شَــفـتـي ضــفَّـةٌ مـــن
الــمـوتِ، مـسَّـتـهُ رمـــاداً وعـانـقـتهُ
تــرابـا
مـا بـها غـيرُ رجـفةِ الظمإِ
المخبوءِ فــــي الــقـلـبِ حــرقـةً
وعــذابـا
كـلَّـما لَـمـلَمتْ مــن الـمـاءِ
طـيفاً مــاتَ فــي كـفِّـها، وعــادَ
سـرابـا
شَفتي عالَمٌ من الغضبِ المصلوبِ مـــسَّ الـمـوتـى، فـهـبَّـت
غِـضـابا
وصــلاتـي هـمـسٌ مــعَ الله
كــانَ الـقلبُ صـحواً، والـكونُ كانَ
ضبابا
وأنـــا أصــهـرُ الـسـيـوفَ
بـقـلـبي وبـأُنـشـودتـي أُذيــــبُ
الــحـرابـا!
اَلـسـحابُ اسـتضافَ كـفِّي
ولـكنْ نَـهَـشَ الـمـلحُ فـي يَـديَّ
الـسحابا
كـانَ لـلماءِ وجـهُ عـصفورة
بـيضاءِ أغـــرى الـــوادي عـلـيـها
الـذئـابـا
ألـــفُ ســيـف يـفـاجـيءُ
الـجـرحَ والـجرحُ يلفُّ الردى ويطوي
الغيابا
لا الـرمالُ الـشوهاءُ تقدرُ أنْ
تغتالَ خــطــوي، مــسـافـةً..
واغـتـرابـا
لا ولا الـليلُ وهـوَ سـورٌ مـن
الـقارِ الـمـدمّـى حـطَّـمـتُ مــنـهُ
الـبـابا
فـأطـلّـت قـوافـلٌ تـنـهبُ
الـمـجدَ وتُــعــطـي جـمـاجـمـاً..
ورقــابــا
شَـفتي جمرةٌ تشظَّتْ فقدْ
تخطفُ بــرقــاً، وقــــدْ تــجــيءُ
شــهـابـا
تـغمرُ الـشاطىءَ الـفراتيَّ
بـالضوءِ وتُــــــؤوي لــجــرفِـهِ
الأســـرابــا
وتُـغطّي بـالدفءِ مـا عـرَّتِ
الـريحُ وتــرفــو مـــن رمـشِـهـا
الأثــوابـا
شَــفـتـي والــغـبـارُ رشَّ
عـلـيـهـا الــنـوحَ حــزنـاً.. فـجـاذبتهُ
الـربـابا
ثـــمَّ أنّـــت فـاسـتيقظَ
الـخـصبُ، والـنـخلُ يـصـلّي، يـلـثمُ
الـمـحرابا
يــا جـراحـي لـلوردِ أسـئلةٌ
حـيرى تَــلَـظَّـت بــــهِ فـكـونـي
الـجـوابـا
كـيفَ أضـحت لـلماءِ رائـحةُ
الجمرِ وصـــارت مـواسـمُ الـلـفحِ
غـابـا؟