ينظم في مدح الإمام علي (ع)
أبو جعفر الأصفهاني الكرماني - إبن الأسود الكاتب
ينظم في مدح الإمام علي (ع)
أحيَا به سُنَن النَّبي وعَدله=فأقام دارَ شَرائِع الإيمانِ
وسقِي مَوَات الدِّين من صوبِ الهُدى=بعدَ الجدوب فقرن في العمرَانِ
وتفرَّجَت كَربُ النّفوسِ بِذِكره=لمَّا استفاضَ وأشرقَ الحرمانِ
صَلَّى الإله على ابن عَمِّ مُحمَّد=منه صَلاة تعمّدٍ بِخِتانِ
وبه تنزَّل إن أُذنَي وَحيه=للعِلم واعية فَمن سَاوَاني
وله إذا ذكر الفخَارُ فَضيلة=بَلَغَت مَدَى الغاياتِ باستيقانِ
إذ قال أحمَد إنَّ خَاصِفَ نَعله=لَمُقاتِل بتأوّل القرآنِ
قوماً كما قاتلتَ عَن تَنزيلِه=فإذا الوَصِي بِكفِّه نعلانِ
هل بعدَ ذاك على الرشادِ دَلالة=من قاتل بِخِلافِه ومعاني
وله يقولُ مُحمَّدٌ أقضاكُمُ=هذا وأعلَمكم لَدَى التِبيانِ
إنِّي مدينة عِلمِكم وأخي لها=بابٌ وثيق الرّكن مِصرَاعانِ
فأتوا بُيوت العلمِ من أبوابها=فالبيتُ لا يُؤتى من الحِيطانِ
لولا مَخافة مُفترٍ من أمَّتي=ما في ابن مريم يَفترِي النَّصراني
أظهرتُ فيكَ مناقباً في فضلِها=قلبُ الأديب يَظلّ كالحَيرانِ
ويسارِع الأقوام منكَ لأخذ ما=وطئَتْه مِنكَ مِنَ الثَّرى العقبَانِ
مُتبرِّكين بِذاكَ ترأمه لهم=شمّ المَعَاطِس أيّما رئمانِ
وله بِبَدْرٍ إن ذكرْت بلاءَه=يوم يَشيب ذوائب الولدَانِ
كم من كميّ حَلَّ عُقدةَ بأسه=فيه وكَان ممنَّع الأركانِ
فرأى بهِ هصراً يُهابُ جنابه=كالضَيغَم المُسْتَبسِل الغَضْبانِ
يُسقَى مُمَاصِعه بِكأسِ منيَّةٍ=شِيبَتْ بِطعمِ الصابِ والخطبان