من فضله
السيد إسماعيل الحميري
من فضله أنه كان أول من = صلى وآمن بالرحمن إذ كفروا
سنين سبعا وأياما محرمة = مع النبي على خوف وما شعروا
ويوم قال له جبريل قد علموا = أنذر عشيرتك الأدنين أن بصروا
فقام يدعوهم من دون أمته = فما تخلف عنه منهم بشر
فمنهم آكل في مجلس جذعا = وشارب مثل عس وهو محتضر
فصدهم عن نواحي قصعة شبعا = فيها من الحب صاع فوقه الوذر
فقال يا قوم أن الله أرسلني = إليكم فاجيبوا الله وأذكروا
فايكم يجتبي قولي ويؤمن بي = إني نبي رسول فانبرى غدر
فقال تبا اتدعونا لتلفتنا = عن ديننا ثم قام القوم فاشتمروا
من الذي قال منهم وهو أحدثهم= سنا وخيرهم في الذكر إذ سطروا
آمنت بالله قد أعطيت نافلة = لم يعطها أحد جن ولا بشر
وإن ما قلته حق وإنهم = إن لم يجيبوا فقد خانوا وقد خسروا
ففاز قدما بها والله أكرمه = وكان سباق غايات إذا ابتدروا
إني امرؤ من حمير أسرتي = بحيث تحوي سروها حمير
آليت لا أمدح ذا نائل = له سناء وله مفخر
إلا من الغر بني هاشم = إن لهم عندي يدا تشكر
إن لهم عندي يدا شكرها = حق وإن أنكرها منكر
يا أحمد الخير الذي إنما = كان علينا رحمة تنشر
حمزة والطيار في جنة = فحيث ما شاء دعا جعفر
منهم وهادينا الذي نحن من = بعد عمانا فيه نستبصر
لما دجا الدين ورق الهدى = وجار أهل الأرض واستكبروا
ذاك علي بن أبي طالب = ذاك الذي دانت له خيبر
دانت وما دانت له عنوة = حتى تدهدى عرشه الأكبر
ويوم سلع إذ أتى عاتيا =عمرو بن عبد مصلتا يخطر
يخطر بالسيف مدلا كما = يخطر فحل الصرمة الدوسر
إذ جلل السيف على رأسه = أبيض عضبا حده مبتر
فخر كالجذع وأوداجه = ينصب منها حلب أحمر
ينفث من فيه دما معجلا = كأنما ناظره العصفر