مثلَ تقويمٍ قديمٍ
سَقَطَتْ جُثّةُ تلكَ «الجاهليّةْ»
وإذا بالشمسِ تصحو بعدَ غيبوبةِ وعيٍ
والجهاتُ انفتحتْ..
تعلنُ ميلادَ الحياةْ
وأخيرًا لحتَ..
عيناكَ مرايا الغيبِ..
يمناكَ أكاليلُ زهورٍ
ومحيَّاكَ صلاةْ
سرتَ من باديةِ «الذَّرِ»
مرورًا بتضاريسِ السماواتِ
لكي تُشعلَ فينا «فطرةَ الله»..
بما جادَ عليكَ اللهُ من غُرِّ الصفاتْ
حَجَرِيٌّ ذلكَ الدِّينُ الذي شبََ عليهِ القومُ..
حتّى جئتَ تتلو من كتابِ اللهِ آياتِ السّنا
فاندحرَ «العُزَّى» ذليلا
وانْمَحَى وجهُ «مَنَاةْ»
***
ذاتَ شركٍ
كانتِ الأشجارُ تُسقى من خُمورٍ
فأبتْ غيرتُك الشمَّاءُ حسًا
غيرَ أنْ تسقيَهَا
من عذبِ سلسالِ الفُراتْ
قلتَ للأرضِ: تعالَي..
حسبُكِ الآنَ من الأجداثِ والموت المُدَمَّى
أَ وَمَا يكفيكِ من «وأدِ البناتْ» ؟؟
يا نبيًا ملأ الدنيا بأطيافِ التآخي
أيها النورُ الحريريُّ الذي
زفَّ فؤادَ الفكْرِ نشوانًا إلى خيرِ اللغاتْ
***
إنََّ من أقدارِنا نحنُ الحَيَارى
أنْ يعودَ «الجَاهليّونَ»..
بهذا العالَمِ المُتْخَمِ بالزّيفِ
وَيَرْمُوكَ ب «قَيءٍ» سالَ من ألفِ حصاةْ!!
بينما أنتَ من الإسلامِ سِلْمٌ
ومن الإنسانِ أُنْسٌ
ومنِ القُرآنِ طُهْرُ الكَلِمَاتْ
حرتُ في ذاتِكَ حتّى بانَ لي
أنّكَ أنتَ الوَطَنُ الحرُّ الذي يقفزُ فوقَ السنواتْ
***
سيِّدي..
ها أنا مهما ابتعَدَتْ عني القراطيسُ وخانَتْي الدَّواةْ..
سيظلُّ الشعرُ مكتوبًا
بمائي..
وهوائي..
وترابي..
وخفايا اللحظاتْ..
كُلَّمَا رَفْرْفَ فوقَ شفاهي اسمُكَ طيرًا نبويًّا
همتُ بالعشقِ وَ أَسْرَجْتُ ولائي
ورأيتُ الكون من سِتِّ الجهاتْ..