في مدح الإمام علي ( عليه السلام )
أبو القاسم الزاهي
في مدح الإمام علي ( عليه السلام )
يا سَادَتي يا آلَ يَاسين فَقَطْ=عَلَيكُمُ الوحْي مِنَ اللهِ هَبَطْ
لَولاكُمُ لم يُقبَل الفَرضُ ولا=رِحنَا لِبَحر العَفْو مِن أَكرَم شَطْ
أنتُم وُلاةُ العَهدِ في الذَّرِّ ومَن=هَواهُمُ اللهُ علينا قَد شَرَطْ
مَا أَحَدٌ قَايَسَكمُ بِغَيرِكم=ومَازَجَ السُّلسُلَ بالشرب اللَّمَطْ
إلاَّ كَمَن ضَاهَى الجِبالَ بالحِصَا=أو قَايَسَ الأبحُر جَهلاً بالنُّقَطْ
صُنْوُ النَّبي المصطفى والكَاشِفِ=الغَمَّاء عَنه والحُسَام المُخْتَرَطْ
أوَّل مَن صَامَ وصَلَّى سَابقاً=إلى المَعَالي وَعَلى السِّبْقِ غُبِطْ
مُكَلِّمُ الشَّمسِ ومن رُدَّتْ لَه=بِبَابِلَ والغَربُ مِنها قَد قبطْ
ورَاكَضَ الأرضَ ومن أنْبَعَ للعسكَرِ=مَاءَ العَينِ في الوَادي القَحطْ
بَحرٌ لَديه كُل بَحرٍ جَدْولٌ=يَغرُف مِن تَيَّارِه إذا اغْتَمَطْ
وليثُ غَابٍ كُل لَيثٍ عِندَهُ=بِنَظرَة العقلِ صَغيراً إذ قلطْ
باسِطُ عِلم الله في الأرض ومَن=بِحُبِّه الرَّحمَنُ للرِّزقِ بَسَطْ
سَيفٌ لوَ انَّ الطفلَ يَلقى سَيفه=بِكفِّه فِي يومِ حَربٍ لشمطْ
يَخطُو إلى الحَربِ به مُدرعاً=فَكَم به قَدْ قَدَّ من رجس وقطْ
وَهو لِكُلِّ الأوصياء آخِرٌ=بِضبطه التوحيدَ في الخَلقِ انضبَطْ
بَاطِنُ علم الغيب والظاهر في=كَشف الإشارات وقُطب المُغتبطْ
أحْيَى بِحَدِّ سَيفِه الدِّين كما=أماتَ ما أبْدَع أربابُ اللَّغَطْ
مُفَقِّهُ الأُمَّة والقاضي الذي=أحاطَ مِن عِلم الهُدى مَا لم يُحَطْ
والنَّبأ الأعظم والحُجَّة والمِحنَةُ=والمِصباح في الخطْبِ الورطْ
حَبلٌ إلى اللهِ وبابُ الحِطَّة=الفَاتِح بِالرشدِ مَغَالِيقَ الخطَطْ
والقَدَمُ الصدق الذي سِيْطَ به=قَلب امرئٍ بالخطواتِ لَم يسطْ
ونَهر طَالوت وجَنبُ الله=والعَينُ التي بنورها العَقلُ خبطْ
والأُذُن الواعية الصمَّاء عن=كُل خَنا يَغلُط فيه مَن غَلَطْ
حُسْنُ مآبٍ عِندَ ذي العرش ومَن=لَولا أيَادِيهِ لَكُنَّا نَختَبِطْ