يوقظُ الصبحَ صوتُهُ، يشربُ
الوردُ حــكــايـاهُ، تــرتـديـهِ
الــجــداولْ
يـتـمشّى عـلـى مـدارجِـهِ
الـنـجمُ وتـغـفـو عـلـى صــداهُ
الـقـوافلْ
هـو لـلريحِ هدأةٌ، ولصمتِ
الصخرِ هـــمــسٌ، ولــلـغـيـومِ
جــدائــلْ
رافـقتهُ الأشجارُ في رحلةِ
الذبحِ، ومــرّت عـلـى خـطـاهُ
الـسـنابلْ
فـاعبري بـركةَ الـخطيِئةِ يا
روحي ومــسّــي ظــلالَــهُ يــــا
أنــامـلْ
أنــا حـاصـرتُهُ زرعــتُ
الـصحارى بـالـمساميرِ، بـالمُدى،
بـالسلاسلْ
أنـا حـاصرتُ فـي يـديهِ
السواقي والـيـنابيعَ، واعـتـصرتُ
الـسواحلْ
كـانَ يـبكي فـينطوي الخصبُ في الـدمعِ وأبـكي مـعَ الذبولِ
القاحلْ
أنـا بـعضي يحاولُ الموتَ،
والآخرُ يـــطــوي غــمـوضَـهُ،
ويــحــاولْ
كـلَّـمـا لـمّـني احـتـضارٌ
تـمـزّقتُ عــلـى خـنـجـرِ احـتـضـار
قـاتـلْ!
ويــحَ أُمّــي مــاذا يـخبّىء
جـلدي ذئــبَ يـأس، أم نـورساً
مـتفائلْ؟
كـلُّ شيء منّي يفتّشُ عن
وجهيَ ســـرّاً، يـــدورُ حـولـي،
يـسـأئلْ:
هل أنا ذلكَ الذي شبّتِ
«الكوفةُ» فــيــه، أم رُمـحُـهـا
الـمـتـخاذلْ؟
هــل أنـا الـجمرُ؟ أم أنـا
الـقصبُ الخاوي دخاناً، أمِ الرمادُ
الفاشلْ؟
لـيسَ وهـماً.. ففي عروقيَ
موتٌ وهـــــــدوءٌ، ومـــولـــدٌ،
وزلازلْ!
الحسينُ، الحسينُ سدَّ عليَّ الأفْقَ فـــي كـــلِّ وُجــهـة هـــوَ
مـاثـلْ
لــم يـعـدْ غـيـرُهُ أمـامي،
دعـيني أبــدأ الـموتَ يـا سـيوفَ
الـقبائلْ
هـكذا قـالَ، ثـمّ جـرَّ عـلى
الرملِ خـــطــاهُ.. وظـــلَّــهُ
الـمـتـثـاقلْ
لـيجيءَ الـصباحُ يـحملُ مـن
كفّيهِ ورداً، ومـــــن رؤاهُ
مــشــاعـلْ!