هَدْهِدْ لَظاك.. إلى متى الغليان!!!= حُمَّتْ بِوهج جراحك الأزمان
وتفجّر التاريخُ باسمك ثورةً= تجري وراء ركابها النيران
غضبان تقتحم العصور كأنّما= يرميك من أحشائه بركان
وأنا وراءك شعلةٌ أبديّة= في صدرها يتألَّقُ الإيمان
أختالُ في النار الّتي كتبت على= عينيَّ، أنّك للقلوب جنان
وأذوبُ في القبس المطرَّز جمره= بهواك حيث يقدَّس الذوبان
يا حاطم الأوثانِ إنَّ حطامها= اتحدت قواه وعادت الأوثان
عادت ويا للويل أيّة عودة= في خطوها تتأنّق الأضغان
ورسالة النور التي انطلقت على= كفَّيك تاه بمدّها العنوان
وبقيت أنت هواجساً قدسيّةً= تشتاق لو غمر الحياة أمان
تتواثب الأكفان فيك وان تكن= نسجت لغير جلالك الأكفان
وتهزّك الأرض التي يقتادها= ظلمٌ فلا يتمرَّد الدوران
إيهٍ أمير المتعبين... إلى متى= تبقى، وهمُّ ضميرك الإنسان
ما زال يربطك الشقاء بأهله= عبر الهوى، ويشدُّك الحرمان
أدمنت في عشق السماء كرامةً= للأرض... بورك ذلك الإدمان
وفتحت صدرك للشجونِ... وحسبُها= ما عانقته بصدرك الأشجانُ
هي صرخةُ النور استفاق سعيرها= في جانحيك فثارت الألحان
وتوثّبتْ فإذا الحياة ينيرها= نبضٌ بروحك مبدعٌ فنَّانُ
ألقى عليَّ ظلاله فتردّدت= بخطوطي الفرشاةُ والألوان
وعلى انتفاضات التحرُّر في دمي= عكفت تقيم طقوسه الأوطان
وتنفَّس المستضعفون فزجَّ بي= مابين أوردة اللظى طوفان
واهتزَّ في وكر الحروف على فمي= نسرٌ وهرولَ في دماي حِصَانُ
يا سيِّدي... أيهزُّ سمعك صادحٌ= بالشعر يزعم أنّهُ كروانُ؟!
أتطيبُ نفسكَ حين يورِقُ مجمرٌ= بالمدح فيك وينتشي فنجانُ؟!
حاشاك إنّك ما انطلقت قوادماً= نوراء كي يزهو بك الطيران
لكن لتسكبَ في الشموس صفائك ال= أزليَّ حين يعوزُها اللمعان
حاشاك إنّك ما انهمرت مواهباً= روحيَّةً ليحوطك العرفان
لكن لتشربك النفوس فيرتوي= فيها الحمام ويظمأُ الثعبان
يا سيّدي.. وكأنَّما انسلخ المدى= ممّا غرستَ، وأجهضَ الوِجدانُ
هذي الحقيقة لا تزال عروقها= ظمآى يكادُ يعقُّها الخفقانُ
وتكاد تُتَّهم الورود بحسنها= والنخل بالكرم الأبيِّ يدان
يا سيّدي... هدهد لظاك فلم يكن= ليذيب من آلامنا الغليان
ما دام يشجيك "ابن آدم" إن شكا= ألماً وصودر من يديه حنانُ
يا سيّدي... والشعر أصلب ساعداً= من أن تكتّف عزمه الأثمان
الشعر أبعد في انطلاقه روحه= من أن تحاصر أفقه القضبانُ
الشعرُ أنت أبوهُ في شرع الهوى= ومتى استساغ عقوقك الولدانُ؟!!
الشعر ما برحت تؤجُّ عروقه= بدماك حيث ترعرع القرآن
والمتعبون أمانةٌ أودعتها= بضميره وسيخسأُ الخوّانُ
ستموت في الميلاد كلُّ قصيدةِ= لم يكسُها بشقائِه عريانُ
ستموت في الميلاد كلُّ قصيدةٍ= لم يرتجفْ في عُمْقِها جوعانُ