إذ كنت ذا عين
السيد أبو بكر بن شهاب الحضرمي
إذ كنت ذا عين إلى المجد رامقه = ونفس إلى أسمى المراتب تائقه
عليك بحب المصطفى من بهديه = ودعوته نجى الجليل خلائقه
وأيّده بالمعجزات فأصبحت = براهينه للشرك بالحق ماحقه
وحب الوصي المرتضى حيدر الذي = له هجمات في المواقف خارقه
وتعظيمك الزهراء سيدة النسا = فليس لها منهن في الفضل لاحقه
وحب الشهيدين اللذين اعتدت على = حياتهما غلف من الدين مارقه
وأولادهم حمّال أسرارهم وحافظي = الدين من كيد الفئات المفارقة
وهم كابر عن كابرٍ قد توارثوا = غوامض علم المصطفى وحقائقه
أولئك أهل البيت والعترة الأولى =بفضلهم الآيُ الكريمة ناطقة
وعن جدهم قد جاء أن وجودهم= أمانٌ لئلاّ تصبح الأرض غارقة
وأن محبيهم بيوم الجزاء في= معيتهم إذ راية الحمد خافقة
ومبغضهم حشو الجحيم وهل ترى= لهم مبغضاً إلا القلوب المنافقة
وكم أورد الحفَّاظ أخبار فضلهم = بنقل أبانوا عزوه وطرايقه
ألوف من الأعلام دانوا ودوّنوا = جلائل ما امتازوا به ودقائقه
بتقبيل أيديهم نوال المنى لمن = له نيّة التعظيم للمجد سائقه
ولكن إذا لم يرضه ابن فحبذا = ودعواه حقاً خلّة غير لائقة
فكن مخلصاً في حبهم كي تنير في = فؤادك من أفق العنايات بارقه
وإياك أن تصغي إلى ما تأوّلت = وما حرّفت حسّادهم والزنادقه
ففي الذكر لا أنساب في الحشر بينهم = وجاءت أحاديث الرسول مطابقة
ولكنه استثنى وخصّصه بأن = أنسابه موصولة وعلائقه
وكم فسروا أمثال هذا بغير ما= يراد كما دانت بذالك البطارقه
فلا قدس الرحمن حزباً قلوبهم =وأقلامهم عن مهيع الحق آبقه
طغى بهم الكبر المشوم فناطحوا الجبال= أليس الصخر للراس فالقه
رأوا صادق الأنباء غير موافق = هواهم فخاضوا في ضلال الأزارقه
إلى ضوء نار النصب يدعون جهرة = وينهون عن شمس الهدى وهي شارقة
وَمِن أنكر الأشياء لَوْمُ قبيحة = مشوَّهة عُشَّاقَ حسناء فائقه
كحُمْرٍ بسيما الصافنات تظاهرت = ولكنها حول المعالف ناهقه
وكم جاوروا جهّال قوم فأفسدوا = عقائدهم والنار للجار حارقه
ولو أقلعو عن غيّهم لتبوّؤا = منازل مجد بالثواب لاصقه
صلاة ً على الهادي وعترته ومن = بحبهم أرضى المهيمن خالقه
ولعنته تترى على كل فاسق = يرى بغض أهل البيت ديناً وفاسقه