لا لـشـيء، إلاّ لـكـي أحـصـدَ
الـريـحَ وأجــنــي مِــــنَ الـغـيـومِ
الـبـروقـا
لا لـــشــيء إلاّ لأنـــثــرَ
أشـــلائــي رمــــــــاداً مــفــتَّــتـاً
مـــحــروقــا
حـمـلتني خـطـايَ اَقـتـطعُ
الـشمسَ واَغــتــالُ فــــي يَـدَيـهـا
الـشـروقـا
جــئــتُ والــرمــلُ مــثــلُ
قـيـثـارة يــولـدُ فــيـهِ الـظِّـلالُ
والـمـوسيقى
جــئــتُ والــمــاءُ ألــــفُ
نــافـورة، والـنـهرُ ســربٌ مــن الـغـيومِ
أُريـقا
كــانَ لــونُ الـفـراتِ لــونَ
الـمـرايا والـعـصـافـيـرِ، مـخـمـلـيّاً..
رقــيـقـا
ثمّ ماذا؟ أضعتُ وجهيَ في الصحراءِ فـــي لـحـظـة، أضــعـتُ
الـطـريـقا
عـابـراً مــرّةً عـلـى جـسدِ
الـخوفِ، وأخــــرى أرى الــســرابَ
حــريـقـا
مـتـعـبـاً تــهـزأُ الــرمـالُ
بـأقـدامـي وقـــــد راوَدَتْ مــكــانـاً
ســحـيـقـا
كـلَّما قـلتُ هـا وصلتُ رأيتُ
الصخرَ غــطّـى الــمـدى وســـدَّ
الـمـضـيقا
ثـــمّ مــاذا؟ قـتـلتهُ فـرأيـتُ
الارضَ تـــبــكــي ربــيــعَــهـا
الــمـخـنـوقـا
ورأيــتُ الـسـماءَ تـهوي الـى
الـقاعِ جــنـونـاً، والأفــــقَ شــلـواً
غـريـقـا
وبــكـاءً لـــم أدرِ مــن أيــن
يـأتـي؟ يـجـلـدُ الـقـلبَ، أو يـخـضُّ
الـعـروقا
وصـهـيلَ الـخـيولِ يـحـفرُ
كـالإعصارِ فـــــي جــثّــةِ الــظــلامِ
شــقـوقـا
وأنـــــا الآن حــفـنـةٌ مــــن
غــبــار كــفَّــنَ الــعــارُ خــدَّهـا
الـمـعـروقا
والـحسينُ، الـحسينُ يـكتشفُ
الـماءَ ويــهــدي إلــيــهِ جــرحــاً
عـمـيـقـا
يـتبعُ الـموجُ خـطوَهُ، والـفراتُ
امـتدَّ فـــــي ثـــوبِــهِ وصــــارَ
صــديـقـا!
لا لـشـيء، إلاّ لـكـي تـحملَ
الأشـياءُ مــــن جــبـهـةِ الـحـسـيـنِ
بـريـقـا!