عذراء الحزن الناسك
أمل الفرج
عذراءُ حزني بالطفوفِ تنسّكي = واتلِ بتولاً فالجراحاتُ اسمكِ
وتعرَّشي ماءً تكسَّرَ طعمُه = فوقَ الشفاهِ فما لماءٍ تضحكي
حيث اغتراب الدمعِ وجهٌ واحدٌ = مدَّ الملامحَ في العيونِ لتسلكي
كلَّ الخلايا الحُمرِ حين توضأتْ = بالحزنِ والنزفِ الذي قد لفّكِ
وسوستِ لي حبًَّا تيقّن نبضُهُ = بعثاً لروحي للحياةِ لتحتكي
عذراءُ صافحني الوجيبُ فخلته = يغري التوجعَ فيَّ حتى يشتكي
يمضي ويسكنُ بي ودوني هدأةٌ = تنبيكِ أن القلبَ سترٌ فاهتكي
وضعي دمي فوق الترابِ ليرتوي = من لونهِ كلُّ احتضار ٍ حالكِ
وتصافحي والقبر في ملكوتهِ = سبحانه .. باللثمِ فيهِ تملّكي
وخذي الضياعَ وغربتي وتمثّلي = بالآهِ في كربِ البلاء ِ وأشركي
مقلَ النحيبِ فكلُّ ما قد عشتِه = بسمِ الحسين وباسمه لن تهلكي
الحزنُ يا عذراءُ حزني لوحةٌ = صوفيّة ٌ غَسَلتْ نوايا فلككِ
نزفتْ فصولاً من دماءٍ غادرتْ = كلَ التهمهمِ فيكِ حتى مَدَّكِ
فإذا احتمالاتُ التأوّهِ أهرقتْ = مني الشعورَ فيا حروفي اسفكي
هذا الحسينُ بسَلسَلِ اللهِ ارتدى = فتبلّلي بالضوءِ فيهِ تمسّكي
وتزاحمي والغيم في عتباتهِ = برَأتْ حكايا في سجودٍ عاتكِ
وتطوّفي حولَ الضريحِ ولملمي = صلواتِهِ ومعَ الملائكِ شاركي
ذوبي بتقبيلٍ يذوبُ زيارةً = وتنسّمي رَوحَ السماءِ وباركي
وتجاذبي ظمأَ العيونِ وصرِّفي = دمعاً أيا عذراءُ فيهِ حرّكي
قطعَ الوجودِ وما أشفَّ وجودهُ = رجَّ الحياةَ بيومهِ لما بُكي