صلاة الجمر والحنين
أمل الفرج
هيَّمت ُ روحي بروح ٍ ترتقي نَهْلا = مائيَّة ٌ نسَجَت ْ من نبضِها ظِلا
قدْ رفَّ مطلعُها حين َ الهطول ِ وذا = غديرُها مُثقل ٌ والنَهرُ لا يُبْلى
قد شاءَ أن يَهرقَ الأنظار في دِعةٍ = ما فارَ تنورُها إلا انطوَتْ نُجْلا
فكانَ أصدق ُما هَاجَ الفؤاد ُ بهِ = والصدق ُ فيه ِكعنقود ِ الهَوى أحلى
ما زالَ يأوي إلى لحْن ٍ يُهمهِمُهُ = في لحظة ٍ قرَّبتْني لاسمِه ِ وصْلا
في همسَة ٍ هَربتْ مني إلى أمَلي= إلى العليُّ الذي قد جَاءني مَهلا
قد عادَ يَغزلُني تِيهاً ألمُّ بهِ= تشرُّدي زمَنًا في صُورة ٍ خجلى
فمَن أنا؟.. آخرُ الآتين َ يحملُني = إلى هَديرِكَ موج ٌ مُتعب ٌ ضَلا
أراك َ والدرب ُ تأتي بي وتسكنني = منفى ً يلف ُّ ذراعيه ِ رؤى ً جذلى
فها أَرَاه ُ وفي آمَاله ِ وقفتْ= نبوّة ٌ بين أسراب ِ الدُعا حُبلى
وكعبة ٌ جدَّلتْ أستارَها شغفًا = كي يولدَ النورُ في أحضانِها طِفلا
أَحجَارُها عشِقتْ طُهْراً تعوَّدَ أن = يُلامسَ الغيبَ إذ ْ يعلو بهِ فَضلا
ووَقَّعَتْه ُ قلوبٌ بابتسامتِها = حتى تَلتْه ُ وصيًّا للعُلى أعلى
عليُّ يا مُطلَقَ الآيات ِ يا جِهَة ً = إلى السَّماء ِ بَنَتْ من هَدْيِها عَدلا
فالشوقُ تعصرُهُ الأرواحُ خالدةٌ = والعشقُ قد حَاصَرَ الدُّنيَا بما أدلى
وفي دَمِي تسكرُ الآصالُ رَاوَدَها = مني الحنينُ بنار ٍ جَمرُها صلَّى
يا قرِّبُوا اللهبَ الأذكَى وجذوتَهُ = يا حرِّقونِي هوىً في حُبِّه ِ الأغلى
دَعُوا فتاتاتِ أوجَاعي تُراهقُني = طهَارة ً لِعليٍّ والجَوى يُتلى
دَعُوا جراحيَ تسْتنبي منابعَها = فالجُرحُ هيَّأني كي أسألَ الرَملا
عن الحياة ِ التي مرَّتْ ب مُلهِمِها = في أوَّلِ الخلق ِ مَن يَهدِي لها الأصْلا
عن العليِّ الذي قد صَبَّ مولدُهُ = غُفرانَ عمر ٍ تهادى سَاكِباً نُبلا
عن الذي حرَسَ الدُّنيَا بحكمتهِ = والكونُ لم يهتد ِ إلا به ِ السُؤلا
أمدُّني نقطة ً مَسكُونة ً ولهً = ليومكَ المُنتهى في أحْرفي العَجلى
لُقيَاكَ يا أكبراً من شوق ِ جارحتي = لم يكتشِفْني لأفنى فيك أو أبلى
فخذ بكلِّي رفيفاً طعمهُ مطرٌ = وغيمة ً طارَحتْ من شوقِها الكُلا