شعراء أهل البيت عليهم السلام - عاشوراء

عــــدد الأبـيـات
69
عدد المشاهدات
3311
نــوع القصيدة
فصحى
مــشــــاركـــة مـــن
تاريخ الإضافة
01/03/2010
وقـــت الإضــافــة
9:08 صباحاً

هي النفس تأبى ان تذِلَّ وتُقهَرا=ترَىَ الموتَ من صبرٍ على الضيم أيسَرا وتختارُ محموداً من الذِكرِ خالداً=على العيش مذمومَ المغَبَة مُنكَرا مشى ابنُ عليٍ مِشيةَ الليث مُخدِراً=تحدَّته في الغاب الذئابُ فاصحَرا وما كان كالمعطي قِياداً محاولاً=على حينَ عضّ القيدُ أن يتحررا ولكنْ أنَوفا أبصَرَ الذُّلَّ فانثنى=لأذيالهِ عن أن تُلاَُثَ مُشمِّرا تسامىَ سموَّ النجم يأبى لنفسه=على رغبة الأدنَينَ أن تتحدَّرا وقد حلفتْ بيضُ الظُبا أن تنوَشه=وسمرُ القَنا الخطيِّ أن تتكسَرا حدا الموتُ ظعنَ الهاشميينَ نابياً=بهمْ عن مقرٍّ هاشميٍ مُنَفَّرا وغُيِّبَ عن بطحاء مكة أزهَرٌ=أطلَّ على الطَف الحزينِ فأقمَرا وآذَنَ نورُ " البيت " عند برِحلة=وغاصَ النَدى منه فجفَّ وأقفرا وطاف بأرجاء الجزيرة طائفٌ=من الحزن يوحي خِيفةً وتطيُّرا ومرّ على وادي القُرى ظِلُّ عارضٍ=من الشُؤْم لم يلبث بها أن تَمطَّرا وساءَلَ كلٌّ نفسَهُ عن ذُهوله=أفي يقَظةٍ قد كانَ أم كان في كَرى وما انتفضوا إلا وركبُ ابنِ هاشمٍ=عن الحج " يومَ الحج " يُعجله السُرى أبت سَورةُ الأعراب إلا وقيعةً=بها انتكَصَ الإسلام رَجْعاً إلى الوَرَا وننُكِّسَ يومَ الطفّ تاريخُ أمة=مشى قبلَها ذا صولةٍ متبخِترا فما كان سهلاً قبلَها أخذُ موثق=على عَرَبيّ أن يقولَ فيغدِرا وما زالت الأضغانُ بابن أميَّةٍ=تراجِعُ منه القَلبَ حتى تحجرا وحتى انبرى فاجتَثّ دوحةَ أحمدٍ=مفرِّعةَ الاغصان وارفةَ الذرى وغطَّى على الأبصار حقدٌ فلم تكن=لتَجهَدَ عينٌ أن تَمُدَّ وتُبصِرا وما كنتُ بالتفكير في أمر قتلهِ=لازدادَ إلا دهشةً وتحيُّرا فما كان بين القوم تنصبٌّ كتبُهمُ=عليه انصبابَ السيل لما تحدَّرا تكشَّفُ عن أيدٍ تُمَدُّ لبيعةٍ=وأفئدَةٍ قد أوشكَت أن تَقَطَّرا وبينَ التخلَّي عنه شِلواً ممزَّقا=سوى أن تجيءَ الماءَ خِمسٌ وتُصدِرا تولى يزيدٌ دَفَّةَ الحكم فانطوى=على الجمر من قد كانَ بالحكم أجَدرا بنو هاشمٍ رهطُ النبيِّ وفيهُمُ=ترَعرَع هذا الدينُ غَرساً فاثمَرا وما طال عهدٌ من رسالة أحَمدٍ=وما زالَ عودُ الملك رّيانَ اخضَرا وفيهِمْ حسينٌ قِبلةُ الناس أصيدٌ=إذا ما مَشَى والصِيدُ فاتَ وغبَّرا وغاض الزبيريين ان يبصِروا الفتَى=قليلَ الحِجى فيهم أميراً مُؤمَّرا ففي كل دارٍ نَدوة وتجمُّعٌ=لأمر يُهم القومَ أن يُتدَّبرا وقد بُثَّت الأرصادُ في كل وِجهةٍ=تخوف منها ان تُسَرَّ وتُجهَرا وخَفُّوا لبيت المال يستنهضونَهُ=وكان على فضِّ المشاكل أقدَرا وقد أدرك العُقْبى مَعاوي وانجلَتْ=لعينيه أعقابُ الامور تَبصُرّا وقد كان أدرىَ بابنه وخصومِه=وأدرى بانَ الصَيدَ أجمعُ في الفرا وكان يزيدٌ بالخمور وعصرِها=من الحكم ملتَفَّ الوشائج أبصَرا وكانَ عليه أن يشُدَّ بعَزمه=قُوَى الأمر منها أن يَجدَّ ويسْهَرا فشمَّر للأمرِ الجليلِ ولم يكن=كثيراً على ما رامَه ان يشمِّرا ولكنَّه الشيءُ الذي لا معوِّض=يعوِّضُ عنه إن تولَّى وأدبَرا وقلَّبها من كل وجه فسرَّه=بأن راءَها مما توَّقع أيسَرا فريقينِ دينياً ضعيفاً ومُحنَقاً=ينفِّسُ عنه المالُ ما الحِقد أوغرا وبينهما صِنفٌ هو الموتُ عينُهُ=وان كانَ معدوداً أقلَّ وأنزَرا وماماتَ حتى بيَّن الحزمَ لابنه=كتابٌ حوى رأساً حكيماً مفكرا وأبلَغَه أنْ قد تَتَبَّع جهدَه=مواطنَ ضَعفِ الناقمين فخدَّرا وإن حسيناً عثرةٌ في طريقه=فما اسطاعَ فليستغنِ ان يتعثَّرا وأوصاه شرّاً بالزبيريِّ منذرِا=وأوصاه خيراً بالحسَين فأعذَرا لوَ ان ابن ميسونٍ أرادَ هدايةً=ولكن غَوِيٌّ راقَهُ أن يُغرِّرا وراح " عبيدُ الله " يغتلُّ ضعفَه=وصُحبَتهُ ، حتى امتطاه فسيَّرا نشا نشأةَ المستضعفينَ مرجيِّا=من الدهر أن يُعطيه خَمراً وميسِرا وأن يتراءى قرده متقدِّماً=يجيءُ على الفُرسان أم متأخِّرا وأغراه حُبّاً بالأخيطلِ شعرُهُ=لو اسطاعَ نَصرانيةً لتنصَّرا وقد كان بين الحزنِ والبِشر وجهُه=عشيّةَ وافاه البشيرُ فبشَّرا تردَّى على كره رداءَ خِلافةٍ=ولم يُلقِ عنه بعدُ للخمرِ مِئزرا وشقَّ عليه أن يصوِّر نفسَه=على غير ما قد عُوِّدَت أن تُصوَّرا وأن يُبتَلى بالأمرِ والنهيِ مُكرَها=وان يَجمع الضِدَّين سُكراً ومِنبَرا إذا سَلِمت كأسٌ يُروِّحُ مُغبّقاً=عليه بها الساقي ويغدو مبكِّرا وغنَّتهُ من شعر " الاخيطلِ " قَينَةٌ=وطارَحَها فيها المُغنّي فأبهَرا فكلُّ أمور المسلمينَ بساعةٍ=من المجلِسِ الزاهي تُباع وتُشتَرى وشاعَتْ له في مجلِس الخمر فَلْتَةٌ=من الشِعر لم تَستَثْنِ بَعثا ومَحشَرا وقد كانَ سَهلاً عندَه أن يقولَها=وقد كانَ سهلاً عنده أن يُكفَّرا على أنه بالرَغم من سَقَطاته=وقد جاءه نَعيُ الحسين تأثَّرا فما كان إلا مثلَ قاطعِ كفِّة=بأُخرى ، ولما ثَابَ رشْدٌ تَحسَّرا وأحسَب لولا أنَّ بُعدَ مسافة=زَوَت عنه ما لاقَى الحسين تأثَّرا فما كان إلا مثلَ قاطعِ كفِّة=بأُخرى ، ولما ثابَ رشْدٌ تَحسَّرا وأحسَب لولا أنَّ بُعدَ مسافة=زَوَت عنه ما لاقَى الحسينُ وما جرَىَ ولولا ذُحولٌ قدمت في معاشِرٍ=تقاضَوا بها في الطَفِّ ديناً تأخَّرا لزُعزِع يومُ الطف عن مُستقَرِّه=وغُيِّرَ من تاريخه فتَطَوَّرا أقول لأقوامٍ مضّوا في مُصابه=يسومونه التحريفَ حتى تغيَّرا دعوا رَوعةَ التاريخ تأخذْ مَحَلَّها=ولا تجهدوا آياتِه أن تُحوَّرا وخلوا لسانَ الدهر ينطقْ فإنّه = بليغٌ إذا ما حاولَ النطقَ عَبَّرا
Testing