النبوءة الثانية عشرة
ديوان الحسين لغة ثانية - جواد جميل
وَمَن يدري؟ لعلَّ دمي = سيفتحُ ألفَ بوّابَهْ
يضيعُ وراءَها زمنٌ = وتُصلبُ خلفَها غابَهْ
على عطشي سأضفرُ من=خيوطِ النهرِ أُرجوحَهْ
وشّلالا ينثُّ الضوءَ = فالواحاتُ مذبوحَهْ
هناكَ وراءَ ظلِّ النخلِ=قبّرةٌ تحبُّ الماءْ
رأيتُ عيونَها بُقَعاً=من الدمِ تملأُ الصحراءْ!
رأيتُ البحرَ يبكي خلفَ=خيمتِنا... ويرتجفُ
شواطئُهُ محنَّطةُ الرمالِ=وموجُهُ خزفُ!
رأيتُ الغيمَ يرقدُ في=البراري يرتدي المِلْحا
يُكسِّرُ موسمَ الأمطارِ=ثمَّ يُقبّلُ الجرحا!
رأيتُ الشمسَ تغرفُ من=وريدي دفئَها المسحورْ
لتمتدَّ اشتعالتُها=رؤىً، ورمادُها عصفورْ!