الشيب ينشر عمرا ثمّ يطويه الصاحب إسماعيل بن عباد الطالقاني
في مدح الإمام علي (ع)
الشيب ينشر عمراً ثمّ يطويه=والدهر يبعد همّاً ثمّ يدنيه
والحمد لله إذ كان المشيب على=دين التشيّع لا دين ينافيه
ولا أفضل إلاّ من تفضله=أفعاله وتزكّيه مساعيه
من كالوصي علي عند سابقة=والقوم ما بين تضليل وتسفيه
من كالوصي علي عند ملحمة=والسيف يأخذ من يهوى ويعطيه
من كالوصي علي عند مشكلة=وعلمه البحر قد فاضت نواحيه
من كالوصي علي عند مخمصة=قد جاد بالقوت إيثاراً لعافيه
باب المدينة لا تبغوا به بدلاً=لتدخلوها وخلوا جانب التيه
كفو البتول ولا كفو سواه لها=والأمر يكشفه أمر يوازيه
يا يوم بدر تجشم ذكر موقفه=فاللوح يحفظه والوحي يمليه
وأنت يا أُحد قل ما في الورى أحد=يطيق جحداً لما قد قلته فيه
براءة استرسلي للقول وانبسطي=فقد لبست جمالاً من تولّيه
وإن رجعت إلى يوم الغدير وكم=من مفخر فيه أحكيه وأرويه
وكان هارون موسى لو تبينه=من قد غدا النصب دون الرشد يعميه
ولو كتبت الذي حاز الوصي لما=كان البساط بساط الأرض يكفيه
يا سيّدي يا أمير المؤمنين لقد=علقت منك بحبل لا أخليه
أصبحت مولاي لا أبغي بها بدلاً=أهدي له المدح مدحاً فاز مهديه