سلا من سلا
أبو الحسن مهيار الديلمي البغدادي
سلا مَن سلا : مَن بنا استبدلا = وكيف محا الآخر الأولا
وأي هوىً حادث العهد أم = س أنساه ذاك الهوى المُحولا ؟
وأين المواثيق والعاذلات = يضيق عليهنّ أن تعذلا ؟
أكانت أضاليل وعدِ الزما = ن أم حلم الليل ثم انجلى ؟
وممّا جرى الدمع فيه سؤا = ل مَن تاه بالحسن أن يسألا
أقول « برامة » : يا صاحبي = مَعاجاً وإن فعلا : أجملا
قفا لعليل فإن الوقوف = وإن هو لم يشفه علّلا
بغربي « وجرةَ » ينشدنه = وإن زادنا صلةً منزلا
وحسناء لو أنصفت حسنها = لكان من القبح أن تبخلا
رأت هجرها مرخصا من دمي = على النأى علقاً قديماً غلا
ورُبّت واشٍ بها منبضٍ = أسابقه الردّ أن يُنبلا
رأى ودّها طللا ممحلا = فلفّق ما شاء أن يَمحَلا
وألسنة كأعالي الرماح = رددتُ وقد شرعت ذبلا
ويأبى « لحسناءَ » إن أقبلت = تعرّضها قمراً مقبلا
سقى الله « ليلاتنا بالغوي = ر » فيما أعلّ وما أنهلا
حياً كلما أسبلت مقلة = حنينا له عبرة أسبلا
وخصّ وإن لم تعد ليلةً = خلت فالكرى بعدها ما حلا
وفي الطيف فيها بميعاده = وكان تعوّد أن يمطلا
فما كان أقصر ليلي به = وما كان لو لم يزر أطولا
مساحبُ قصّر عني ا لمشي = بُ ما كان منها الصّبا ذيّلا
ستصرفني نزوات الهمو = م بالأرَب الجِدّ أن أهزلا
وتنحتُ من طرفي زفرة = مباردها تأكل المنصلا
وأغرى بتأبين آل النب = يّ إن نسّب الشعر أو غزّلا
بنفسي نجومهم المخمَداتِ = ويأبى الهدى غير أن تشعَلا
وأجسام نور لهم في الصعي = دِ تملؤه فيضيء الملا
ببطن الثرى حملُ ما لم تطق = على ظهرها الأرض ان تحملا
تفيض فكانت ندىً أبحرا = وتهوي فكانت عُلاً أجبلا
سل المتحدي بهم في الفخا = ر ، أين سمت شرفات العلا :
بمن باهل الله أعداءه = فكان الرسول بهم أبهلا ؟
وهذا الكتاب وإعجازه = على مَن ؟ وفي بيت مَن ؟ نزّلا
« وبدر » و « بدر » به الدين ت = مّ مَن كان فيه جميلَ البلا ؟
ومَن نام قوم سواه وقام ؟ = ومَن كان أفقّه أو أعدلا
بمن فصل الحكم يوم « الحنين » = فطبق في ذلك المفصلا ؟
مساعٍ أطيل بتفصيلها = كفى معجزاً ذكرها مجملا
يمينا لقد سلّط الملحدون = على الحق أو كاد أن يبطلا
فلولا ضمان لنا في الطهور = قضى جَدلُ القول أن نخجلا
أألله يا قوم يقضي « النبي » = مطاعاً فيعصى وما غسّلا !
ويوصي فنخرُص دعوى علي = ه في تركه دينَه مهمَلا !
وتجتمعون على زعمهم = وينبيك « سعدٌ » بما أشكلا !
فيعقب إجماعهم أن يبي = ت مفضولهم يقدُم الأفضلا
وأن ينزع الأمر من أهله = لأنّ « علياً » له أُهّلا
وساروا يحطّون في آله = بظلمهم كلكلا كلكلا
تدّب عقارب من كيدهم = فتفنيهم أوّلاً أوّلا
أضاليل ساقت صاب ( الحسين ) = وما قبل ذاك وما قد تلا
« أميّة » لابسة عارَها = وإن خفى الثأر أو حُصّلا
فيوم « السقيفة » يابن النب = يّ طرّق يومك في « كربلا »
وغصبُ أبيك على حقّه = وأمّك حَسّنَ أن تُقتَلا
أيا راكباً ظهر مجدولةٍ = تُخالُ اذا انبسطت أجدلا
شأت أربع الريح في أربعٍ = اذا ما انتشرن طوين الفلا
اذا وكلت طرفها بالسما = ء خيل بادراكها وكّلا
فعزّت غزالتها غُرةً = وطالت غزال الفلا أيطلا
كطيتك في منتهى واحد = لتدركَ يثربَ أو مرقلا
فصل ناجيا وعليّ الأمانُ = لمن كان في حاجة موصلا
تحمّل رسالة صبٍ حملت = فنادِ بها « أحمدَ » المرسلا
وحيّ وقل : يا نبي الهدى = تأشَب نهجُك واستوغلا
قضيتَ فأرمضنا ما قضيت = وشرعك قد تمّ واستكملا
فرام ابن عمّك فيما سنن = تَ أن يتقبّل أو يَمثُلا
فخانك فيه من الغادري = ن مَن غيّر الحق أو بدّلا
الى أن تحلّت بها « تيمها » = وأضحت « بنو هاشم » عُطّلا
ولما سرى امرُ « تيمٍ » أطا = ل بيتُ عديٍّ لها الأحبلا
ومدّت « أميةُ » أعناقها = وقد هوّن الخطبُ واستسهلا
فنال « ابن عفّان » ما لم يكن = يظنّ وما نال بل نُوّلا
فقرّ وأنعم عيش يكو = ن من قبله خشناً قلقلا
وقلّبها « أرد شيريةً » = فحرّق فيها بما أشعلا
وساروا فساقوه أو أوردوه = حياض الردّى منهلاً منهلا
ولما امتطاها « عليّ » أخو = ك ردّ الى الحق فاستُثقلا
وجاؤا يسومونه القاتلين = وهم قد ولوا ذلك المقتلا
وكانت هَناةٌ وأنت الخصيم = غداً والمعاجَلُ من أُمهِلا
لكم آل « ياسين » مدحي صفا = وودي حلا وفؤادي خلا
وعندي لأعدائكم نافذا = تُ قولي [ ما ] صاحبَ المقولا
اذا ضاق بالسير ذرع الرفيق = ملأتُ بهنّ فروجَ الملا
فواقرُ من كل سهمٍ تكون = له كلّ جارحةٍ مقتلا
وهلا ونهج طريق النجاة = بكم لاح لي بعد ما أشكلا ؟
ركبتُ لكم لقمي فاستننتُ = وكنتُ أخابطه مجهلا
وفُكّ من الشرك أسري وكا = ن غلاً على منكبي مقفَلا
أواليكم ما جرت مزنةٌ = وما اصطخب الرعد أوجلجلا
وأبرأُ ممن يعاديكم = فإن البراءة اصل الولا
ومولاكم لا يخاف العقاب = فكونوا له في غدٍ موئلا