أغـلـق الـبـابَ حـبـيبٌ فــي وجــوهِ الأمـنياتْ
وامـتطى مـن صـهوةِ الأقـدار جسرًا للمماتْ
يـسـتسيغُ الـمـوتَ عـذبـا يـسـتلذُّ الـسـكراتْ
فــي سـبـيلِ اللهِ ذابــت نـفسُه روحـا و ذاتْ
فـعـلـيـه وعــلــى أصــحـابِـه مــنّـا الــصـلاةْ
قــايــضَ الــــروحَ لــبـاريـه بـخـلـدٍ و خــلـودْ
نــازلاً فــي لـجـةِ الأهــوالِ مـعـطالَ الـزرودْ
يــتـغـنـى ضـــاربــا أروعَ آيــــاتِ الــصـمـودْ
بـصـهيل الـخـيل والـوقـع الـمـدَوِّي كـالرعودْ
يـــا لإيـقـاعِ الـمـواضي فـهـو أنـغـامُ الـكـماةْ
نـاكـسا مــا دبَّــج الـبـاغون مـن زيـفِ الـبنودْ
نــاصـرا يـــا سَــلَّـمَ اللهُ لـــهُ تــلـكَ الـزنـودْ
ذاهــبـا لـلـموت يـسـعى جـاهـدًا أنْ لا يـعـودْ
مـفـردًا كـالـبدرِ يـزهـو بـيـنَ هـاتيكَ الـحشودْ
يـتـمـنى الــمـوتَ لـلـخـلدِ ولا يـرجـو الـنـجاةْ
يــرنــو لـلـمـعـالي فــــي رفــــضِ الــهـوانِ
لا يـــأْلــو جـــهــادا فــــي نــيــل الأمــانــي
يـــــدري بـالـمـنـايا فــــي يــــومِ الــطـعـانِ
تـــحـــتَ لـــــواءِ مـــولــىً درب لــلـجـنـانِ
فــاقــتــاد الــمــعــزى قــــــراء الــمـثـانـي
روحـــــا قــــد أذيــبــت شــوقــا لـلـتـفـاني
كـــــــم هــــــام انــتــظــار مــــــن آن لان
صـــبــرا فـــــي عــنــاء عــشـقـا بـامـتـنـان
عـالما أن ضـفاف الـمجد فـي وسـط الـلحود
لـيس بـين الـمجد والـعزة فـي الـدين سـدود
ولـمـن يـعـشق مــا كـان الـردى سـدّا كـؤود
فـانـثـنى يـصـرخ فـيـهم قـاتـل الله الـجـمود
أيـهـا الـنـاس أفـيـقوا مــن ضــلال وسـبـات
أتــكـونـون عــلـى الــديـن ولـلـبـغي جــنـود
هـل عـليكم لـوحوش الـظلم والطاغي عهود
يُـقْـتَلُ الـديـنُ و أيــدٍ تـدَّعـي الـديـنَ شـهـود
بـرئـت مـنـها الـنـصارى وهــي شــر والـيهود
جــهـلاءُ اجـتـمـعتْ كِـلْـمَـتهُمْ ضـــد الــهـداة
فـــدعــا الــقــومَ ولـكـنَّـهُـمُ قــــومٌ لــئــامْ
قــد أفـاقـوا لـصـدى الـدينار والـمال الـحرامْ
وتــواروا عــن نـداء الـحق كـالصرعى الـنيامْ
لـم تـزل تـلعب فـي ألـبابهم شـرس السقامْ
حـاربـوا الله و أقـعـوا تـحـت أقــدام الـطغاةْ
روحــــي قــــد بــراهــا حـــب الله عـشـقـا
إنـــــي لـلـمـنـايـا قـــــد قــطـعـت شــوقــا
هــــل أيــغــدو شــهـيـدا أم انـــي سـأبـقـي
كـــــــلا أمــنــيـاتـي لا أبـــقـــي أشـــقـــى
لــــــن أبـــقــا ذلـــيــلا مــكــبـوت ورقـــــا
اهــــو الــعـيـش حـــرا لــمـا كــنـت خـلـقـا
ضــاقـت فـــي رحـــب غــربـا ثـــم شــرقـا
لا نـــشـــتـــاق إلا ديـــــــــن الله حــــقــــا
فـــرآهــم مــعــشـرًا مــالــهـم أي شــعــور
قاصري الفكر ضعاف الفهم معدومي الضمير
دون إدراك ووعــــي إن مــنـواهـم خــطـيـر
يـنظرون الـسبط يـدعو صارخا هل من نصير
لا يـــرى مـنـهـم جــوابـا غـيـر رش الـنـبلات
أيـهـا الـناس أفـيقوا ذا حـسين ابـن الـرسول
وعـلـي الـمـرتضى مـولاكـم فـحـل الـفـحول
وابـن بـنت الـمصفى فـاطمة الـزهرا الـبتول
آه لــو تـصـغي الـجـمادات لـمـا كـنت أقـول
لأتــت فـي نـصرة الـمظلوم تـزجي الـعبرات
بـعـد أن كــل الـنـدا والـنـصح فـيهم والـكلام
جــرد الـسـيف أبــو الـقاسم واسـتل الـزمام
وانــثـنـى مــنـحـدرا يــهـدر أهـــلا بـالـحـمام
آه مـا أحـلى مـذاق الـموت فـي نـيل المرام
وخـضابي مـن دمـي والـغسل نقع الصافنات
فــانـجـابـت بــفــيـه أنـــــوار الـــــلا لـــــى
قــــد نــــال الـمـعـنـى أســبــاب الـمـعـالي
فـاسـتـسقى نـمـيـرا مـــن حـــوض الــزلال
يــــا أحــبــاب ســبــط مــمـدوح الـخـصـال
دومـــــا فـــــي عـــــزاه أجــــرا كـالـقـتـال
إنـــــا فـــــي عـــــزاه عــشــاق الــجــلا ل
تـخـضـيـب بــــدم مــــن أســمـى الـجـمـال
نـــفــدي الآل قـــدمــا نــحــظـى بــالـنـوال
رب مـا عـندي غـير الـروح فـي هـذا الـوجود
وهـي لـو سـبعين روحـا وهـي أغـلى ما أجود
شــرف لــي أن أحـامـي عــن إمـامي وأذود
وبـــمــا أن لـــكــاس الــمــوت لابــــد ورود
فـــإذا مـــت فـمـوتـي هـــو عـنـوان الـحـياة
رســم الـسـبط وأنـصـار لــه يـوم الـطفوف
صـــورا تـنـبـيك أن الـــدم يـغـتال الـسـيوف
والـجهاد الـمر أحـلى إن طـغى أمـر مـخوف
و إذا كـان الـردى بـالناس مـا طـافوا يـطوف
فـاختيار الـموت فـي ظـل الهدى عين الحياة
فـاسـتدارت حـوله بـالجهل هـاتيك الـصفوف
يــا لـفـرد جــاوز الـتـسعين مــا بـيـن ألـوف
فـانـثنى بـالـسيف فــردا صـد آلاف الـسيوف
هــكــذا ذاب شــجــاع لا يـبـالـي بـالـحـتوف
فـأتـته ضـربـة الـرجـس عـلـى الـهام فـمات