خلا طرفه بالسقم
أبو محمد عبد المحسن ابن غلبون الصوري
خلا طرفه بالسقم دوني يلازمه = إلى أن رمى سهما فصرت أساهمه
فأصبح بي ما لست أدري أمثله = بجفنيه؟! أم لا يعدل السقم قاسمه؟!
لئن كان أخفى الصدر صدا من الجوى = ففي العين عنواناته وتراجمه
ولم تخفه إن الهوى خف حمله = ولكن لأن النوم ليس يلايمه
ويا رب ليل قصر الذكر طوله = فما طلعت حتى تجلت غمائمه
وما نمت فيه غير أن لو سألتني = عن الشغل عنه قلت ما قال نائمه
ولكنه ألقى على الصبح لونه = فوالاه يوم شاحب الوجه ساهمه
كما جاء يوم في المحرم واحد = خبا نوره لما استحلت محارمه
طغت عبد شمس فاستقل محلقا = إلى الشمس من طغيانها متراكمه
فمن مبلغ عني أمية إنني = هتفت بما قد كنت عنها أكاتمه؟!
مضت أعصر معوجة باعوجاجكم = فلا تنكروا إن قوم الدهر قايمه
وجدد عهد المصطفى بعض أهله = وحكم في الدين الحنيفي حاكمه
فيا أيها الباكون مصرع جده = دعوا جده تبكي عليه صوارمه
ألا أيها الثكلى التي من دموعها = إذا هي حيت من قتيل جماجمه
لقد خسر الدارين من صد وجهه = فلا أنت مبقيه ولا الله راحمه
حريصا على نار الجحيم كأنه = يخاف على أبوابها من يزاحمه
إلى من تراه فوض الأمر غيركم = إذا أنتم أركانه ودعائمه
فيا لك منها دولة علوية = تبدت بسعد حاكم الدهر خاتمه