في رثاء الإمام السبط
أبو محمّد العوني
يا قمرا غاب حين لاحا = أورثني فقدك المناحا
يا نوب الدهر لم يدع لي = صرفك من حادث صلاحا
أبعد يوم الحسين ويحيى = أستعذب اللهو والمزاحا؟!
كربت كي تهتدي البرايا = به وتلقى به النجاحا
فالدين قد لف بردتيه = والشرك ألقى لها جناحا
فصار ذاك الصباح ليلا = وصار ذاك الدجى صباحا
فجاء إذ كاتبوه يسعي = لكي يريها الهدى الصراحا
حتى إذا جاءهم تنحوا = لا بل نحوا قتله اجتياحا
وأنبتوا البيد بالعوالي = والقضب واستعجلوا الكفاحا
فدافعت عنه أولياه = وعانقوا البيض والرماحا
سبعون في مثلهم الوفا = فأثخنوا بينهم جراحا
ثم قضوا جملة فلاقوا = هناك سهم القضا المتاحا
فشد فيهم أبو علي = وصافحت نفسه الصفاحا
يا غيرة الله لا تغيثي = منهم صياحا ولا ضباحا
ثم انثنى ظامئا وحيدا = كما غدا فيهم وراحا
ولم يزل يرتقي إلى أن = دعاه داعي اللقا فصاحا
دونكم مهجتي فأني = دعيت أن أرتقي الضراحا
فكلكلوا فوقه فهذا = يقطع رأسا وذا جناحا
يا بأبي أنفسا ظماء = ماتت ولم تشرب المباحا
يا بأبي أوجها صباحا = باكرها حتفا صباحا
يا بأبي أجسما تعرت = ثم اكتست بالدماء وشاحا
يا سادتي يا بني علي = بكى الهدى فقدكم وتاحا
أوحشتم الحجر والمساعي = آنستم القفر والبطاحا
أوحشتم الذكر والمثاني = والسور الطوال الفصاحا
لا سامح الله من قلاكم = وزاد أشياعكم سماحا