شعراء أهل البيت عليهم السلام - ضفتي محراب

عــــدد الأبـيـات
45
عدد المشاهدات
1787
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
29/04/2010
وقـــت الإضــافــة
1:07 صباحاً

الجرح يسكر تارة ويطيب = ما إن تقادمه الزمان يغيب والجرح في لغة الجراح نوافذ = يشتد في ندباتها المكتوب والجرح تندمل الضفاف بوقته = لكن جرحك يا علي عجيب ما زال في الأصداء يغتسل الصدى= كعيون مصلوب نراه يؤوب للوحي رجعٌ بانبثاقه مذ هوى = فوق ارتفاعك صارم منهوب (فتهدمت) لغة تفتح صوتها = مازال ينزفها المدى المقلوب ما انسل من حدّ الحسام تدفقا = كلا فان حديده معطوب بل ُشجّ من عفن الضمير لزمرة ُ = قلبت عليك يشوبها التضبيب سكبت بكأس الدهر لون غضابها= فإذا الجراح عقائد وشعوب مازال يلفحها الضلال بسمه = فيفحها عبثا بها الأسلوب في كل يوم طلقة تدمي له = ومديّهم يغري بها التقريب كف تجاذبت الضفافَ فأيها = تعلي الصراخَ يثيبها الترغيب فتشت والترهيب يصنع لونها = ورمادها مما يذرّ عصيب سبقت إلى الفوضى تقود قطيعَها = ليعود للحقل الخصيب جديب طبعت على الجرح الصراعَ فبعضه = طعن وبعضُ _يشبه التغريب حتى إذا ُعصر اللظى في جوّه = ضعف البيان وُفوّز المغلوب لله من جرح تمثل عَالَمَا = تمضي الجراح وجرحه مشبوب ليميت بالطعنات كل مديهم = ويثور جرح نازف ورطيب ما إن تلامسه القلوب بحزنها = تنداح فيه مرارة ولهيب فأصيخ للرمق الذي فيّا ارتمى = والليل مغبر النجوم كئيب فأفيق في لقياه نقش عقيدة = وظلال هديه موثق معصوب كم هالني وجعٌ يشد بناظري = نزف المدار وكوبه مصبوب فوددت لو أحياه لون تمازج = في وحيه لا رنة ونحيب لألوذ في سكناه أكتشف الضنى = أو ما يكاد مع الدماء يذوب فيبوح ملح الجرح عما قد زوي = في القلب لحظة إن رآه طبيب لابد من يوم يجيء شقيها = فيريح من أعباءه المتعوب ويضيء ذاك الجرح بعض لواعج = ويرنّ في الدهر الشقي هروب سبحانك اللهم كيف بعثته = بين الجراح وحزنه مقلوب قد (فزت) في وعر الطريق كأنها = جهة يرف شمالها وجنوب وقفت بمفترق الدروب وحولها = طافت تجاذبها عليه قلوب يسمو فيمنحنه الضياء نبوءة = ومدى النبوة بابها يعسوب ليهدأ الخفقات بين حقيقتي = وجلاد قلبها خائر وسليب فيعود والتاريخ شاطئ مترف = رخو البناء يصوغه التكذيب عجبا كمرآة السماء يحوطنا = وجعا ودمع المقلتين خصيب فإذا برحمته الرضية في البكا = أفق تكَشّفَ سرُه المحجوب في كل شطر من دماه تلاوة = تطفو وأعماق بهن غيوب يلد الصباح إلى الحياة كأن في = آهاته نبع السنا مصلوب ما جف لحظة رغم ألف مُحاصر = والفجر في درب الدجى منصوب مازال كالقلم المغرد بالهدى = يلتذّ في كف الهوى ويذوب يتتبع الأقدار حيث تجسمت = فيه " اسألوني " والجواب قريب فإذا السماء و قد تكشّف أمرها = في ضفتيه مع الشموس ثقوب وإذا به كون يطلّ على الهدى = والوحي في أرجاءه مكتوب إيهٍ لجرحك يا علي (فلا فتى) = إلاك يقبلُ جرحُك الموهوب ألقى رسالته الزكية للدمى = ليعود في آلاءه ويذوب سيؤذن المحرابُ كعبةَ ربه = حتى يكاد البيتُ فيه يؤوب
Testing