في توحيد الله وصفاته الصاحب إسماعيل بن عباد الطالقاني
في توحيد الله وصفاته
ومن كان بالتشبيه والجبر دائنا=فإني في التوحيد والعدل أوحدُ
أنزه ربَّ الخلق عن حدّ خلقه=وقد زاغ راوٍ في الصفات ومسندُ
فهذا يقول الله يهوي ويصعد=وهذا لديه الله مذ كان أمردُ
وآخر قال العرش يفضل قدره=وأوهم أن الله جسم مُجَسّدُ
وآخر قال الله جسم مجسّم=ولم يدر أن الجسم شيء محدّد
وأن الذي قد حُدّ لا بد مُحدَث=إذا ميّز الأمر اللبيب المؤيّد
لقد زعموا ما ليس يعدوه مشرك=وقد أثبتوا ما ليس يخطوه ملحِد
وقلنا بأن الله لا شيء مثلُهُ=هو الواحدُ الفرد العليّ الممجّد
هو العالِم الذات الذي ليس محوجاً=إلى العلم والأعلام تبدو وتشهد
وليس قديماً سابقاً غيرُ ذاته=وان كان أبناءُ الضلال تبلّدوا
أتانا بذكرٍ محكمٍ من كلامه=هو الحجّة العليا لمن يتسدّد