بِكَ أسمو جوارحاً وإهابا = هامَ في حبِّك الفؤادُ وذابا
منكَ نشتاقُ رشفةً من نميرِ ال = عشق أحلى من المُدام شرابا
يالها تثمل الصديَّ إذا ما = ذاق قدساً مع الصلاة عذابا
كلما طفتُ بالضريحِ أراني = أتخطى أوجَ النجوم ركابا
أمنياتي تبسمت صادحاتٍ = بيميني إذا نظرتُ القبابا
شفَّني الوجد للزيارة و اثَّا = قَلَ همِّي وهمُّ ماضيك آبا
أترى ترفع القيود عن الدر = ب فقد عمرت به أحقابا
أم تجيء الكف التي قد براها ال = له للثأر مدركا وطلابا
تنثني تحطم القيود ولا تح = طم تلك القيود إلا غلابا
سيدي أنت زارع الحب في = الكون وساقيه من نداك رضابا
ومحبوك من نميرك عبوا = فاغتدوا من زلاله أحبابا
إن صدرا يطوي المحبة يطوي = في حناياه عترة وكتابا
كل شيء يرى يرى الله فيه = راسما في كيانه محرابا
ومحال منه المروق وان صر = ر عليه داجي القضا أنيابا
فهو روح تذوق شهدا مصفى = من هواكم ومرتعا جذابا
وهو قلب صبت عليه المآسي = من عداكم وما استطاع اجتنابا
خلدت روحه بأرقى نعيم = وبقت نفسه تجرع صابا
سيدي حبك المقدس نور = خُلِق العرشُ من سناه فطابا
بردت منه نار نمرود وانجا = ب لموسى سناه ثم أنابا
وبه ابرأ المسيح وأحيا = وتشافى أيوب منه فطابا
وبه الشمس عاد نور سناها = ضاحيا بعد ما توارى وغابا
واستقام الوجود بدرا وشمسا = وسماء وكوكبا وسحابا
واستنار الظلامُ وازدانتِ الجنًّ = ات وافتر افقها ترحابا
من هواك الدينُ استقامَ ولولا = ه لما لاح نجمه خلابا
حكم الدين والمعارف دوت = من نداك العذب الخضم عذابا
سيدي عصمة المحبين حب = فاتح للهدى الإلهي بابا
عاشَهُ الشيعةُ الكرامُ ولكنْ = مات من عبقهِ العداة غضابا
ورأوا بغضك الصلاح لما هم = فيه جهل وفرية وخرابا
دمروا باسم حبهم كل شيء = ورأوا حب حيدر إرهابا
إن من أنت مشعل في نهاه = لايرى في الحياة إلا صوابا
كيف من ظن أن حبك فيه = وهواه لشاطئيك تصابا
وهو في بحرهم يحيك نفاقا = ماخرا من أذى الشقاق عبابا
عجبا يدعي المحبة من كش = شر في الناس للظغينة نابا
ورأى في اجتماع قلب وقلب = بهوى دوحة الحنان مصابا
وسرى يطعم الملايين حقدا = نار نمرود قاربت أعشابا
ليس ينجو إلا فؤاد سليم = يرتدي حب حيدر جلبابا
فهو والنار كالنقائض لن يج = تمعا لا مرا ولا كِذابا
وسواه من لا يحبك غاو = حكم الجهل أن يكون معابا
يا أخا المصطفى تكاثر شوك = دون شوك يبثنا أطيابا
لو بصيصا نرى نطير سرورا = وبصيص الرجا توارى وغابا
فلقد أمحلت وجف نداها = وتهرت من لا تراك سحابا
يهب الغيث غير أن نهاها = حين تصحو ينام أو يتغابى
مابقي في عراقنا عربي = مستحق ملامة أو عتابا
ففريق يقتات هم حنين = زاده والنوى البغيض شرابا
وفريق رهن الطوامير عري = ويموتون كل يوم عذابا
زادهم جمرة و ماهم سياط = و محاريبهم تضج اكتئابا
وفريق باعوا الضمير رخيصا = عربا ثم بدلوا أعرابا
وادعوا حية تمص دماهم = وهي تنشي في ناظريهم ضبابا
جعلوها بين الجوانح حتى = غرزت في فؤادهم أنيابا
وابتساماتهم يضيق بهاالأف = ق وتختال في الوجود انسيابا
ويميسون سذجا والأفاعي = حطمت من كيانهم أسبابا
نصبت بينهم وبين مآقي = هم وما قد يرون منه حجابا
مستحيل أن ينظروا الأرض نهبا = والأماني و الحياة نهابا
فنراهم بين الأعادي شياها = و علينا أبناء دين ذئابا
زرعوا بيننا الشقاق نظاما = وأهالوا على ثراه الحرابا
واقتربنا من شدة الذعر بالمو = ت وسرنا إن لم نموّتْ جنابا
واستكانت أبطالنا كيف تخشى = أسد الغاب في حماها كلابا
وإذا زمجر السميدع تندك = جباه الكلاب بر وغابا
أسد اليوم لازئيرولا اق = دام لا جرأة لهم لا ضرابا
سيدي هكذا تداولنا الأي = ام محمومة الرغاب صلابا
لا نرى من عطائها وسخاها = ما يسلي الفؤاد إلا العذابا
ولأنا نعب حبك عذبا = أوردتنا مر الصروف عقابا
حنق الهر بيننا والرزايا = لم يورث ولا من القوس قابا
تتمشى على بلانا الليالي = وهي نشوانة ذهابا إيابا
ماحسونا الأذى اضطرارا ولا كا = ن من المذنب الأثيم متابا
بل رأينا بالكفتين نعيماً = و شقاءً فهل نريد جوابا
والمغذون للعلى ما استطاعوا = يقتفون العقول و الألبابا
سيدي واشتياقنا يتشكى ال = كون منه فدافدا ورحابا
فمتى نلمح الضريح ونجثو = نلثم الرمل حوله والترابا
ونغني لحن الخلود ورمز ال = مجد و الخافق الكليم المصابا
ثم نطفي جمر النوى حين نصحو = بالتباشير نحضن الأعتابا