راكبا نحو المدينة
السيد إسماعيل الحميري
راكبا نحو المدينة جرة = عذافرة يطوى بها كل سبسب
إذا ما هداك الله عاينت جعفرا= فقل لولي الله وابن المهذب
إلا يا أمين الله وابن أمينه = أتوب إلى الرحمن ثم تأوبي
إليك من الأمر الذي كنت مطنبا = أحارب فيه جاهدا كل معرب
إليك رددت الأمر غير مخالف = وفئت إلى الرحمن من كل مذهب
سوى ما تراه يا بن بنت محمد = فإنه به عقدي وزلفي تقربي
وما كان قولي في ابن خولة مبطنا= معاندة مني لنسل المطيب
ولكن روينا عن وصي محمد= وما كان فيما قال بالمتكذب
بأن ولي الأمر يفقد لا يرى = ستيرا كفعل الخائف المترقب
فيقسم أموال الفقيد كأنما = تغيبه بين الصفيح المنصب
فيمكث حينا ثم ينبع نبعة = كنبعة جدى من الأفق كوكب
يسير بنصر الله من بيت ربه = على سؤدد منه وأمر مسبب
يسير إلى أعدائه بلوائه = فيقتلهم قتلا كحران مغضب
فلما روى أن ابن خولة غائب = صرفنا إليه قولنا لم نكذب
وقلنا هو المهدي والقائم الذي = يعيش به من عدله كل مجدب
فإن قلت لا فالحق قولك والذي = أمرت فحتم غير ما متعصب
وأشهد ربي أن قولك حجة= على الخلق طرا من مطيع ومذنب
بأن ولي الأمر والقائم الذي = تطلع نفسي نحوه بتطرب
له غيبة لا بد من أن يغيبها = فصلي عليه الله من متغيب
فيمكث حينا ثم يظهر حينه = فيملأ عدلا كل شرق ومغرب
بذاك أدين الله سرا وجهرة = ولست وإن عوتبت فيه بمعتب