شعراء أهل البيت عليهم السلام - يا حبيبي يا حسين يا قطيع الودجين

عــــدد الأبـيـات
46
عدد المشاهدات
2310
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
12/03/2010
وقـــت الإضــافــة
12:35 صباحاً

يا حبيبي يا حسين=يا قطيع الودجين جسد في الأرض ملقى=دون رأس ويدين و ترآءت كربلا في عينها بحرَ دماءْ=جثثُ القتلى و نارٌ و ضجيجٌ و بكاءْ و خيامٌ أحرقوها و نساءٌ بالعراءْ=و يتاما شردوها بالفلا تطلبُ ماءْ و خيولٌ حطمتْ عدوا صدورَ الشهداءْ=صرختْ من جَلَلِ الخَطبِ و مِنْ عُظمِ البلاءْ يا حسينٌ يا حبيبي يا سليلَ الأنبياءْ=و لدي أدعو ولا أسمعُ رداً للنداءْ لم تزلْ تدعو حسيناً و هي تشكو للسماءْ و إذا صوت حزينْ ببكاء و أنينْ=انظري هذا الحسينْ دون رأس و يدينْ أجهشتْ زينبُ تبكي و الفؤادُ انفطرا=أمُ لما غبتِ عني كنتُ غُصناً اخضرا فأحالتْ كربلا عُمري جحيماً مُسعرا=ثمَّ راحتْ في بكاءٍ تشتكي مما عرى و تعانقنَ و دمعٌ كاللهيبِ انحدرا=و زفيرٌ يعصرُ النفسَ عَلا و انكسرا كيفَ أروي لكِ أماهُ علينا ما جرى=و الذي صارَ علينا ليسَ يحكى أدهرا جئتُ أماهُ للطفِ بعزٍ و جلالْ=حوليَ الفرسانُ أسدٌ تتفانى في القتالْ و بهم خيماتُنا كانتْ حصونا كالجبالْ=و معي العباسُ ذو البأسِ إذا جدَّ النزالْ يحرسُ الخيمةَ صقراً لا يجارى في مجالْ=و يحوطُ الخدرَ بالبيضِ و بالسمرِ الطِوالْ ما رأتْ عينايَ كرباً أو جرى الهمُّ ببالْ=فأحاطتنا الأعادي بخيولٍ و رجالْ ملأوا البيداءَ بالجندِ سهولاً و تلالْ=منعوا الماءَ علينا عاجلونا بالقتالْ أرسلوا أسهمَ حقدٍ أمطرونا بالنبالْ جيشهم ملء الفضا سد وادي كربلا=كل من فيه أتى طالباً رأس الحسين و أتى العاشرُ يا أُماه و الحربُ الضروسْ=لم يزلْ في مسمعي وقعُ سيوفٍ و تروسْ فتفانتْ دونَ سبطِ المُصطفى تلكَ النفوسْ=فرأى الأعداءُ منهمُ في الوغى يوماً عبوسْ يردونَ الموتَ كالشهدِ تلالا في الكؤوسْ=أرخصوا في نصرةِ السبطِ دماءً و نفوسْ و أحاطوا بابنِ طه بالخيولِ الصافناتْ=فأدار الطرفَ لكنْ في الجسومِ العافراتْ و رأى الأصحابَ غرقى في الدماءِ الزاكياتْ=فاطمٌ إنَّ حسيناً ظلَّ في هذي الفلاةْ مفرداً ليسَ لهُ مِنْ ناصرٍ بينَ الطغاةْ ثم لمّا ضمني أُماه في وقتِ الوداعْ=قائلاً ما بعدَ هذا من لقاءٍ و اجتماعْ فاصبري بعدي على الخطبِ و لا تبدي افتجاعْ=و اتركي اللطمَ على الخدِ و تمزيقَ القناعْ سكني روعَ اليتامي و أحفظيهم من ضياعْ و مشى فرخكِ عنا قاصداً نحوَ المنيةْ=صحتُ أدعوهُ أخي قفْ لي هنيةْ حلَّ أزراركَ عن صدرك يا نجل الزكيةْ=إن أمي عهدتْ لي يا حبيبي بوصيةْ فشممتُ الصدرَ منه و أنا أبكي شجيةْ=و لثمتُ النحر يا أماه أديتُ الوصيةْ قبل أن يغدو الحسين بالثرى ملقىً طعين=و عليه الخيل تعدوا دون رأس و يدين و مضى للحربِ أماه كليث كاسرِ=و هو يلقي نظرة نحو الخباءِ الطاهرِ يدفع القومَ وحيداً ماله من ناصرِ=و غدا من كثرة النبلِ كنسرٍ طائرِ فهوى للإرض ويلاه بسهمٍ غادرِ لو رأيتِ مهجةَ الروحِ على الأرض طعينْ=يفحصُ الرجلين بالإرض و يدعو المجرمينْ و ينادي قسماً بالمصطفى الهادي الأمينْ=جديَ المختار طه و أبي ليث العرينْ إنني يا قوم عطشانٌ فهل ماء معينْ و أتى المهرُ إلينا نادباً بالصرخاتْ=و عليه السرجُ ملوياً يهيجُ العبراتْ فتبعتُ المهرَ أعدو بينَ تلك التلعاتْ=و غدت خلفي الأيامى كالبدورِ الزاهراتْ عاثراتٍ من حياءٍ باكياتٍ لاطماتْ=فرأينَ الشمرَ جاثٍ فوقَ نسل الزاكياتْ و رأيت الشمرَ فوق الصدرِ ويلي منتعلْ=موغلاً صارِمَه في النحرِ يفري بعجلْ فدفعتُ الرجسَ عنه و دموعي تنهملْ=و دعوتُ الشمرَ يا أمُ و قلبي في وجلْ خل يا شمر حسينا و أنا عنه البدلْ=أوقع الصوت برأسي و عن الصدر نزلْ ضارباً بالسيف في نحر أخي حتى انفصلْ و بقى واعجبي في الثرى سبط النبي=عافراً بالترب دون رأس و يدين لو ترى يا أمُ سبطَ المصطفى فوق الترابْ=عافرَ الخدين بالرمضاءِ مسلوب الثيابْ جسمُه قد مزقوه بنبال و حرابْ=و عليهِ الخيلُ تعدوا في ذهابٍ و إيابْ طحنت أضلاعَه الأعداء بالجُرْدِ العرابْ=و أحاطت بفساطيط النسا تلك الذئابْ تشبعُ النسوانَ تعذيباً و ضرباً و استلابْ=ما رعوا فينا رسول الله مرعيَ الجنابْ لو تري يا أم ما قد فعلوه بعدما=غاب طه في بنيه الأتقياءِ الكرما ما رعوا بعد رسول الله فينا حرما=كم أراقوا لرسول الله في الأرض دما عجباً كيف استقرت فوقنا هذي السما=عجبا لم تمطر الأرضُ بطوفانِ دما
Testing