شعراء أهل البيت عليهم السلام - بكاء قاصر مطلع شتاء

عــــدد الأبـيـات
0
عدد المشاهدات
1965
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
07/04/2010
وقـــت الإضــافــة
3:51 صباحاً

كُلُّ الوُعودِ بحَضْرَتِهِ تَتَهَدَّجُ
خَوفَ الجَفاف ِ
يُساورُها الشكُّ في صِدق مشوارها للوفاءْ...
كُلُّ المَزاراتِ,
حين يُطوِّقُ مَطلعُهُ طُرُقاتِ المدينة,
نائية ٌ عن تَشَوُّق زُوَّارها
و مُرَشَّحة ٌ للجَفاءْ...
سِوى ودجَيكَ الطليقَين في فلَوات الخلود
يُبَرعِمُ إثرَهما القُرْبُ
يَذرَع ُ إثرَهما الدفءُ كُلَ ملامِحِنا
ماسِكا ً دورانَ الفصول ِ بصدْق ِ تَدَفُّقِهِ
شاردا ً حولنا بالسكينة
رغمَ رياح الشتاءْ...
صاحِبَ الجسدِ المُتهتِّكِ دُونَ سَكِينتِنا
لم تَزلْ تعتريْنا سُكوتا ً إذا حانَ شكْرٌ
و في كلِّ مئذنةٍ لكَ ألْطافُ شكْر ٍ
بِلالُ مساجدِنا خالدٌ
صادحٌ برذاذِ وَفاكَ
و ما ثَمَّ شكْرٌ يُرَطِّبُ أفواهَنا نحنُ,
قُدِّسَ عن شكْرِنا نحنُ قُرْبُكْ...
***
سُبحانَ أعيُنِنا في عُبوس الحياةِ
إذا بَللَتْها إحتِراقاتُ خِدْرِكَ
فانفتقَتْ في الضياءْ...
سُبحانَ أنفسِنا في احتدام حِرابِ الحياةِ
إذا واعَدَتْها الهداية ُ
عند ضَياع صغارِكَ
عند فِرارِ النساءْ...
سُبحانَ إيمانِنا وسْطَ كل إباليسِ هاذي الحياةِ
بِصِدْقِكَ
حين إندلاقِ وُعُودِكَ مِن ودجيّ الرضيعِ
على راحَتَيكَ الدِماءْ...
سُبحانَ أعمارِنا هَدَرا ً تَتَقادَمُ في حَسرةٍ
حين تَلفَحُها الأمنياتُ الكليلة ُ:
"يا ليتنا نحنُ كُنا..."
و نحنُ خُلِقْنا بُعَيدَ انفجار الوجودِ بيومِكَ في كربلاءْ...
فَرَشْتَ لنا نحنُ هاذي الحياةَ سَلاما ً
و رُحْتَ تُضمِّخُ آفاقَنا بالصلاةِ
تَفِيضُ وضوءا ً على جارحاتِ الدُّنا الباقياتِ
فِراشُكَ تُرْبُكْ...
***
مُنبَسِطا ً أنتَ فوقَ شِكاياتِنا يا سَمِيَّ النَّدى
تَتَشَحَّط ُ في الدم
كلَّ دُعاءْ...
يا سَقَى اللهُ حاجاتِنا منكَ أكثرَ
ما قَط ُّ أقْلَعَ مِنَّا قُنُوتٌ لِأوْثَقَ
أصْدَقَ
أعْبَقَ مِن وَدَجَيكَ سَماءْ...
تَرَفَّقْ بنا
حين نأتيكَ من عَصْرِنا المُتحجِّرِ
نَسْألُ ألْطافَ ذِكْراكَ لَوْنا ً و طَعْما ً و رائحة ً
و حَمَاما ً يُعِيْدُ على جَوِّنا المُتعَفِّنِ دَرْسَ النَقَاءْ...
لَعَلَّ أبا فاضل ٍ ببَصِيرَتِهِ كان يَعْلَمُ أنَّكَ تَتْرُكُ جسْمَكَ في الأرض
كي نتهافتَ ظمْأى عليكَ
ففَجَّرَ قِرْبَتَهُ أمَلا ً في سلامَةِ جسمِكَ
فانداحَ نَهْران ِ مِنْكَ و مِنْها,
غَزيرٌ على جَدْبِنا ذاكَ نحنُ الظِماءْ...
و حَنانِكَ
ما ازدادَ جَدْبا ً تَحَجُّرُنا لَو نَفَتْنا العصورُ بِأبْعَدَ مِن هكذا
إنَّما ضاقَ مَحْجرُنا عن تَحَمُّلِ فَيْضِكَ
فاعْذرْ تَخَوُّفَنا مِن قُصُورِ البكاءْ...
تَلَطَّفْ بِنا
حين نُمْسِكُ عن بَوحِنا لكَ
خوفَ الرِّياءْ...
أيا مُخْلِصا ً
وَهَبَ الأفْقَ شَيبتَهُ
رفْقَها بِمَحاجِرِنا حين نَشْهَقُ: أنَّا نُحِبُّكْ...
Testing