مصرع الفجر في مصرع أمير المؤمنين (ع)
أشـــــرق الــفــجـر.. مــثـخـنـاً
بــالـجـراحِ راعـــشــاً: تـــحــت مــخــلـب
الــســفّـاحِ
يــــا لــهـول الـصـبـاح: مـــا ائـتـلـق
الــنـو ر بــــأفــــق، إلاّ انــــطــــوى
لـــلـــنــواحِ
وتـــغــشَّــاه مـــــــن ظــــــلام
لــيــالـيـه ضـــبـــابٌ يــســتــلُّ زهــــــو
الــصــبــاحِ
كــلـمـا أومــــأت يــــداهُ.. لــنـبـعٍ
يــبـعـث الــخــصــب فـــــي الـــربــى
والــبــطـاحِ
واطــمــأنَّــت بــــــه الــحــيــاة..
تـــديـــر الـــكـــأس مــــــلأى بـــنــوره
الـــوضــاحِ
أومــــــأ الــلــيــل لــلــرمــال
لــتــجـتـاح صـــفـــاء الــســنــا ولـــطــف
الـــمــراحِ
هــكــذا يــبـدأ الـصـبـاح ويــهـوي
الـنـسـر، مـــــــن وكـــــــره مــهــيــض
الــجــنــاحِ
حـــامـــلاً روعـــــة الــســمـاء،
وعــيــنـاه الـــتــفــاتٌ إلـــــــى ربـــيـــع
الــكــفــاحِ
أيُّ نـــســـر.. هـــــذا الـــــذي
اســتـقـبـل الـصـحـراء.. بـالـنـور والــهـدى
والـسـمـاحِ
وجـــــرى يــسـتـحـثُّ قــافــلـة
الـــركــب إلــــــى رونــــــق الــضــحــى
الــلــمّــاحِ
ونــشـيـد الإيــمـان يـنـسـاب مـــن
نــجـوا ه.. كــالـحـلـم فـــــي جـــفــون
الــمِــلاحِ
يــلــهـب الـــشــوط كــلــمـا ازورَّ
عـــنــه ســـابــقٌ خــشــيـة الــلــظـى
والــصـفـاحِ
.. إنـــــــه الـــفــاتــح الــــــذي
يــبــعــث الــرحـمـة.. فــــي كــــل خــافـقٍ
مـلـتـاحِ
هــمَّــه أنْ يــمــدّ أروقـــة الــنـور
ســلامـاً عـــــلـــــى الـــحـــمـــى
الــمــســتــبـاحِ
ويـــــزف الإســـــلام لــلـمـوكـب
الآتــــي نــــظـــامـــاً يـــــمـــــوج
بـــــالإصـــــلاحِ
أيُّ نـــســـر.. هــــــذا الــــــذي
اقــتــحـم الـقـمّـة.. فـــي غــمـرة الـجـهـاد
الـصـراحِ
واســتــثــار الــيــنـبـوع مــنــهــا
لــيـنـهـلَّ ربــيــعــاً عـــلـــى الـــرحــاب
الــفــسـاحِ
والــشــبـاب الــطـلـيـق مــــلء
جـنـاحـيـه يُــــحــــيّـــي طـــــلائـــــع
الإصـــــبـــــاحِ
وعــــلــــى ثــــغـــره نـــــــداءُ
حــــيـــاةٍ تـــتـــهــادى فـــــــي عــــالـــم
فــــيّـــاحِ
يـــمـــلأ الـــحـــب روحـــهـــا
ويـــطــوف الــفـكـر فــــي أفــقـهـا طـلـيـق
الـجـنـاحِ
حــيــث لا الـبـغـي يـحـشـد الــهـول
فـــي الأرض، ولا الــظــلـم يــزدهــي
بــالـسـلاحِ
يـــــا أمـــيــر الإســــلام: نــهـجـك
حــــيٌّ خـــــالــــدٌ فـــــــــي قـــــــــرارة
الأرواحِ
أنـــــت أطــلـقـت فــنّــه فــــي
رحــــاب الــــحـــق أنـــشـــودةً لـــكـــل
صـــبـــاحِ
وتـــلـــفّـــت نـــحـــونـــا.. مــــــــن
وراء الـــدهــر.. تــخــتـط صــفــحـة
الإصــــلاحِ
لــتــعــيـد الـــحــيــاة فـــيــنــا..
كــيــانــاً ثــــائـــراً فـــــــي عــزيــمــةٍ
وطـــمـــاحِ
يــتــخـطـى الــطــريــق فـــــي
زحـــمــة الــهــو ل.. وفــــي كــفـه لـــواء
الـنـجـاحِ
ونــظــامــاً لــلــحـكـم، يــصــفـع
بــالــنـو ر.. قـــــنــــاع الـــمـــهــرّج
الـــســـفــاحِ
يــتــهـادى لــيــفـرش الـــــدرب
بـــالــورد أمــــــــــام الـــمــنــاضــل
الـــطـــمَّـــاحِ
فــيـريـنـا أنّ الــتــعـاون فـــــي
الــعـيـش ســـــــلاح يُـــــــزري بــــكـــل
ســـــــلاحِ
كـــــلُّ فـــــرد مـــنّــا أمـــــام
الــضـمـيـر الــــحــــر، راعٍ لــشــعــبـه
الــمــســمـاحِ
ونــــذيـــرٌ إن قـــنَّـــع الــبــغــيُ
وجــــــهَ الـــحــق، واخـــتــال بــالـفـجـور
إبــاحــيِ
هــكــذا كــنـت دفــقـةً مـــن شــعـاع
الله فــــاضـــت عـــلـــى نــشــيــد
الـــفـــلاحِ
فـــــــإذا أنـــــــت والــســفـيـنـة
فــــــي الــبــحــر.. تـــمـــدُّ الــحــبــال
لــلــمــلاَّحِ
يـــــــا أمــــيـــر الــمــؤمـنـيـن
عــــــادت لـيـالـيـنـا ســـكــارى بــخــمـرة
الأقــــداحِ
الــشــعــاع الـــــذي ســكــبـت
بــدنـيـاهـا تـــلاشـــى فـــــي عــاصــفـات
الـــريــاحِ
والــحــيــاة الـــتـــي أثـــــرت
جـنـاحـيـهـا بـــيـــنــبــوع روحــــــــــك
الــــنـــضَّـــاحِ
عـــثـــرت فــــــي الـــســـرى
بـــأحـــلام مـاضـيـها.. فـحـنّـت إلـــى كــؤوس
الــراحِ
واســـتــدارت إلـــــى ســــرابٍ
يــطــوف الــوهــم فــــي بــرقــه رقــيـق
الــوشـاحِ
وتــنــاســت عـــهــداً تَـــهــلُّ
حــواشــيـه، بــــعــــطـــر الــــنــــبـــوّة
الـــــفـــــواحِ
حــيــث كــانــت عــقـيـدةٌ تــــدع
الــصـف جــحــيــمـاً مـــرّوعـــاً فــــــي
الـــســـاحِ
وقــريــشٌ فـــي غــمـرة الــحـرب
تــرنـو فـــــي ذهـــــولٍ إلــــى نــذيــر
الــكـفـاحِ
وإذا بـــالـــســمــاء تـــنـــفـــح
بـــــــــدراً بــــوســــامٍ مـــــــن آيــــهـــا
الـــنــفّــاحِ
وإذا أنـــــت تــخــتـم الــفـتـح
بـالـتـكـبير.. رمـــــــــــزاً لـــــروعـــــة
الإصـــــبـــــاحِ
يــــــا أمـــيـــر الإســــــلام عـــــاد
لـــنــا الــتــاريـخ.. يـــــروي حــكــايـة
الإصــــلاحِ
فـــــإذا «الـمـصـلـحـون» بـــيــن
فــريــقٍ يــتــرع الــكــأس مـــن دمـــاء
الأضــاحـي
وفـــريـــقٍ يــخــتــط خـــلـــف
مــبــاديـه طـــــريـــــق الــــنـــجـــاة
لـــــلأربـــــاحِ
.. وكـــمـــا تــعــهــد الــحــيــاة
جــــــرى الـــدهـــر عــلــيـنـا بــبــؤسـه
الــمـجـتـاحِ
فـــإذا نــحـن فـــي مــتـاهٍ مـــن
الـعـيش، نُــــــغـــــذّي كـــيـــانـــنــا
بـــالـــصــيــاحِ
بـــيــن فـــقــرٍ يـسـتـنـزف الــــدم
فــــي الــعـرق.. وجــهـلٍ يـمـتصُّ حُـمـرَ
الـجـراحِ
ونـــفـــوسٍ ضــعــيـفـةٍ تــتــلــوّى
فـــــي خــــنـــوعٍ عــــلـــى ســعــيــر
الـــنـــواحِ
وكــــيـــانٍ ضــــحـــلٍ يَــــعُـــبُّ
مـــــــن الــمــاضــي بــقــايــا ثــمــالـة
الأقـــــداحِ
وخـــيـــالٍ تــثــاءَبــت فــــــي
مــجــالـيـه طـــــيــــوف الأتـــــــــراح
والأفـــــــــراحِ
ووقــفــنــا عـــلــى الــطــريـق
حـــيــارى نـــتـــمــلّــى تـــــواثـــــبَ
الأشـــــبـــــاحِ
ونــنــاجــي الــطــلــول فـــــي
وحـــشــة الــلــيــل بــألــحــان شـــاعـــرٍ
صــــــدّاحِ
ثــم جــاء الـغـريب فــي غـفوة
الـماضي.. وصـــــــمــــــت الــــعــــقــــول
والأرواحِ
ورآنـــــــا، كــــمـــا يـــــــروم،
شــيــاهــاً تـــتــرامــى عــــلـــى يـــــــد
الــــذبّـــاحِ
لــيـس فـيـنـا مـــن يـحـمـل الـعـمـر
فــي كــفــيــه.. قـــربــى لــنـهـضـةٍ
وصـــــلاحِ
فــمــضــى يـــحـــرث الــعـقـيـدة
فـــــي الـــلــيــل بــفــكــرٍ مـــدنّـــس
فـــضّـــاحِ
ويــريـنـا أنّــــا نــعـيـش بــأفـيـونٍ
يــشــلّ الــــحــــيــــاة فــــــــــــي
الــــــفـــــلاّحِ
وبــــأن الأديــــان لــــم تـــأت إلاّ
لــزمـانٍ مــــــضـــــى دجــــــــــي
الــــنـــواحـــي
... وكــمــا تـعـهـد الــسُّـرى هـــرع
الــقـو م.. فـــكـــانــوا فــــراشـــة
الــمــصــبـاحِ
وأفــاقــوا مــــن ســكــرة الــوهـم
يــرتـا دون مـــرعــاه فــــي الــنـهـار
الــضـاحـي
فـــإذا هـــم فـــي قــفـزةٍ تـخـنـق
الــروح بــــحـــمَّـــى هـــجـــيــرهــا
الــــلـــفّـــاحِ
وحـــيــاةٍ لــــم تـحـتـضـن غــيــر
شــــوكٍ يــنــشـد الـــــريَّ مــــن دمــــاء
الأقــــاحِ
ويــمــيــت الــنـشـيـد إن بـــــدأ
الــطــيـر يـــــــــــزف الــــصـــبـــاح
لــــــــــلأدواحِ
هــكــذا نــحــن فــــي الــحـيـاة..
مــجـالٌ لــــســـبـــاق.. ومــــــــــوردٌ
لـــــربــــاحِ
فــاطّـلـعْ فــــي رحـابـنـا شُـعـلـةً
تَــضـرى وعــــزمـــاً يُــثــيــر ســـمـــر
الــصــفــاحِ
وتــــألّــــقْ بــأفــقــنـا أمـــــــلاً
يــــبـــدو رقــــيـــقـــاً كـــالــكــوكــب
الـــلـــمّـــاحِ
فـعـسـى أن نــعـود فــي مـطـلع
الـفـجر.. إلــــــى فـــجـــرك الأغــــــرّ
الــضــاحــي