قف بالديار
السيد إسماعيل الحميري
قف بالديار وحيهن ديارا = وأسق الرسوم المدمع المدرارا
كانت تحل بها النوار وزينب = فرعى إلهي زينبا ونوارا
قل للذي عادى وصي محمد = وأبان لي عن لفظه انكارا
من عنده علم الكتاب وحكمه = من شاهد يتلوه منه نذارا
علم البلايا والمنايا عنده = فصل الخطاب نمى إليه وصارا
وله ببدر وقعة مشهودة = كانت على أهل الشقاء دمارا
فاذاق شيبة والوليد منية = إذ صبحاه جحفلا جرارا
وأذاق عتبة مثلها أهوى لها = غضبا صقيلا مرهفا بتارا
وله بلاء يوم أحد صالح = والمشرفية تأخذ الأدبارا
إذ جاء جبريل فنادى معلنا = في المسلمين وأسمع الأبرارا
لا سيف إلا ذو الفقار = ولا فتى إلا علي أن عددت فخارا
من خاصف نعل النبي محمد = أرضى الإله بفعله الغفارا
فيقول فيه معلنا خير الورى = جهرا وما ناجى به أسرارا
هذا وصي فيكم وخليفتي = لا تجهلوه فترجعوا كفارا
وله بيوم الدوح أعظم خطبة = أدى بها وحي الإله جهارا
وله صراط الله دون عباده = من يهده يرزق تقي ووقارا
في الكتب مسطور مجلى باسمه = وبنعته فاسأل به الأخبارا
من كان ذا جار له في مسجد = من نال منه قرابة وجوارا
والله أدخله وأخرج قومه = واختاره دون البرية جارا
من كان جبريل يقوم يمينه = فيها وميكال يقوم يسارا
من كان ينصره ملائكة السما = يأتونه مددا له أنصارا
من كان وحد قبل كل موحد = يدعو الإله الواحد القهارا
من كان صلى القبلتين وقومه = مثل النواهق تحمل الأسفارا
من كان في القرآن سمي مؤمنا = في عشر آيات جعلن خيارا
من قال للماء افجري فتفجرت = ما كلفت كفا له محفارا
حتى تروى جنده في مائها = لما جرى فوق الحضيض وفارا
وبكربلا آثار أخرى قبلها = أحيا بها الأنعام والأشجارا
وأتاه راهبها وأسلم طائعا = معه وأثنى الفارس المغوارا
أم من عليه الشمس كرت بعدما = غربت وألبسها الظلام شعارا
حتى تلاقى العصر في أوقاتها = والله آثره بها إيثارا
ثمت توارت بالحجاب حثيثة = جعل الإله لسيرها مقدارا
من كان آذن منهم ببراءة = في المشركين فأنذر الكفارا
منكم برئنا أجمعين فأشهرا = في الأرض سيروا كلكم فرارا
وابتاع من جبريل حبا قد زكى = في جنة لم تحرم الأنهارا
جبريل بايعه وأحمد ضيفه = خير الأنام مركبا ونجارا