُكَ أهلَ الرأي والنَّظرِ=وأورَدَتْهم حياضَ العَجزِ والحصرِ أنتَ الذي دَقَّ مَعناهُ لِمُعتبِرِ=يا آيَة الله بَلْ يا فِتنَةَ البَشَرِ يا حُجَّةً بل يا مُنتَهى القَدَرِ عَن كَشفِ مَعناكَ ذُو الفِكرِ الدَّقيقِ وَهَنْ=وَفيكَ رَبّ العُلى أهلَ العُقولِ فَتَنْ أنَّى تحدْكَ يا نور الإلَهِ فَطنْ=يَا مَن إليهِ إشارات العُقولِ ومَنْ فَفي حدوثِك قَومٌ في هَواكَ غَوُوا=إذْ أبصَرُوا مِنكَ أمراً مُعجِزاً فَغلُوا حَيَّرْتَ أذهانَهُم يَا ذَا العُلَى فعلُوا=هَيَّمتَ أفكارَ ذي الأفكارِ حِين رَوُوا آيَاتَ شَأنِكَ في الأيَّام والعُصُرِ أوضحْتَ للنَّاسِ أحكاماً مُحرَّفةً=كمَا أبَنْتَ أحاديثاً مُصحَّفةً أنتَ المقدَّس أسلافاً وأسلفَةً=يا أولاً آخراً نوراً ومعرِفةً يا ظاهراً باطناً في العَينِ والأثَرِ يا مُطعِمَ القُرصِ للعَانِي الأسيرِ ومَا=ذاقَ الطعامَ وأمسَى صَائِماً كَرمَا ومُرجِع القُرصِ إذ بَحر الظَّلام طَمَا=لكَ العِبارة بالنُّطق البليغِ كَمَا لَكَ الإشارة في الآيات والسّوَرِ أنوارُ فضلِكَ لا تُطفِي لَهُنَّ عِدَا=مهما يُكتِّمُه أهلُ الضَّلالِ بَدَا تخالَفَتْ فيكَ أفكارُ الورى أبَدَا=كَمْ خاضَ فيكَ أُنَاس فانتهوا فغَدَا مَغناكَ مُحتجِباً عن كُلِّ مُقتدِرِ لولاك ما اتَّسَقت للطُّهر مِلَّتُهُ=كَلاَّ ولا اتَّضحَتْ للنَّاس شِرعَتُهُ ولا انتَفَتْ عن أسير الشكِّ شُبهتُه=أنت الدليل لِمَن حارَتْ بَصيرتُهُ في طَيِّ مشتَكلاتِ القَولِ والعِبَرِ أدركْتَ مَرتَبةً ما الوهمُ مُدرِكُهَا=وخُضْتَ مِن غَمَراتِ المَوتِ مُهلِكُهَا مولايَ يَا مَالِكَ الدُّنيا وتارِكَهَا=أنتَ السفينَة مَن صِدْقاً تَمَسَّكَهَا نَجَا ومَن حَادَ عَنها خَاضَ في الشّرَرِ ضَربْتَ عن تالدِ الدُّنيا وطَارفِهَا=صفحاً ولاحظْتَهَا في لَحظِ عَارفِهَا نقدتَهَا فِطنَةً في نَقدِ صَيرفِهَا=أنتَ الغني عَن الدنيا وزَخرفِهَا إذ أنتَ سَامٍ على تَقوى مِنَ البَشَرِ مَنْ نورُ فضلك ذو الأنوارِ مقتبِسٌ=ومِن عُلومِك رَبّ العِلم يلتمِسُ لولا بَيَانُك عادَ الأمر يَلتَبِسُ=فليسَ مِثلك للأفكار مُلتَمِسُ ولَيسَ بَعدَك تَحقِيق لِمُعتَبِرِ جَاءَتْ بتأمِيرِكَ الآياتُ والصُّحُفُ=فالبعضُ قَد آمنوا والبَعضُ قَد وقَفُوا لولاكَ مَا اتفَقوا يَوماً ولا اختَلَفُوا=تفرَّقَ النَّاس إلاَّ فِيكَ فاختَلفوا فالبعضُ في جَنَّةٍ والبَعضُ في سَقَر خَير الخَليقَةِ قَومٌ نَهجَكَ اتَّبعَتْ=وشرّها مَن عَلى تَنقيصِكَ اجتَمعَتْ وفِرقةً أوَّلتْ جَهلاً لِمَا سَمعتْ=فالنَّاس فيكَ ثلاث فِرقةٌ رفعَتْ وفِرقَة وَقَعتْ بالجهلِ والغدرِ جاءَتْ بتعظيمِكَ الآياتُ والسوَرُ=فالبعضُ قد آمنوا والبعضُ قد كَفَرُوا والبعضُ قد وقفُوا جَهْلاً وما اختَبرُوا=وكمْ أشارُوا وكَم أبدَوا وكَم سَترُوا والحقّ يظهَر مِن بَادٍ ومُستَتِرِ أقسمْتُ باللهِ بَادي خَلقنا قَسَماً=لَولاكَ ما سَمَكَ اللهُ العظيمُ سَمَا يَا مَن سمَاه بأعلَى العَرشِ قَد رسمَا=أسماؤك الغُرّ مثل النيِّراتِ كَمَا صِفاتُكَ السَّبع كالأفلاكِ والأكرِ أنتَ العَلِيم إذا رَبّ العُلومِ جَهَلْ=إذ كُلّ عِلم فَشَا في النَّاس عَنكَ نُقِلْ وأنت بابُ الهُدَى تَهدِي لُكلِّ مُضِلّ=وَوُلدِك الغُرّ كالأبراج في فَلَك الْكل مَعنَى وأنتَ مِثالُ الشَّمسِ والقَمَرِ أئمَّةٌ سُوَرُ القرآنِ قد نَطَقَتْ=بِفَضلهِم وبهم طُرُق الهُدَى اتَّسَقَتْ طُوبَى لِنفسٍ بهم لا غَير قد وثقَتْ=قومٌ هُمُ الآلُ آلُ اللهِ مَن عَلقَتْ عليهِمُ مُحكَمُ القرآن قد نَزَلا=مفصِّلاً من معاني فَضلِهِم جُمَلا هُم الهداة فلا نَبغي بِهِم بَدَلا=شَطر الأمانة موَّاج النَّجاةِ إِلى أوجِ العُلوم وكَمْ في الشَّطرِ مِن عِبَرِ للطفِّ سِرّك مُوسَى فَجَّر الحَجَرا=وأنتَ صاحبُه إذ صاحَبَ الخِضرَا وفيكَ نُوحٌ نَجَا والفُلكُ فيه جَرَى=يا سِرَّ كُلِّ نَبيٍّ جاء مُشتهِرا وسِرَّ كَلِّ نبيٍّ غَير مُشتَهِرِ يلومُني فيك ذُو بَغيٍ أخو سَفَهٍ=ولا يَضرُّ مُحِقاً قول ذِي شَبَهٍ ومَن تَنزَّه عن نِدٍّ وعن شَبَهٍ=أَجَلّ قَدركَ عَن قولٍ لمُشتَبِهٍ وأنتَ في العَينِ مثل العَينِ وفي الصورِ
Testing