لك يابضعة النبي الوفاءُ = من محب لا يعتريه الجفاءُ
مزجت ذاته بحبك حتى = كان منها كما يكون البناء
فاستوى في جنانه منه نهر = صب في من الجلال بهاء
وجرى فهو في الحنايا عروج = لسماء وما عليها سماء
وهو في كونه مدامة حسن = رشفت من نميرها الاعضاء
فإذا مقلة تنم عن الح = ب وقلب يستاف منه الصفاء
ومحيايفيض منه جمال ال = عشق عذبا مستعذبا والسناء
إن سيماه بالبديهة تبدو = منا على الشمس بالنهار خفاء
سنخه بالولاء غاير سنخا = أو اهابا دبت به البغضاء
من يحب البتول يزك نجارا = وبجفنيه يستريح الحياء
وعلى وجهه من الحب نور = ماله والذي براه انتهاء
ومحال نزع المودة منه = كيف ينضى عن الضياء الضياء
يا ابنة المصطفى وحقك أنا = من هواكم أماجد نبلاء
لانرى في الوجود الا جميلا = فهواكم الى رؤانا غذاء
ولو اجتاح مايعكر صفوال = فكر منا أو حطت الظلماء
لتشوب النهى بليل بهيم = دامس صال في دجاه الغباء
كشفتها مشاعل من هداكم = وانطوت منه ظلمة عمياء
كيف للجهل أن يساور قلبا = فيه ومض من الهدى وضاء
فيه سر الحياة أم أبيها = وردة الكون فاطم الزهراء
هتف القلب في الخلود هتافا = خلدت من دويه الأصداء
وتغنى به المحبون لحنا = خالصا ما اعتدى عليه الرياء
وتلاه آباؤنا لبنينا = وتغنت شدوا به الأبناء
ملؤوا منه مسمع الدهر حتى = أوقروه ولم يكن إصغاء
فكأن الدوي همس وان رد = دت النص والصدى الأرجاء
أذن الحقد لا تعي لحن عشق = وهي عن نغمة الهدى صماء
جلجلو في الوجود قولا وفعلا = إن مهوى قلوبنا الزهراء
هتفت شيعة بحبك والل = ه شهيد وخلقه شهداء
هتفت وهي في العوالم روح = هتفت وهي في الثرى أشلاء
كل من في الوجود يهتف أني = من معادي بنت النبي براء
صرخ القلب والجوارح دوت = هاهنا هاهنا يعيش الولاء
خلق الله نوركم حيث لما = يك خلق ولم يكن إنشاء
أنت أم الحياة من هي حوا = إذ فلولاك لم تكن حواء
لم تكن مريم تفاخر يوما = باسمها وهي مريم العذراء
إنما فاخرت لأن لعيسى = شرفا ما على عليه العلاء
حين يأتي مع المؤمل يوما = وبيمناه للامام لواء
قيل حورا فقلت مهلا يراعي = لاتقل أن فاطما حوراء
إنما الحور للبتول وصيفا = ت وقد شرفت بها لعياء
ياابنة المصطفى وحسبك فخرا = أنك الطهر فاطم الزهراء
لك وجه لو ابصرته ذكاء = أدركت ماهو الضياء ذكاء
حزت أسمى الصفات ياابنة طه = بعضها بعد لم تحزها النساء
كل في مدحك اليراع ومن را = م محالا أودى به الإعياء
وكليل الجناح يستصعب السف = ح وتعلوه قمة شماء
ماعسى أن أقول في من أبوها = خير من شرفت به العلياء
وتسامت به الفضيلة حتى = بلغت حيث لا يحد انتهاء
سيد الكون باسمه قد تباها ال = رسل الأنبياء والأولياء
ماعساني أقول في بعلك الطه = ر علي وفي يديه القضاء
هو للمصطفى وصي وعنه = صغر الأوصياء والأنبياء
هو قلب الوجود وهو إمامي = وأميري ( إن عدت الأمراء )
وبنوك الألى أضاؤوا زمانا = أليلا في ضميره إغفاء
وأحالوا جدب العواطف خصبا = فانتشى العدل واستقام الإخاء
ومن النبع يستقى ومن النو = ر على كل ظلمة يستضاء
فهم النور والحياة وشيء = ليس يدرى لكنه معطاء
سادتي أنتم كرام عظام = شفعاء أئمة رحماء
انتم في فلا الحياة نضار = ويفاع وواحة خضراء
وإذا مهمه الحياة خريف = أنتم فيه روضة غناء
وإذا أمحلت فأنتم زلال = واذا أسقمت فأنتم دواء
وإذا ضاقت المناكب ليلا = وتمادى بجانبيها العناء
وبدى الفقر كالسميدع يعدو = وحشاه من الحنان خواء
شخصت للسماء منا عيون = وتعالى في الخافقين نداء
وجعلناكم وسيلة لطف = يرزق الله باسمكم من يشاء
ما لدينا وما رأينا سواكم = ساعة الضيق تطلب الكرماء
بكم يعرف الإله وتمحى = سيئات وتجتنى آلاء
وبكم يكمل النهى وينال ال = عز والمجد والمنى والعلاء
سادت أنتم الدليل إلى الل = ه فأنتم بذاته علماء
فاز من أنتم منار هداه = حملته كف الهدى النوراء
يا سبيل الرضا لجنات عدن = وعلى الوحي أنتم الأمناء
لم نحد عنكم ولا عمر يوم = وعلى السعد لا يمل البقاء
حسدونا بحبكم وجدير = بذوى الحقد أن يطول الشقاء
حرموا حبكم وقالوا نغالي = و تصاريحهم عليها العفاء
قد صمتنا وكل فكر لبيب = صامت إن تفوه السفهاء
ذاك يرغي وذاك يعوي ولكن = أين منا رغاؤهم والعواء
نحن لا نفهم العواء فإنا = بشر من ترابكم أسوياء
وعرتنا من حبكم نقمة الش = ر وسلت سيوفها الأعداء
وتمطى الضلال صهوة حقد = وعليه من النفاق غشاء
خيم الضيم والهوان علينا = ومشى ساخرا علينا البلاء
في سبيل الإله يحلو عذاب = وعليه تستعذب الأرزاء
يا ابنة المصطفى ألفنا الرزايا = غير أنّا من حبكم سعداء
وصبرنا وكل صبر جهاد = وهتفنا أنْ منكمُ لا براء
دونه سادتي تسال الدماء = دونه الروح كل روح فداء
إن هذا من الجهاد يسير = زرعته في قلبنا كربلاء
سادتي أستمد وحي بنات ال = شعر من فيضكم فيصفوا الذكاء
ثم يحلو القريض عذبا تغني = ه ثغور فصيحة بلغاء
قد أقرت لما رأته عظيما = هالة الشعر واستحى الإطراء
يذعن الفكر خاشعا لحروف = سطرتها مدامع حمراء
من حنين الجوى إليكم ومما = نسجته شريعة سمحاء
ركع البدر دونه والثريا = واستوت دون شأوه الجوزاء
فلماذا يحلو القريض ويبدو = كزلال تعب منه الظماء
قد سقاني آل النبي نميراً = عجزت أن تحوزه الأنواء
سال من نورهم على كل حرف = ديمة الحب والرؤى الحسناء
وأراني قد قلت شعرا و هذي = في هواكم قصيدة عصماء
ويراعي لولاكم لا حياة = لا مداد لا بلغة لا رواء
كيف أسعى ولست أملك شعري = لو غشاني مدح لكم وثناء
و إذا الذكر خصكم بمديح = ما عسى أن تنمنم الشعراء
يا ابنة المصطفى عليك سلامي = ما تغنت بعشها ورقاء