كيف يلتذ بالمنام كميُّ = وبأوطانه يسود دعيُّ
عجباً يا عراق تغضي على الضي = م وتغفو وأنت حر أبي
تستلذ الكرى وجرحك دامٍ = نازف نزَّه أثيم عتي
أتسر الشجى وما خلت أن اللي = ث في لجة العدى منطوي
صامتاً والعدو يزعق فيه = وهو في صاخب النزاع خفي
عجباً يصمت المفرَّى فؤاداً = وعلى جرحه يسلط كي
كيف للصمت أن يلفع ثغراً = ملا الخافقين منه دوي
يا عراق الإبا فؤادك بحر = من دم هائج مسن فتي
و رجالاتك الغطارف موتى = وعلى رمسهم ضميرك حي
يا عراق الإبا أين إباءٌ = يرهب الشوس فحه القرمزي
أينه فالعدو يفري ويعثو = ببلاد ترابها دموي
إن أزكى السجود فوق ثراها = سال فيه الدم الكريم الزكي
وتمطى على الرؤوس اغتصاباً = وعلى عرشها زنيم بغي
سجلت فوقها البطولات حتى = خلدتها بل خلدها أزلي
من دماها شعت دروب جهاد = كل درب بالتضحيات مضي
هي بالكون صرخة من دماء = تستحث الشعوب أن ليس غي
وإذا ما النجيع أبدى صراخاً = دخل القلب من صداه دوي
وإذا القلب كان كتلة آه = وأحاسيس فهو قلب سوي
يستجيب القلب الكليم لقلب = مثخن وهو مجبر حتمي
يا بلاداً وما رأيت بلاداً = بلغ الشأو قدسها العلوي
قد سقاها دم الشهيد إباءً = يهب المجد من بمجد ملي
قد سقاها دم الحسين فأضحى = من دماه لا من فراتك ري
قد سقاها الحسين أعظم برى = من دم السبط وهو ظام صدي
مذ هوى يحضن المنون اشتياقاً = يلثم السيف نحره الوردي
ظامئاً أتحف الحياة نميراً = رب صاد له فؤاد ندي
ساكباً دمه ليرفع مجداً = قبرته الطغاة وهو علي
واهباً روحه ليحيى ضميرٌ = ما تبقى من عزه فيه شيُّ
باذلاً نفسه ليخفق بندٌ = في الطوامير مكبت مطوي
باذراً قلبه نواة جهادٍ = فأفاضت وهو الكريم السخي
أثمر العزة التي فاح منها = عبق يفتن القلوب ذكي
عبق يلهب النفوس اعتزازاً = عبق من شذا الكفاح شذي
عبق يرهب الخؤن ويردي = كل سيف وسيفه أريحي
يا ضميراً مازال يغلي ويغلي = وسيبقى رغم المدى ويضي
إنه صرخة تروح على المج = د على كل آهة وتجي
أطلقتها أنفاس كل شريد = لاهب حزنه النوى الأبدي
أطلقتها أنات كل يتيم = صب في عينيه احمرار شجي
آزرتها دماء كل قتيل = سال ظلما نجيعه القدسي
خلقتها الآهات في حمأة الظل = م وأثرت صدى صداها العصي
أسست صرحها رؤى كربلاءٍ = فاعتلى وهو سامق شيعي
ضارباً من تخومها ثكنات = حل فيها فيض الهدى الجوهري
واستوى يفرع السماء ويربو = كلما ازداد حزننا السرمدي
هو صرح الحسين ما طال إلاَّ = كان من تحته الأساس القوي
فتبنته معلماً كربلاءٌ = وعلى ومضه الرسول النبي
وهو من شأنه العوالم جمعاً = ليس من شأنه الأنا القبلي
هو بالكون ملتقى كل آه = جرها غصة فؤاد أبي
كربلا كيف أستريح وأسلو = وعلى البعد وهجك الري
كلما مر طيفه بخيالي = وسناه المشعشع الذهبي
وتذكرت أمسنا هاج حزني = وارتمى فيه قلبي المغري
أسأل النفس والدموع انحدارٌ = وجوى الصدر ملهب موري
أين تلك الجموع وهي حشود = حول قبر الحشين كلمى بكي
أينها أين قبة يخجل الشم = ش صموداً سناها الأحمدي