في رثاء سيد الشهداء (ع) الصاحب إسماعيل بن عباد الطالقاني
في رثاء سيد الشهداء (ع)
عين جودي على الشهيد القتيلِ=واتركي الخدّ كالمحيل المهيلِ
يا بني المصطفى بكيت وأبكيت=ونفسي لم تأت بعد بسولي
ليت روحي ذابت دموعاً فابكي=للذي نالكم من التذليلِ
فولائي لكم عتادي وزادي=يوم ألقاكم على سلسبيلِ
لي فيكم مدائح ومراث=حفظت حفظ محكم التنزيلِ
قد كفاها في الشرق والغرب فخراً=أن يقولوا من قيل إسماعيلِ
ومتى كادني النواصب فيكم=حسبي الله وهو خير وكيلِ
ذي صُدورهمُ لبغض المصطفى=تَغلي على الأهلينَ غَليَ المِرجَلِ
نَصَبت حقودُهمُ حروباً أدرَجت=آلَ النبيِّ على الخُطوب النُّزَّلِ
دَبَّت عقاربُهم لصنوِ نبيِّهم=فاغتالَه أشقى الورى بتَخَتُّلِ
أجرَوا دماء أخي النبيِّ محمدٍ=فلتُجرِ غربُ دموعها ولتهملِ
ولْتصدر اللعنات غير مُزالةٍ=لعِداهُ من ماضٍ ومن مستقبِلِ
لم تَشفهم من أحمد أفعالُهم=بوصيِّهِ الطهر الزكيِّ المُفضَلِ
فتجرّدوا لبنيهِ ثمّ بناتهِ=بعظائم فاسمَعْ حديثَ المقتلِ
مَنعوا حسينَ الماءَ وهْو مجاهدٌ=في كربلاءَ فنُح كنَوحِ المُعوِلِ
منَعوه أعذبَ منهلٍ وكذا غداً=يُردَونَ في النيرانِ أوخمَ منهلِ
يُسقَون غِسليناً ويُحشَرُ جمعهُم=حشراً متيناً في العقابِ المُجمَلِ
أيُجَزُّ رأسُ ابن الرسول وفي=الورى حيٌّ أمامَ ركابهِ لم يُقتَلِ
تُسبى بناتُ محمدٍ حتّى=كأنّ محمداً وافى بملّةِ هِرقَلِ
وبنو السِّفاحِ تحكّموا في أهلِ=حَيَّ على الفلاحِ بفرصةٍ وتَعجُّلِ
تُمضي بنو هندٍ سيوفَ الهندِ في=أوداجِ أولاد النبيِّ وتعتلي
فأرى البكاءَ مدى الزمان مُحلَّلاً=والضحكَ بعد السِّبط غيرَ مُحلَّلِ
قد قلتُ للأحزانِ دومي هكذا=وتَنَزَّلي بالقلب لا تَترحَّلي
يا شيعةَ الهادينَ لا تتأسّفي وثِقي=بحبل الله لا تتعجّلي
فغداً تَرَونَ الناصبينَ ودارُهُم=قَعرُ الجحيمِ من الطِّباق الأسفلِ
وتُنعَّمونَ مع النبيِّ وآلهِ في=جنّةِ الفردوسِ أكرمِ مَوئلِ