في مدح الإمام زين العابدين (ع)
لـجرحك فـي الأرض وقع
المطر وصـوتـك فــي كــلّ عـصر
قـدر
وظـلّـك فــي كـلّ خـصب
غـمام وروحــك فــي كـلّ جـدب شـجر
ومــن ألــف عـام إذا مـا
ذكـرت تــحـرّك فـــي كــلّ قـلـب
وتــر
فـتـورق عـند الـجفاف
اخـضراراً وتـشـرق فــي كــلّ لـيـل
قـمـر
فــتـمـلأ بـالـوجـد روح
الــزمـان وتـنـفـض عـنـهـا بـقـايـا
الــخـدر
فــيـا ابــن الـنـبيّ وقــد
قـاربـت مـعـانـيك مـنـه الـمـعاني
الـغـرر
ويــا ابــن عـلي ويـا ابـن
الـبتول ويــا ابـن الـحسين سـراة
مـضر
جــمـعـت شـمـائـلها
الـزاكـيـات فـكـنت الـغـراس وكـنـت
الـثـمر
أبــا الـقيد مـن أيـن بـي أن
أمـر إلــيــك لا دنـــو وأيـــن
الـمـمـر
وكــلّ شـواطـيك صــارت
بـحاراً وبــحـرك لــيـس يـقـيـه
الـحـذر
فـيـا مـرهـقاً مــن ثـقيل
الـحديد كـسـرت الـزمـان بــه
فـانـكسر
ويـا مـتعباً مـن مـطاف
الرؤوس ويــا مـوجـعاً مــن سـهام
الـنظر
بــربّـك كــيـف وجـــدت
الـقـيود تــقــصـر لـــلــه درب
الــسـفـر
وكــيـف لـقـيت حـشـود
الـشـام تــرتـل بــاسـم الـنـبـيّ
الــسـور
وتــقـرع حـــول بـنـيه
الـدفـوف وتــرقـص رقـصـة عـيـد
الـظـفر
فــــرحـــت تــلـقـنـهـا
ديــنــهــا وتــوقـظ مـنـهـا عــمـاة
الـبـصر
وكـيـف جـعـلت الـصبايا
الـصغار حــزامــاً بـقـصـر يــزيـد
نـفـجـر
قـلـبـت الــشـام عــلـى
رأســـه ولـوحـت مــن كــلّ جـرح
شـرر
غــــزوت أُمــيــة فــــي
دارهـــا وجــلـت بـهـا وقـصـمت
الـظـهر
بــقـيـد أســــرت بـــه
آســريـك فـكـنت الـنـكال عـلى مـن
أسـر
ورحـــت تـرتـل صـمـت
الـقـيود بــصـرخـة جــرحـك لــمـا
نــغـر
إذا الـجـرح زمـجر حـول
الـطغاة وفـــوق شــفـاه الـمـنـايا
هـــدر
يـــلـــون أحــلامــهــا بـالـنـجـيـع ويـمـسخ مــن كــلّ طــاغ
حـجر
وكـــم جــائـر ظـــنّ أنّ
الـقـيود سـتـرفـعه فـــوق هــام
الـبـشر
ومـــا كـــان يـعـلـم أنّ
الـقـيـود ســتـنـزلـه لـحـضـيـض
الــقـعـر
تــعــالـى فــكـنـت لــــه
قــمّــة وأهـــوى فـكـنـت لـــه
مـنـحـدر
فــلـيـس يــزيـد ومـــن
ورثـــوه بـأظـلـم مــمّـن مـضـى
وانـدثـر
ولا ســيـفـه بــوريــد
الـحـسـين بـأقـطـع مــن قـولـة قــد
هـجـر
تــقـال جـهـاراً ووحــي
الـسـماء بــسـمـع الــنـبـيّ دوّى
وانـهـمـر
لــقـد مـلـئوا مـنـذ غــاب
الـنـبيّ ذحـــولاً وكــنـت لــهـا
الـمـنتظر
فـرحـت تـحـشد ركــب
الـزمـان وراءك يــقـرع جـــرس
الـخـطر
لـتـعـصـف بـالـتـركـات
الـثـقـال وتــصـرخ بـالـظـلم أيــن
الـمـفر
وحـولـك يـنـزف جــرح
الـحسين لـيـشعل فــي كــلّ عـصر
سـقر
مـلـكـت الـقـلـوب فـمـن
كـاتـم لــحـبّـك فــيـهـا وبــعـض
جــهـر
وحـيـن اخـتـبرت نـوايـا
الـنفوس وظــــلّ خــيـالـك فـيـهـا
ظــهـر
تــنـحّـى لــــك الــنـاس لا
آمـــر عـلـيـها ولا مـــن نـهـى أو
زجــر
ورحـــت بـوجـهـك وجــه
الـنـبيّ تـطـوف عـلى قـاب قـوس
قـدر
ولــيـس غـريـباً تـشـقّ
الـجـموع لـتـلـثـم ركــنـاً رســـا
واسـتـقـر
ولـكـن أرى مــن غـريـب الأُمـور لـلـثمك مــا قـام يـسعى
الـحجر
ســـلام عـلـيـك أســيـر
الــعـداة ســـلام عـلـيـك رهــيـن
الــكـدر
ســلام عـلـى الأعـيـن
الـذابـلات تـثـقـلـهـا جـــارحــات
الــسـهـر
أســيــر يــطـوف بـــه
آســـروه فـيـتـرك فـــي كـــلّ شـبـر
أثــر
ويـفـتـح بـالـقـيد قــصـر
الـشـام فــلـم يـبـق فــي قـيـده أو
يــذر
ويــرســم بـالـعـبـرات
الــرقـاق دمـــاء الـــردى ودمـــوع
الـعـبر
لـيـهزم بـالـسبي عـصـر
الـضلال ويـنـزل عــن عـرشـه مـن
غـدر
ولــــم أر مـــن قـبـلـه
فــارسـاً بــركـب الـسـبـايا غــزا
فـانـتصر