مشين لنا
أبو الحسن مهيار الديلمي البغدادي
مَشين لنا بين ميلٍ وهيفِ = فقل في قناةٍ وقل في نزيف
على كل غصنٍ ثمارُ الشبا= بِ من مجتنيه دواني القطوفِ
ومن عجب الحسنِ أن الثقي = ل منه يُدلّ بحمل الخفيف
خليليّ ما خُبر ما تبصرا = ن بين خلاخيلها والشنوف
سلاني به فالجمال اسمه = ومعناه مفسدةً للعفيف
أمن « عربية » تحت الظلام = تولّجُ ذاك الخيالِ المطيف ؟
سرى عينها أو شبيهاً فكا = د يفضح نومي بين الضيوف
نعم ودعا ذكرَ عهدِ الصبا = سيلقاه قلبي بعهدٍ ضعيف
« بآل عليّ » صروف الزمان = بسطنَ لساني لذمّ الصروف
مصابي على بُعد داري بهم = مصابُ الأليف بفقد الأليف
وليس صديقي غيرَ الحزين = ليوم « الحسين » وغير الأسوف
هو الغصن كان كميناً فهبّ = لدى « كربلاء » بريح عصوفِ
قتيلٌ به ثار غلّ النفوس = كما نغر الجرح حكّ القروف
بكل يدٍ أمس قد بايعته = وساقت له اليوم أيدي الحتوف
نسوا جدّه عند عهد قريبٍ = وتالَده مع حقّ طريف
فطاروا له حاملين النفاق = بأجنحة غِشّها في الحفيف
يعزّ عليّ ارتقاء المنون = الى جبلٍ منك عال منيف
ووجهك ذاك الأعزّ التريب = يُشهّر وهو على الشمس موفي
على ألعن امره قد سعى = بذاك الذميل وذاك الوجيفِ
وويل امّ مأمورهم لو أطاع = لقد باع جنّته بالطفيفِ
وأنت وإن دافعوك الإمام = وكان أبوك برغم الأنوف
لمن آيةُ الباب يومَ اليهود = ومَن صاحبُ الجنّ يوم الخسيف
ومَن جمع الدينَ في يوم « بدرٍ » = « وأحدٍ » بتفريق تلك الصفوف
وهدّم في الله أصنامهم = بمرأى عيونٍ عليها عكوف
أغير أبيك إمام الهدى = ضياء النديّ هزبر العزيف
تفلّل سيفٌ به ضرّجوك = لسوّدَ خزياً وجوهَ السيوف
أمرّ بفيّ عليك الزلال = وآلم جلدي وقع الشفوف
أتحملُ فقدَك ذاك العظيم = جوارح جسمي هذا الضعيف ؟
ولهفي عليك مقالُ الخبي = ر : أنك تبردُ حرّ اللهيف
أنشرك ما حملَ الزائرو = ن أم المسكُ خالط تُرب الطفوف ؟
كان ضريحك زهر الربي = ع هبّت عليه نسيمُ الخريف
أحبّكم ما سعى طائفٌ = وحنّت مطّوقة في الهتوف
وإن كنت من « فارس » فالشري = فُ معتلقٌ ودّه بالشريف
ركبت على من يعاديكم = ويفسد تفضيلكم بالوقوف
سوابق من مدحكم لم أهَب = صُعوبة ريّضها والقَطوف
تُقَطّر غيرى أصلابها = وتزلّق أكفالها بالرديف