شعراء أهل البيت عليهم السلام - صبح الكرامة

عــــدد الأبـيـات
64
عدد المشاهدات
1873
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
13/04/2010
وقـــت الإضــافــة
7:57 مساءً

تَمْضِي العُصُورُ ومَجْدُ يومِكَ يَخْلُدُ = ألَقًا على أُفُقِ البَرِيَّةِ يُعقَدُ يومٌ أطلَّ على الوُجودِ حَضارةً = تُضفِي الحياةَ على رُؤاهُ وتُرفِدُ وَأعادَ لِلأجيالِ وَهْجَ عَلاقةٍ = حَفَلَتْ بمِا تَهوَى السماءُ وتُرشِدُ لِيَرِفَّ في الدُنيا الضِّياءُ فَطالما = أَضْنَى مَسيرَتَها المَتِيهُ المُجْهِدُ وَاسْتامَها لَيْلٌ كَأَنَّ سُدُولَهُ = شَبَحٌ يُخِيفُ السَّالِكِينَ ويَرْصُدُ وثَوَى بِكاهِلِها رُكَامُ ضَلالَةٍ = يَقْتاتُ باصِرَةَ الضميرِ وُيخْمِدُ وَجَثَتْ على أَنْفاسِها عَصَبِيَّةٌ = والجَوْرُ في رَبَوَاتِها مُسْتَأْسِدُ وَذَوَى رُواءُ الوَحْيِ في قَسَماتِها = فَكأنّها بعدَ النَضارةِ جَلْمَدُ باتَتْ كَمُلْتَحِفِ الهُمومِ يَلُفُّهُ = مَوْجٌ يَمُورُ مِنَ السّهادِ ويُزْبِدُ زَمَنًا تُسائِلُ:مَنْ سَيَقْتَلعُِ الضَنا ؟ = ومتى يَجِيءُ بمِنْ يُخَلِّصُني الْغَدُ؟ لَكِنَّهاعَرَفَتْكَ فَانْتَفَضَ الشَجَى = تَشكُو لَواعِجَها لَدَيْكَ وتَسْرُدُ يَامَنْ يَجُلُّ عنِ البَيانِ وذَاتُهُ = عَنْ وَصْفِ أَلْسِنَةِ البَصائِرِ أَبْعَدُ فَعَنِ الحقِيقةِ كنتَ أوّلَ صادِرٍ = نُورًا يَشِفُّ مِن البَهاءِ ويُوْقَدُ وعَرَجْتَ في أَصْلابِ كلِّ مُطَهَّرٍ = تُنْمِيكَ طاهرةٌ ويُنْجِبُ سَيِّدُ حتَّى بَزَغْتَ فكُنتَ أعظمَ آيةٍ = تُتْلَى،فَتَنْتَعِشُ الحياةُ وتُسْعَدُ جاءَتْ تزُفُّكَ لِلْوجُود بَشائِرٌ = يَاكَوْنُ ، قَد وُلِدَ النَبيُّ مُحَمَّدُ يَاكَوْنُ ، قَدْ وُلِدَ الذي يَهَبُ المُنَى = رُوْحًا، وقَدْ كانتْ تُسامُ وَ تُوْأَدُ يَاكَوْنُ أَسْرَجَتِ السماءُ مَنارَها = في الأرضِ ، فَانْتَشَرَ السَنا المُتَوَقِّدُ لِيُمِيطَ عنْ عَيْنَيْكَ أَغْشِيَةَ القَذَى = فَكأنّهُ لِشفاءِ طَرْفِكَ إِثْمِدُ ويَخُطَّ في دُنياكَ دَرْبًا لاَحِبًا = فيهِ العدالةُ والهُدَى والسُؤْدَدُ يَاكَوْنُ بارِكْ للكَرامةِ مَوْلِدًا = هُوَ لِلكمالِ ولِلقَداسَةِ مَوعِدُ نُورٌ لهُ الدُنيا تَخِرُّ مَهابَةً = وَلِصُبْحِ غُرَّتِهِ المَلائِكُ تَسْجُدُ نُورٌ على كَفَّيْهِ يَأْتَلِقُ الرَّجا = وعلَيْهِ آمالُ الخَليقةِ تُعْقَدُ وعلَى انْسكابِ خُطاهُ يَزدَهِرُ الثَرى = خَضِلاً ، فَينْتَعِشُ الجَدِيبُ الأجردُ وتَمِيسُ حَانِيةُ الغَمامِ تُظِلُّهُ = لُطْفًا ، فَيَرْتَعِشُ التُرابُ ويَبْرُدُ وتَضُوعُ مِنْهُ رَوائِحٌ أَخَّاذَةٌ = تَهْدِي إلى مَسْرَى النبيِّ وتُرْشِدُ أَلِفَتْ مَحَبَّتَهُ القلوبُ،وكَيْفَ لا ؟ = وَلُبابُ عُنْصُرِهِ حَيًا وَتَوَدُّدُ وَلَئِنْ شَجاهُ اليُتْمُ فَهْوَ أبو الوَرَى = والدُّرُّ أَثْمَنُه اليَتِيمُ المُفْرَدُ آواهُ فِرْدَوْسُ الزَعامةِ يافِعًا = يَرْعَى نَضَارَتَهُ الزعيمُ الأَوْحَدُ وَزَهَا بِرَيْعانِ الشَبابِ (وَعُودُهُ = رَيَّانُ مِنْ عبقِ النُّبُوَّةِ أَمْلَدُ)* وحُسامُهُ شَيْخُ الأباطِحِ عَمُّهُ = في قلبِ حامِيَةِ الضَلالةِ مُغْمَدُ يَخْلُو ، وخَلْوَتُهُ دَلِيلُ يَقِينِهِ = بِغَدٍ يجيءُ هوُ الغَدُ المُتَمَرِّدُ نَاجَى ، وفي نَجْوَاهُ أَلْوِيَةُ الهُدَى = خَفَقَتْ تَرِفُّ على السماءِ وتَصْعَدُ ودَعَا فَراحَ الصَّمْتُ يحتضِنُ الصَّدَى = لِتَذُوبَ فِيهِ عِبادَةٌ وتَهَجُّدُ طُوبى لِغارِ حِرَاءَ إنَّ فُؤادَهُ = اعْتَنَقَ النَّبِيَّ ،وكانَ فيهِ الموْعِدُ وَانْهَلَّ مُزْنُ الوَحْيِ في جَنَباتِهِ = وعَلَيهِ أرديَةُ السكينةِ تُعْقَدُ وسَما بِسابقةِ اللقاءِ فلمْ يَزلْ = يَشدُو بمجدِ عُلاهُ حتّى الفرقدُ فالغارُ نُورٌ ، والأمينُ مُبَلِّغٌ = والأمْرُ وَحْيٌ ، والرسُولُ محمّدُ يَاغَارُ ، صِفْ للعالَمِينَ عَلاقةً = فيها استشاطَ المُرجِفُونَ ، وعَربَدُوا وصَفُوكَ أنّكَ كنتَ مُعْترَكًا بِهِ = يَشْتَدُّ بَأْسًا جَبرَئِيلُ وأَحْمَدُ فَيَهُزُّهُ جِبْرِيلُ أَعنَفَ هِزَّةٍ = مِنها يُراعُ فُؤَادُهُ المُتَنَهِّدُ عَجَبًا !! وهلْ جِبريلُ إلاّ خادِمٌ = ومُحَمَّدٌ فوق البريَّةِ سَيِّدُ ؟ لكنَّهُ بَذَّ المَلائِكَ رفْعَةً = ُمذْ راحَ يَهبِطُ لِلِّقاءِ ويَصْْعَدُ يامَنْ أَطَلَّ على الحياةِ مَواسِمًا = خُضْرًا رُواءُ عَطائِها لا يَنْفَدُ وَهَمَى غَمامُ هُدَاكَ فَوْقَ رُبُوعِها = فَانْسابَ في الجَدْبِ الرَّبيعُ الأَغْيَدُ وقَبَسْتَ في حَلَكِ البَصائِرِ جَذْوَةً = تَسْتَلُّ ما نَسَجَ الظلامُ المُلْبِدُ وطَفقْتَ تَبْعَثُ لِلكرامةِ أمَّةً = كانتْ ، بنِيْرِ ضَلالَةٍ ، تسْتَعْبَدُ أَعْزَزْتَها، فأَضَأْتَ في أعْراقِها = هَدْيَ السماءِ مَشاعِلاً تَتَوَقَّدُ وغَرَسْتَ في دَمِها الشُّمُوخَ فأَيْنعَتْ = أَوْداجُها فَتْحًا يَغُورُ ويَبْعُدُ وبَنَتْ حَضارَتَها على هامِ الذُرى = يَحْمِي عَرينتَها هُدًى ومُهَنَّدُ لَكِنَّها هَجَرَتْ صِراطَكَ ، والمَدَى = يُوْهي العَزائِمَ منْ بَنِيهِ وَ يُخْمِدُ فَتَنَشَّبتْ فيها مَخالِبُ حاقِدٍ = والحِقدُ نارُ عَداوةٍ تَتوَقَّدُ أَنَّى اتَّجَهتَ وَجَدتَ جُرْحًا راعِفًا = عَبَثًا يُضَمِّدُهُ عَلِيل أرمَدُ فَكأَنَّها،والبَغْيُ يَنْخَرُ جِسْمَها = دَنِفٌ تَنِزُّ دِمَاهُ وهْوَ مُصَفَّدُ تَغْفُو على مَاضٍ أُبِيحَ شُمُوخُهُ = حتّى يَجِيءَ بِما يُخَبِّئُهُ الغَدُ ولوَانَّها اعْتَصَمَتْ بحبلِكَ لَمْ يَكُنْ = يَلْوِي أَعِنَّةَ رَأْيِها المُتَشَرِّدُ عَفْوًا أَباالزَّهراءِ إنَّ قَصِيدَتِي = خَجْلَى يَحِفُّ بِها القُصُورُ ويُقْعِدُ سَجدتْ بِبابِ عُلاكَ خاشعَةَ الرُّؤى = وعُلاكَ قُدْسٌ للبَيانِ ومَعْبَدُ وَلهَا بِمِحْرابِ الوَلاءِ مَعارِجٌ = وبِآيَةِ القُربَى هَوًى وتَهَجُّدُ وبِعِشْقِ كَوْكَبَةِ الإمامَةِ شَفَّها = وَلَهٌ ، وَلَوْعَةُ شَوْقِها لا تَبْرُدُ طافتْ بها الذِكَرى فأشعَلَتِ الهوَى = صُوَرًا تُرَفْرِفُ بالجمالِ وتُنْشِدُ لِتَزُفَّ ل المَهديَّ أروعَ باقةٍ = فيها تَرَقُّبُ فجْرِهِ مُتَجَسِّدُ فَغَدًا يَرِفُّ على الحَياةِ لِوَاؤُهُ = لِيُبِيدَ ما نصَبَ الطُّغاةُ وشَيَّدُوا وغَدًا يُعِيدُ الصُبْحُ ما سَلَبَ الدُّجَى = فيشِعُّ في الدُنيا السَّنَا المُتجَدِّدُ
Testing