فـــــي الــمــرقـد الـحـسـيـنـي
هــنـا يــقـف الـخـاطـر
الـمـلهمُ ويــســكـت فــيــه
ويـسـتـسـلمُ
ويـسـترجع الـطرف عـن
قـصده فـيـغـشى فـيـنـهلُّ مــنـه
الــدمُ
هــنـا حــيـث يـرقـد رمــز
الإبــا وقـطب الـهدى الـمنقذ
الأعـظمُ
يـفيض عـلى الـكون مـن
روحـه حــنـانـاً مــتــى راح
يـسـتـرحـمُ
ويــرسـل أنـــواره فــي
الـفـضا فــيــشـرق عـالـمـنـا
الـمـظـلـمُ
ويــنــشــر فــيــنــا
تــعـالـيـمـه ولــكـن بـفـيـض الــدمـا
تــرقـمُ
هــنـا حــيـث يـرقـد ســرُّ
الإلــهِ وحـيث الـهدى، من أسىً،
مفعمُ
ترى الحق كيف ارتقى واستطال فـتـعـلم مـــا لـــم تـكـن
تـعـلمُ
وتـلـمـح فــي جـنـبات
الـضـريح دمـــــاء الــشــهـادة إذ
تُــلــثـمُ
وقــد قـام مـن حـوله
الـزائرون ونـار الأسـى فـي الـحشا
تضرمُ
وقــد عـكـفت حـولـه
الـنـائحات فـــهــذي تــضــجّ وذي
تــلـطـمُ
فـتـحـسـبه كـعـبـة
الـمـسـلمين وكـــل فــتـى مـنـهـم
الـمـحـرمُ
هــنـا سُـجِّـلـت لـلـهدى
صـفـحةٌ مــن الـحـق، مــا خـطها
مـرقمُ
تـلاها عـلى الـكون سـبط
الـنبي فــشــع بــهـا الـمـنـهج
الأقـــومُ
وأرسـلـهـا فـــي الـهـدى
دعــوةً تــبـيـن الــصـواب بــمـا
تــرقـمُ
وشــيّـد صـــرح الــهـدى
بـعـدما أزال قــــواعــــده
الـــمــجــرمُ
وعـلّـمنا كـيـف تـفـدى
الـنفوس وكـيـف يـمـوت الـفتى
الـمسلمُ
وكــيــف تُـــراق دمـــاء
الأبـــي تـــجــاه الــعـقـيـدة إذ
تُــهـضـمُ
ويـــا نـهـضـةٌ خـلـدتها
الـسـنون ودار بـــهــا الــفـلـك
الأعــظــمُ
أعـيـدي عـلـى مـسمع
الـكائنات حــديــث الأُبـــاة ومـــا
قــدَّمـوا
عـسـى يـعـلم الـنـفر
الـجاهلون بـمـا اسـتنكروه ومـا
اسـتعظموا
ومـــا زعــمـوا فـيـه أن
الــرواة قــــد أخَّـــروا فــيـه أو
قــدمـوا
أعـيدي فـعندك فـصل
الـخطاب وعــنــدك يُـسـتـوضـح
الـمـبـهمُ
ويـــا ســيِّـد الـنـفـر
الـنـاهـضين تـعـالـيت عــن كــل مــا
يـنـظمُ
وقُـدسّتَ عـن أي يـحيط
الخيال بـــذاتـــك خـــبــراً
ويـسـتـعـلـمُ
مـثـلـتُ إلــيـك أمـــام
الـضـريح فـــــلاح لـعـيـنـي مــــا
يــؤلــمُ
وقــبّـلـت فــيــه دمــــاً
زاكــيــاً أريــــق، وقــــد راح
يـسـتـظلمُ
ورتـلـت ذكــراك حـيـث
ارتــوى بـهـا الـعـقل والـخـاطر
الـمـبهمُ
ومــرّت عـلـى خـاطري
الـذكريا ت تُـبِـين الـحديث فـيشدو
الـفمُ
وأرسـلـت طـرفي نـحو
الـضريح لأ نــظـر مـــا ضـــمّ، أو
يـكـتـمُ
فــردّ وقــد فــاض عــن
مـدمـع هـــــو الــــدرُّ كــلَّـلَـهُ
الــعـنـدمُ
تــــراءت لــــه وســطـه
جــثـةٌ هـــوت فــوق مـنـحرها
الأنـجـمُ
وقـــد ضــرِّجـت بـنـجـيع
الـدمـا وقــد رُكِّــزت وسـطـها
الأسـهمُ
وأبـصـرت طـفـلاً كـزهـر
الـربيع تــفـتَّـح عــــن نـــوره
الـبـرعـمُ
غـفـا فــوق صـدرٍ كـان
الـسهام عــلـيـه طــيـور الـمـنـى
حـــوّمُ
وراحـــــت تــقــطِّـع
أوداجـــــه وتــقــسـو عــلـيـه
فـيـسـتـرحمُ
ســهــامٌ يـسـددهـا
الـظـالـمون فــتـجـذم مــنـهـن مـــا
تــجـذمُ
فـــرّن بــأذنـي صــدىً
مـرسـلٌ مـــن الــقـدس، لـكـنـه
مـبـهـمُ
هــنـا حــيـث يـرقـد ســر
الإلــه وحـيث الـهدى مـن أسـى
مفعمُ
ورحـت إلى حيث يجري
الشباب «نـزيـفـا إلـــى الله
يـسـتظلمُ»
فـأبـصرت فـيه كـغصن
الـرياض فــتـى جـــذّ أشــلائـه
الـمـخـذمُ
تـهـاوت عـلـى سـاعـديه
الـنـبال وراحــــت تــضــجّ
وتـسـتـطـعمُ
وأهــوت عـلـى صــدره
تـشتكي ظـمـاها.. فــروّى حـشـاها
الـدمُ
فـيـا نـهـضة الـحـق ثــوري
فـقد أُبــيــح الــحـرام، وكُـــمَّ
الــفـمُ
وســـاد الـفـسـاد.. فــلا
مـصـلحٌ يُــرجّــى هــنــاك، ولا
مــسـلـمُ
وجـــار عـلـى الـشـعب
حـكـامه ولـم يـبق فـي الـقوم من
يرحمُ
وراح الــضــعــيــف
بــــآلامــــه يــئــن.. ولــيــس لــــه
بـلـسـمُ
وأُخــرس ذاك الـيـراع
الـجـريء ولــــم يــبــق يــنـفـع الا
الـــدمُ
أعـيـدي عـلـى الـكون يـوم
الإبـا بــجــيــش يـــفــلُّ ولا
يـــهــزمُ
لـتـخـفـق فــــوق الــمـلا
رايـــةٌ يــوحــدهـا الـــحــق إذ
يــقــدمُ
ويــزهـو بــهـا الـعـدل
مـسـتعلياً ويـعلم مَـن قـد عـتوا.. مـن
هُـمُ